عقب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا الأخير، شعر الناس بمئات الهزات الارتدادية، وأعلنت مصادر رسمية تركية عن تسجيل 684 هزةً ارتدادية، وهي هزات تتسبب بالكثير من الدمار وإعاقة جهود الإنقاذ، وهذا ما حصل في يوم "الإثنين الأسود"، حيث وصلت الهزات الارتدادية إلى درجة شدة عالية، ووصفت بالزلزال الجديد، خاصةً تلك التي ضربت غازي عنتاب، بعد قهرمان مرعش جنوب تركيا.
الهزات الارتدادية هي زلازل بحد ذاتها، ولكن يتم وصفها بالهزات الارتدادية، لأنها تكون منخفضة الشدة أول أقل شدة من الزلزال الرئيسي
الهزات الارتدادية هي زلازل بحد ذاتها، ولكن يتم وصفها بالهزات الارتدادية، لأنها تكون منخفضة الشدة أول أقل شدة من الزلزال الرئيسي أو الصدمة الرئيسية (أي أكبر زلزال في سلسلة من الزلازل). وقد تسبق الزلزال الرئيسي، فتكون هزات منذرة/ مسبقة، أو تليه ويطلق عليها هزات ارتدادية، لكن لا يمكن تصنيفها بهذا الشكل إلّا بعد حصول الزلزال الرئيسي، فالهزات الاستباقية تصنف، عقب اكتمال سلسلة الزلازل بشكلٍ كامل.
وتحدث الهزات الارتدادية بالقرب من منطقة الصدع، في المكان الذي حدث فيه تمزق الزلزال الرئيسي وهي جزء من "عملية إعادة التعديل" بعد الانزلاق الرئيسي على الصدع. وتصبح الهزات الارتدادية أقل تواترًا مع مرور الوقت، على الرغم من أنها يمكن أن تستمر لأيام أو أسابيع أو شهور أو حتى سنوات.
وعندما يحدث زلزال، يتم نقل بعض الطاقة المنبعثة من التصدع المفاجئ للصخور إلى الصخور القريبة منها، مما يزيد من ضغوط الدفع والسحب والالتواء الموضوع عليها، وعندما تكون هذه الضغوط أكبر من أن تتحملها الصخور، فإنها تنكسر أيضًا، وتطلق جولة جديدة من الهزات التي تحدث صدوعًا جديدة في الصخر.
بهذه الطريقة، تولد الزلازل هزات جديدة، والهزات الارتدادية تولد توابع أصغر، وعادةً ما تحدث بشكلٍ مُتكرر في الساعات والأيام التي تلي الزلزال. ومع ذلك، فإن حجمها وتواترها يتناقصان بمرور الوقت. على الرغم من أن شدة الاهتزاز المرتبطة بمعظم الهزات الارتدادية صغيرة نسبيًا مقارنة بحدة الزلزال الرئيسي، إلا أنها قد تكون كبيرة بما يكفي لإعاقة جهود الإنقاذ من خلال المزيد من زعزعة استقرار المباني وحدوث انهيارات جديدة.
أما "الهزات المنذرة/ المسبقة" التي يعتبرها البعض قسمًا من الهزات دون مستوى الزلزال، فهي تسبق الزلازل الكبيرة في الموقع نفسه، وتصنف حسب قوة صدمتها، والمرجع في تمييز الهزة الارتدادية والهزة الإنذارية عن الزلزال الرئيسي هو أنها لا تكون أقوى على مقياس ريختر من الزلزال الرئيس.
وبحسب الأرصاد الجوية اليابانية، فإنه مع الزلازل الرئيسي، تصبح الصخور المحيطة بمركز الزلزال غير مستقرة ديناميكيًا/ حركيًا، ويعتبر أن الهزات الارتدادية تحدث من أجل التكيف مع عدم الاستقرار الديناميكي.
وأكبر الهزات الارتدادية، في كثير من الحالات، تحدث في غضون ثلاثة أيام بعد حدوث الزلزال الرئيسي في حالة الزلزال الداخلي. أما بالنسبة لتلك التي تحدث في منطقة البحر، فإن أكبر هزة ارتدادية تحدث بشكلٍ عام في غضون حوالي 10 أيام. وقد يصبح زلزال الهزة الارتدادية الكبيرة مشابهًا لزلزال الصدمة الرئيسية اعتمادًا على موقعه في الأرض.
الهزة الارتدادية في بعض الأحيان تكون أكبر من الزلزال الأولي، وفي هذه الحالة تعتبر الهزة الارتدادية الزلزال الرئيسي
وقالت عالمة الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية سوزان هوغ لـ"نيويورك تايمز": "لا يوجد شيء سحري حول حجم الهزة الارتدادية". وأضافت هوغ أن الهزة الارتدادية في بعض الأحيان تكون أكبر من الزلزال الأولي، وفي هذه الحالة تعتبر الهزة الارتدادية الزلزال الرئيسي ويشار إلى الزلزال الأول على أنه نذير. كما يمكن أن تحدث الهزات الارتدادية على نفس صدع الزلزال الرئيسي، أو على الصدوع القريبة التي تتأثر بتغيرات الضغط والحركة.