قد يبحث البعض عن أنواع المعادن الثمينة إمّا للاستثمار فيها أو لاقتنائها، وربّما يلزم الباحث عنها معرفة نظام المعادن الثمينة الذي يحكم وينظّم التعاملات في أنواع المعادن واستخداماتها.
تستعرض هذه المقالة نبذة عن أنواع المعادن وخصائصها، بالإضافة إلى أنواع وبعض أسماء المعادن الثمينة، وأخيرًا تُقدّم نبذة مختصرة عن نظام المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.
أنواع المعادن
تُعرف المعادن عمومًا بأنها مواد مُحضرة حديثًا أو مصقولة أو مكسورة، وتتميّز بمظهرها اللامع، وإيصالها الجيد نسبيًا للكهرباء والحرارة، إلى جانب أنها عادةً ما تكون قابلة للطرق والسحب والتشكيل. ويُمكن أن يكون المعدن عنصرًا كيميائيًا بما في ذلك الحديد، أو سبيكة بما في ذلك الفولاذ المقاوم للصدأ، أو مركب جُزيئي بما في ذلك نيتريد الكبريت البوليمري. وتُصنّف أنواع المعادن تبعًا لخصائصها الفيزيائية أو الكيميائية، ويُذكر منها ما يلي:
- المعادن الحديدية وغير الحديدية.
- المعادن الهشة.
- المعادن الحرارية.
- المعادن البيضاء.
- المعادن الثقيلة والخفيفة.
- المعادن الأساسية والنبيلة والثمينة.
- معادن الصمامات.
أنواع المعادن وخصائصها
كما أُسلف الذكر صُنّفت أنواع المعادن المختلفة تبعًا لخصائصها الفيزيائية أو الكيميائية المتفاوتة، وفيما يأتي توضيحًا لكل نوع من أنواع المعادن وخصائصها التي تُميّزها:
- المعادن الحديدية وغير الحديدية: تُعد المعادن الحديدية وغير الحديدية الطريقة الأكثر شيوعًا لتصنيف المعادن، وتُعرف المعادن الحديدية بأنها تلك التي تحتوي في تركيبتها على الحديد، والذي يجعل المعدن أكثر عرضة للتآكل، بينما يُضفي عليه خصائص مغناطيسية. أما المعادن التي تفتقر إلى وجود الحديد فيها فإنها تُعرف بالمعادن غير الحديدية، إلى جانب كونها تفتقر للخصائص المغناطيسية، ومن أمثلتها الرصاص والألمنيوم والنحاس والزنك والنحاس الأصفر.
- المعادن الهشة: على الرغم من أن جميع أنواع المعادن تقريبًا قابلة للطرق و السحب والتشكيل، إلا أن القليل منها بما في ذلك البريليوم والكروم والمنغنيز والغاليوم والبزموت تُعد هشة، كما أن الزرنيخ والأنتيمون يكونان هشان إذا تم إدخالهما كمعدنين
- المعادن الحرارية: تُعرف المعادن الحرارية أو المقاومة للانصهار بأنها تلك المعادن التي تُقاوم الحرارة والتآكل، ومن أمثلتها النيوبيوم والموليبدينوم والتنتالوم، والتنغستن والرينيوم، والذين لديهم نقاط انصهار عالية تتجاوز الـ 2000 درجة مئوية، إلى جانب كونها ذات صلابة عالية في درجة حرارة الغرفة.
- المعادن البيضاء: تتميّز المعادن البيضاء بلونها الأبيض، والتي تكون ذات نقاط انصهار منخفضة نسبيًا، ومن أمثلتها الزنك والكادميوم والقصدير والأنتيمون، والرصاص والبزموت، علمًا أن بعضها يُعد شديد السُميّة.
- المعادن الثقيلة والخفيفة: تُعرف المعادن الثقيلة بأنها تلك المعادن الكثيفة نسبيًا أو الفلزية، وعادةً ما يكون للمعادن الثقيلة استخداماتٍ خاصة، كما يُمكن أن تكون سامة بشكلٍ ملحوظ.
- المعادن الأساسية والنبيلة والثمينة: تُعرف المعادن الأساسية بأنها تلك المعادن التي تتأكسد أو تتآكل بسهولة باستثناء النحاس، وتتفاعل جميعها مع حمض الهيدروكلوريك لتكوين غاز الهيدروجين، كما تُعد أقل تكلفة من نظيراتها من المعادن الثمينة لأنها أكثر شيوعًا، ومن أمثلتها الرصاص والقصدير والألمنيوم، والزنك والنيكل.
بينما المعادن النبيلة فإنها مقاومة للتآكل أو الأكسدة على عكس معظم المعادن الأساسية، وتميل إلى أن تكون معادن ثمينة بسبب نُدرتها، ومن أمثلتها الذهب والفضة والروديوم والايريديوم والأوزميوم. أما المعادن الثمينة كالمعادن النبيلة فإنها تُعد أقل تفاعلًا مع معظم العناصر، وتتمتع بلمعانٍ عالٍ وموصليةٍ كهربائيةٍ عالية، ومن أشهرها الذهب والفضة، بالإضافة لمجموعة البلاتين بما في ذلك الروثينيوم والروديوم والبلاديوم .
- معادن الصمامات: يشيع هذا النوع من أنواع المعادن كثيرًا في مجال الكيمياء الكهربائية، وتُعرف بأنها معادن تُمرر التيار من خلالها في اتجاهٍ واحدٍ فقط.
مقالات قد تهمّك:
الفوسفات.. الثروة المهدورة في المغرب
ما حقيقة كون "مقبرة الإمبراطوريات" موطنًا لثروات تريليونية من المعادن؟
أنواع المعادن واستخداماتها
تُستخدم المعادن في كثيرٍ من الجوانب، تاليًا بعض الأمثلة على أنواع المعادن واستخداماتها:
- مجالات البناء: تُعد المعادن المكون الرئيسي في صناعة مواد البناء وتشييد المباني بما في ذلك الحديد والصلب وغيرها.
- الإلكترونيات: نظرًا لكون المعادن موصلات جيدة للكهرباء، فإنها تُستخدم في صنع الأسلاك، وأجزاء للمعدات والأدوات التي تعمل على التيار الكهربائي، ومن أمثلتها التلفزيون والهواتف المحمولة والثلاجة وأجهزة الكمبيوتر وغيرها.
- الطب: يعود استخدام بعض أنواع المعادن في الطب كونها موجودة فعليًا في أجسامنا، فهي تُعد أمرًا ضروريًا للعديد من الوظائف كانتقال النبضات العصبية وتدفق الأكسجين والتفاعل بين الإنزيمات، لذا يتم ربط بعض الأدوية بمركبات معدنية لعلاج بعض أوجه القصور أو المرض، على سبيل المثال تُستخدم المعادن كالحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والألمنيوم بشكلٍ شائعٍ في الطب كمضادات للحموضة. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم المعدات والأدوات المستخدمة في الطب مصنوعة من المعادن.
- صناعة الآلات والسيارات: أحد أكثر استخدامات أنواع المعادن شيوعًا، ومن المعادن المستخدمة لذلك الحديد والألمنيوم والصلب، كما أن معظم الأواني المستخدمة في المطبخ مصنوعة من معادن كالفولاذ والألمنيوم، والنحاس.
- استخدامات أخرى: تُسخدم بعض المعادن الثقيلة ذات القيمة الاقتصادية العالية كالبلاتين والذهب والفضة في صناعة أطقم المجوهرات وبعض القطع الزخرفية، كما تُستخدم أنواع أخرى من المعادن في صناعة الأقفال، والأبواب القوية وبعض الأسلحة والذخائر.
أنواع المعادن الثمينة
تُعرف المعادن الثمينة بأنها معادن نادرة ذات قيمة اقتصادية عالية بسبب عوامل مختلفة بما في ذلك نُدرتها، واستخدامها في العمليات الصناعية، والتحوط أو التحفظ عليها ضد تضخم العملة، واعتبارها منذ القِدم مخزنًا للقيمة. وفيما يأتي توضيحًا لأنواع المعادن الثمينة الأكثر شيوعًا:
- المعادن الثمينة الاستثمارية: أكثرها شُهرةً هو الذهب، والذي ارتبط كثيرًا بالاقتصادات العالمية عبر التاريخ، وقد استُخدم كعملة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى مدة 100 عام، كما يُعد أكثر المعادن الثمينة شُهرةً في الاستثمار في السبائك. وبالإضافة إلى الذهب، تشمل المعادن الثمينة الاستثمارية الأخرى كلًا من الفضة والبلاتين والبلاديوم.
- المعادن الثمينة غير الاستثمارية: تشمل هذه المجموعة كلًا من الروثينيوم، والروديوم والإيريديوم والأوزميوم، وعلى الرغم من عدم استخدامها لأغراض الاستثمار إلا أنها مهمة في العديد من التطبيقات الصناعية بما في ذلك المساحات الكهربائية والسيارات، وتتميّز جميعها بكثافتها الشديدة، مما يجعلها من أنواع المعادن الثمينة القوية والمتينة للاستخدامات الصناعية المختلفة.
أسماء المعادن الثمينة
هناك 8 من أشهر أسماء المعادن الثمينة، وهي:
- الذهب.
- الفضة.
- البلاتين، والذي يُعد أكثر تداولًا كأحد المعادن الثمينة بعد الذهب والفضة.
- البلاديوم.
- الروديوم.
- الروثينيوم.
- الإيريديوم.
- الأوزميوم.
نظام المعادن الثمينة والأحجار الكريمة
تضع أغلب الدول أنظمة مختلفة لتسهيل إدارة القطاعات داخلها، ومن ضمن هذه الأنظمة نظام المعادن الثمينة والأحجار الكريمة التي تضعه بعض الدول، والذي يهدف إلى:
- تحديد مسؤوليات وزارة التجارة والإشراف والرقابة على تجارة وصناعة المعادن الثمينة ومشغولاتها.
- حظر البيع لبعض أصناف المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.
- دمغة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.
- الإشراف على معارض مشغولات المعادن الثمينة.
- وضع العقوبات لمن يُخالفون أحكام نظام المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.
الفرق بين المعادن الثمينة والأحجار الكريمة
كما أُسلف الذكر تتميّز المعادن الثمينة بنُدرتها، وإلى جانب كونها عناصر كيميائية معدنية تتواجد طبيعيًا، وذات قيمة اقتصادية عالية، فإنها من الناحية الكيميائية تميل إلى أن تكون أقل تفاعلًا من معظم العناصر، وعادةً ما تكون مطيلة ولها بريق عالي، كما استُخدمت منذ القِدم كعملة، والآن تُعد سلعًا استثماريةً وصناعيةً هامة، ومن أمثلتها الأساسية الذهب، والفضة والبلاتين.
أمّا الأحجار الكريمة، تُعرف بأنها معادن أو صخور يمكن قطعها وتشكيلها وصقلها للحصول على أحجارٍ جميلة، والتي يُمكن استخدامها فيما بعد لتصنيع المجوهرات وجمعها، وغالبًا ما تكون الأحجار الكريمة معادن وتحمل خصائص المعادن ذاتها، إلا أن بعضها قد يأتي من أصولٍ عضويةٍ بما في ذلك العنبر والمرجان، وتتميّز الأحجار الكريمة بديمومتها؛ ويعود ذلك لكونها مقاومة للتغيير الكيميائي، كما أنه من الصعب الاحتفاظ بصقلٍ جيدٍ منها، ولا يمكن كذلك تقطيعها أو كسرها بسهولة، وتشمل أنواع الأحجار الكريمة الشائعة الزمرد والروبي والياقوت وغيرها الكثير.
