لليوم الـ63، يواصل جيش الاحتلال استهدافه للمدنيين في قطاع غزة وارتكاب المجازر بحقهم، إضافةً إلى تدميره ما تبقى من بنية تحتية في القطاع المحاصر. وذلك في وقت تستمر فيه الأوضاع الإنسانية في القطاع بالتدهور بصورة مخيفة تُنذر بحدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة أكّدت المنظمات الأممية أنه لن يكون بوسعها التعامل معها.
وكثّف جيش الاحتلال، صباح اليوم الجمعة، قصفه المدفعي والجوي على مناطق متفرقة في القطاع، بينها حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث أسفر قصف إسرائيلي جوي عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
يواجه 1.9 مليون نازح في مراكز الإيواء بقطاع غزة خطر المجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية
واستهدفت مقاتلات الاحتلال مركز إيواء في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، بقنابل حارقة مخلّفةً عشرات الإصابات بين النازحين. فيما استُشهد 5 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، إثر غارة إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وطال قصف جيش الاحتلال، منذ ليل الخميس وحتى صباح اليوم الجمعة، أحياء الزيتون والصبرة والشجاعية والتفاح والدرج شرق مدينة غزة.
وواصلت "إسرائيل" قصفها للمناطق الجنوبية من قطاع غزة، حيث استهدفت مدفعيتها ومقاتلاتها المناطق الشرقية في مدينة خان يونس، وشواطئ مدينة رفح، إضافةً إلى مناطق متفرقة في وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين.
ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الخميس، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ 63 يومًا إلى 17.177 شهيدًا، 70% منهم من النساء والأطفال، إضافةً إلى 46 ألف مصاب.
1.9 مليون يواجهون خطر المجاعة
إنسانيًا، أكدت وزارة الصحة بغزة أن 1.9 مليون نازح في مراكز الإيواء في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة وانتشار الأوبئة، مشيرةً إلى أن الوضع الصحي والإنساني في أماكن الإيواء كارثي نتيجة انعدام الماء والطعام والدواء.
وقالت إن مئات الآلاف من النازحين، من النساء الحوامل والأطفال والمرضى والجرحى، يواجهون خطر الموت نتيجة انعدام التغذية والرعاية الصحية.
ولفتت الوزارة، في بيان، إلى أن مستشفيات جنوب القطاع فقدت قدراتها الاستيعابية بعد أن بلغت نسبة إشغالها 206% في أقسام المبيت، و250% في العنايات المكثفة. مؤكدةً أن جيش الاحتلال يتعمّد استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني ومنعها من الوصول إلى المناطق لإخلاء الجرحى والشهداء من المناطق التي تتواجد فيها قواته العسكرية.
إفشال محاولة تحرير أسير إسرائيلي
أما ميدانيًا، فقد أعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صباح اليوم، إفشالها محاولة إسرائيلية للوصول إلى أحد الأسرى الإسرائيليين لديها.
وأضافت الكتائب، في بيان، أنه: "تم اكتشاف قوة صهيونية خاصة أثناء محاولتها التقدم لتحرير أحد أسرى العدو والاشتباك معها مما أدى إلى مقتل وإصابة أفراد القوة، وتدخل الطيران الحربي وقصف المكان بسلسلة من الغارات للتغطية على انسحابهم"، وتابعت أن الاشتباك قد أدى: "إلى مقتل الجندي الأسير (ساعر باروخ) 25 عامًا".
وقالت، في بيان آخر عبر "تلغرام"، إنها قصفت تجمعًا لقوات الاحتلال في محور جنوب مدينة غزة بمنظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114 ملم.
ومساء أمس، الخميس، أعلن الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، أن مقاتلي الكتائب تمكّنوا خلال الـ72 ساعة الأخيرة من تدمير 135 آلية عسكرية إسرائيلية كليًا أو جزئيًا في كافة محاور القتال في قطاع غزة.
وأضاف أبو عبيدة أن مقاتلي "القسّام": "أوقعوا عشرات الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح إثر تفجير عدد من فتحات الأنفاق والمنازل في جنود العدو بعد تفخيخها واستهداف القوات الصهيونية المتوغلة في أماكن التمركز والتموضع بالقذائف المضادة للتحصينات والقذائف والعبوات المضادة للأفراد واشتبكوا معهم من مسافة صفر".
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، مقتل ضابطين في المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية في شمال وجنوب قطاع غزة.
تصعيد متواصل في الضفة الغربية
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 6 مواطنين بينهم طفل، اليوم الجمعة، برصاص جيش الاحتلال في مخيم الفارعة جنوب طوباس بالضفة الغربية المحتلة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن شهود عيان قولهم إن جنود الاحتلال حاولوا منع مركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى المصابين لإسعافهم.
واقتحمت قوات الاحتلال، ليل الخميس، بلدات روجيب شرق نابلس، وكفر قدوم شرق قلقيلية، ورمانة غرب مخيم جنين، ومخيم الفوار بالخليل، إضافةً إلى مدينة رام الله.