سقط مانشستر يونايتد للمرة الثانية في الدوري الإنجليزي، هذه المرة أمام برينتفورد برباعية جاءت كلها في الشوط الأول، ليسجل مان يونايتد أسوأ انطلاقة منذ 30 عامًا، عندما خسر أول مباراتين له موسم 1992/1993، قبل أن ينهي المسابقة بطلًا لها، علمًا أنها كانت تمثّل النسخة الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز.
ظهر لاعبو اليونايتد خلال المباراتين بدون روح وشغف الفريق لتحقيق الفوز، بالرغم من محاولات عديدة على مرمى الخصم لكن لاعبو الشياطين تصرفوا معها برعونة و تسرع، وبات من الواضح أن الفريق يعاني كثيراً على الصعيد التكتيكي و الذهني، حيث يتحمل الطاقم التدريبي وعلى رأسهم المدرب تين هاغ مسؤولية الفشل و الأداء السيء خلال 180 دقيقة.
ماهي العوامل التي ساهمت في ظهور اليونايتد بهذا الشكل الشاحب:
العامل التكتيكي:
لم يستطع المدرب تين هاغ تطبيق أفكاره التي جاء بها من هولندا على فريقه الحالي حتى الآن، فشاهدنا فقط الرسم التكتيكي داخل الملعب كما يريد، لكن دون تطبيق لأي فكرة كتلك التي كان يلعبها عندما درب أياكس.
لعب تين هاغ مع أياكس الهولندي بطريقتي لعب 433 و4231، واعتمد في بناء الهجمات من الخلف عبر الظهيرين لتوسيع الملعب، أو اللعب العمودي المباشر بإعطاء المساحات للاعبي الوسط، أما في حال لعب الخصم ضده بأسلوب الضغط العالي، فإنه يلجأ للعب الكرات الطويلة بتغيير الجانب، وتقدم لاعب المحور نحو المدافع لتخفيف الضغط.
ينتقل الفريق بعدها إلى الحالة الهجومية بمثلثات لعب على الأطراف، أو تمريرات في العمق لخلخلة دفاع الخصم، بتقدم لاعبي الوسط لخلق زيادة عددية، ثم لعب الكرة إلى المهاجم خلف المدافعين، أو التمرير للجناحين للعب كرة عرضية.
في مانشستر يونايتد لم نشاهد عملية بناء من الخلف بسبب ضعف لاعبي خط الوسط فريد وماكتوميناي، فعندما يستلم لاعبو الدفاع الكرة فإنه يشاهد لاعب الخصم أمامه دون مساندة خط الوسط، مما يجبره على لعب كرة طويلة أو خسارة الكرة، وتكرر هذا الشيء كثيراً في المباراة الأولى ضد برايتون.
هجومياً افتقر الشياطين للاعب محور أو صانع لعب يقوم بعملية الصعود بالكرة، بالأخص ماكتوميناي الذي أشركه تين هاغ في الشوط الثاني، لكنه كان بطيئاً في اتخاذ القرار ودائماً يخسر الكرة لمصلحة الخصم، أضف إلى ذلك قلة تحركات المهاجمين دون كرة، مما سمح للخصم باللعب دون أخطاء دفاعية وصعّب المهمة على جناحي الفريق في إيجاد الحلول.
العامل الذهني و الفني:
لا يملك مانشستر يونايتد لاعبين متميزين بالحلول الفردية على عكس الموسم الماضي، ويعتمد جميع اللاعبين العامل البدني في تنفيذ خطط اللعب، هذا الشيء قلل من خطورة الفريق هجومياً وبات ينتظر خطأ من لاعبي الخصم للاستفادة منه، كطريقة الاعتماد على الهجوم المرتد التي لم تنجح في معظم أوقات المباراة.
إضافة لافتقار الفريق لردة الفعل بعد التأخر بهدف، فنحن لم نعتد على رؤية مان يونايتد بهذا الشكل الانهزامي داخل الملعب، حتى مع الهجمات الكثيرة التي قام بها ضد بريتفورد بعد الرباعية، إلا أن الفريق كان يلعب وكأن النتيجة متعادلة.
أزمة رونالدو ونوعية التعاقدات:
ارتبط اسم البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال الميركاتو بعدد كبير من الأندية، فكان صاحب الكرات الذهبية الخمس يبحث عن فريق للعب ضمن دوري الأبطال، لكن وكيل اعماله فشل في إقناع الأندية بموكله، وعاد رونالدو لتدريبات اليونايتد بعد أن خسر ثقة المدرب الذي قرر وضعه على الدكة في المباراة الأولى، و اللعب به كأساسي في الثانية وهو الشيء الذي لم يحدث أي تغيير، رونالدو فقد ذلك الإصرار على التحدي وتحقيق الأرقام فلا عمره ولا زملائه قادرين على مساعدته في ذلك.
أبرمت إدارة مانشستر ثلاث تعاقدات خلال الميركاتو حتى الآن، كريستيان ايركسن في خط الوسط ومالاتسيا في مركز الظهير الأيسر ومارتينيز في خط الدفاع، لكنها لم تعوض حتى الآن أسماء الراحلين عن الفريق، مع العناصر الموجودة التي يقل مستواها عن كافاني وبوغبا وخوان ماتا ولينجارد وماتيتش وبيريرا الذين غادروا بعد انتهاء عقودهم، باستثناء الأخير الذي تم بيعه إلى فولهام.
امتحان صعب ينتظر اليونايتد على أرضه أمام ليفربول في الجولة القادمة، ويتوجب على تين هاغ تلافي الكثير من الأخطاء التكتيكية للخروج على الأقل بصورة مشرفة، فلم يبق شيء يدعو للتفاؤل إلا اسم الفريق "مانشستر يونايتد".