دخلت الحرب الهمجية التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر يومها الـ43، على وقع عدة مجازر ارتكبها بحق المدنيين ليل الجمعة وفجر اليوم، السبت، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، والتي استُشهد خلالها أكثر من 12 ألف فلسطيني وأُصيب زهاء 30 ألف آخرين.
ونفّذت مدفعية الاحتلال وطائراته الحربية ليل الجمعة وفجر اليوم، السبت، سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة في شمال قطاع غزة، وتركّزت في مخيم جباليا، وبيت لاهيا، وأبراج الشيخ زايد، ومحيط المستشفى الإندونيسي، وأحياء مدينة غزة.
أُخلي مجمع الشفاء من المرضى والجرحى والنازحين والكوادر الطبية باستثناء 126 مريضًا لا يستطيعون التحرك
وقالت وزارة الداخلية في غزة إن مستشفيات شمالي القطاع استقبلت أعدادًا كبيرة من الشهداء نتيجة مجازر ارتكبتها مدفعية الاحتلال في المناطق الشمالية. فيما أفادت وسائل إعلام بوصول 63 شهيدًا إلى المستشفى الإندونيسي منذ فجر اليوم.
وارتكبت طائرات الاحتلال، فجرًا، مجزرة جديدة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بقصفها عدة شقق بمدينة حمد السكنية، ما أسفر عن استشهاد 28 فلسطينيًا معظمهم من الأطفال. كما قصفت خلال الساعات الماضية، منزلًا في حي الجنينة شرق رفح، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء.
الاحتلال يخلي مجمع الشفاء بالقوة
وفي سياق متصل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة لـ"العربي"، إنها بدأت بإخلاء مجمع الشفاء تحت التهديد بالقوة من قِبل قوات الاحتلال، مشيرةً إلى الجرحى تجمعوا أمام المجمع وانطلقوا سيرًا تحت مراقبة الدبابات.
ولفتت الوزارة إلى أن المجمع أُخلي بشكل كامل، ما عدا 126 مريضًا لا يستطيعون التحرك. فيما قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، في تصريحات صحفية، إن الأطفال الخدج لا يزالون داخل المجمع، مؤكدًا أن الوزارة على تواصل مع الصليب الأحمر بشأن التعامل معهم.
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن إخلاء الاحتلال لمجمع الشفاء بالقوة "جريمة حرب".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد طلبت من الطواقم الطبية والمرضى والنازحين عبر مكبرات الصوت صباح اليوم، السبت، إخلاء مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة من جميع من فيه خلال ساعة واحدة.
وأفاد "التلفزيون العربي" بأن جيش الاحتلال اتصل كذلك بمدير مجمع الشفاء، محمد أبو سلمية، وطلب منه إخلاء المجمع والتوجه مشيًا على الأقدام نحو شارع البحر المحاذي للمستشفى غرب مدينة غزة. فيما قال مشرف الطوارئ في المجمع، في تصريحات صحفية، إن قوات الاحتلال طلبت من النازحين التوجه إلى شارع الوحدة، مؤكدًا أن الكثير من الأطفال وكبار السن لم يتمكنوا من السير.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"التلفزيون العربي" أن المرضى والنازحين والكوادر الطبية لا يملكون أي ملجأ في حال غادروا المستشفى، ناهيك عن وجود مرضى على أجهزة طبية لا يمكنهم الاستغناء عنها، وبالتالي لا يستيطعون مغادرة المستشفى.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، في حدث لـ"العربي"، إنه لا يوجد أي ممر آمن يسلكه النازحون والكوادر الطبية والمرضى، مشدّدةً على أن "إسرائيل" تحكم بالإعدام على المرضى حين تجبرهم على الخروج من المستشفى، مطالبةً الدول العربية بالتدخل الفوري لوقف ما يحصل في مجمع الشفاء.
الاتحاد الأوروبي: السلطة الفلسطينية يمكنها إدارة غزة بعد انتهاء الحرب
دوليًا، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم السبت، إن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
جاء ذلك خلال مشاركته في قمة "حوار المنامة الأمني" في العاصمة البحرينية، حيث أكد على أن "حماس" لا يمكنها إدارة قطاع غزة بعد الآن، مضيفًا أن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي تستطيع إدارة غزة مستقبلًا.
تأتي تصريحات بوريل وسط تصاعد الحديث عن "مستقبل غزة" بعد انتهاء الحرب و"القضاء على حماس"، حيث صرّح عدد من المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بأنه يجب على السلطة الفسلطينية أن تتولى إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب. فيما رأى آخرون، أمريكيون وأوروبيون، أنه من الأفضل تشكيل قوات حفظ سلام دولية لإدارته خلال المرحلة المقبلة، على الأقل حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من فعل ذلك.