تقترب الحملة الرئاسية لكلٍ من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب من نهايتها، بينما يستمر الأميركيون في التصويت الذي إما سيُعيد ترامب إلى البيت الأبيض في ولاية جديدة، أو يقود هاريس لتُصبح أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
وتُعد الانتخابات الحالية تاريخية وغير مسبوقة لأسباب عدة، بينها الاستقطاب الذي بلغ ذروته في الأشهر القليلة الأخيرة، والاضطرابات التي كان من أبرزها محاولة اغتيال ترامب لمرتين في تجمعات انتخابية.
ويواجه الناخبون الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع، صباح اليوم الثلاثاء، تحديًا صعبًا لناحية التصويت للرئيس الذي سيقود الولايات المتحدة لأربع سنوات، خاصةً في ظل ما استعرضه المرشحان من برامج ووعود متباينة ساهمت في تعميق حالة الاستقطاب غير المسبوقة في البلاد.
يتفق الأميركيون على أن الانتخابات الحالية غير مسبوقة في تاريخ بلادهم، سيما لناحية الاستقطاب الذي بلغ ذروته في الأشهر الأخيرة
وتسعى هاريس لتكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، إضافةً إلى قطع الطريق على عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، واستكمال المسار الذي رسمته إدارة الرئيس جو بايدن، والتي تعد جزءًا منها، مع منح الأولوية للمسائل الاقتصادية.
وفي حال فوزها، ستكون هاريس أول امرأة سوداء، ومن أصل جنوب آسيوي، تصل إلى البيت الأبيض. كما ستكون أول نائبة للرئيس حالية تدخل إلى المكتب البيضاوي منذ 32 عامًا، عدا عن أن ترشيحها جاء بعد انسحاب بايدن من المنافسة.
في المقابل، واصل ترامب وعوده المتعلقة بتوفير آلاف فرص العمل لأنصاره، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين فيما بات يُعرف إعلاميًا بـ"أكبر عملية ترحيل" في تاريخ الولايات المتحدة، وكذلك فرض رسوم جمركية شاملة على الحلفاء والأعداء.
وإذا نجح في الوصول إلى المكتب البيضاوي مرة أخرى، سيكون ترامب أكبر رئيس منتخب (78 عامًا)، كما سيكون أول رئيس يخسر الانتخابات ثم يفوز مجددًا منذ 132 عامًا، عدا عن أنه أول رئيس يُدان بارتكاب جرائم جنائية.
وسعى المرشحان خلال الساعات الأخيرة من حملتهما إلى حث الأميركيين الذين ما زالوا مترددين على القيام بواجبهم الوطني، وذلك من ولاية بنسلفانيا التي تُعد من الولايات المتأرجحة التي ستساهم إلى حد كبير في حسم السباق الرئاسي لترامب أو منافسته هاريس.
وركّز كل من ترامب وهاريس على الولايات السبع المتأرجحة والحاسمة في هذا السباق، والذي استطاع ترامب الفوز بخمس منها في انتخابات عام 2016، ثم فاز بها بايدن في انتخابات عام 2020، وهي ولاية أريزونا، وجورجيا، وبنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن. أما ولاية كارولاينا الشمالية، فقد فاز بها ترامب في 2016 و2020، بينما خسر في المقابل ولاية نيفادا لصالح هيلاري كلينتون ثم بايدن.
وتُشير التوقعات داخل الولايات المتحدة إلى أنه من الصعب معرفة اسم الفائز هذه الليلة، خاصةً أن هناك عدة ولايات ستصوت ما بعد منتصف الليل، ما يشير إلى احتمال تكرار سيناريو انتخابات 2020، حيث استغرق إعلان اسم الفائز 4 أيام. بينما تُشير توقعات أخرى إلى أنه سواء فاز ترامب أو هاريس، فإن ذلك سيكون بفارق ضئيل.