صادَقَ الكنيست الإسرائيلي، اليوم الخميس، وبأغلبية ساحقة، على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية. وجاء التصويت على القرار قبل أيام من توجّه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة، حيثُ من المتوقّع أن يلقي كلمة أمام الكونغرس الأميركي.
وكان الكنيست قد صادَقَ بأغلبية ساحقة على مشروع قرار قدّمه نتنياهو يرفض الاعتراف "الأحادي الجانب" بالدولة الفلسطينية في شباط/فبراير الماضي، وصرح نتنياهو حينها أنّ: "فرض إقامة دولة فلسطينية ليس فقط لن يُحقّق السلام، بل سيُعرّض إسرائيل للخطر"، مشيرًا إلى أنّ الكنيست: "اتحدّ بأغلبية كبيرة ضد محاولة إملاء علينا إقامة دولة فلسطينية"، على حد تعبيره.
وقدّم مشروع القرار عضو الكنيست، زئيف إلكين، عن كتلة "اليمين الرسمي"، وحظي الاقتراح بتأييد من المعارضة والائتلاف، بما في ذلك أحزاب "اليمين الرسمي" و"الليكود"، بالإضافة إلى "المعسكر الوطني"، و"شاس"، و"يهدوت هتوراه"، و"القوة اليهودية"، و"يسرائيل بيتينو"، و"الصهيونية الدينية". وتوصف الحكومة اليمينية الحالية بأنها من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي.
نصّ القرار على أن الكنيست يعارض بشدّة إقامة دولة فلسطينية غرب الأردن
ونصّ القرار الذي حظي بموافقة 68 عضوًا مقابل رفض تسعة أعضاء، فجر الخميس، على أنّ: "الكنيست يعارض بشدّة إقامة دولة فلسطينية غرب الأردن"، ويعتبر أنّ: "إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل سيشكّل خطرًّا وجوديًّا على دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة".
وزعم القرار أنّه: "لن يستغرق الأمر سوى وقت قصير حتى تستولي حماس على الدولة الفلسطينية وتحولها إلى قاعدة إرهابية إسلامية متطرفة، تعمل بالتنسيق مع المحور الذي تقوده إيران للقضاء على دولة إسرائيل".
وأضاف أنّ: "دفع فكرة الدولة الفلسطينية سيكون بمثابة مكافأة للإرهاب، ولن يؤدي إلا إلى تشجيع حماس ومؤيديها الذين سيعتبرون ذلك انتصارًا تحقق بفضل مجزرة السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ومقدمة لسيطرة الإسلام الجهادي على الشرق الأوسط"، على حدّ وصفه.
وفي تعليقه على تبني الكنيست لمشروع القرار، قال رئيس حزب "اليمين الرسمي"، جدعون ساعر، إنّ القرار: "يهدف إلى التعبير عن المعارضة الشاملة الموجودة لدى الشعب الإسرائيلي لقيام دولة فلسطينية من شأنها أن تعرّض أمن إسرائيل ومستقبلها للخطر"، مؤكدًا أنّ: "الضغوط (الدولية) الرامية إلى فرض دولة فلسطينية على إسرائيل لن تجدي نفعًا".
وكانت اليابان قد أعلنت، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أنها ستقوم بتقيّيم شامل للاعتراف بدولة فلسطين، مع الأخذ في الاعتبار "تقدم عملية السلام في الشرق الأوسط".
وأكّدت وزيرة الخارجية اليابانية، كاميكاوا يوكو، على دعم بلادها "حل الدولتين" في المنطقة، مشيرةً إلى أن بلادها تتفهم: "هدف الفلسطينيين المتمثل في إقامة دولة مستقلة"، وأنّها تدعم جهود فلسطين لتحقيق هذا الهدف.
وتعترف 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين.
