24-يوليو-2024
منعت جزر المالديف الإسرائيليين من دخول أراضي الجزيرة (منصة إكس)

منعت جزر المالديف الإسرائيليين من دخول أراضي الجزيرة (إكس)

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإسرائيليين أصبحوا غير مرغوب فيهم بشكل متزايد في عدد كبير من الأماكن السياحية عبر العالم، بسبب الحرب على غزة. فمن فندق في كيوتو، إلى مطعم ساندويتشات بإدنبرة، أصبح العالم: "معاديًا للإسرائيليين الذين أدركوا أن الإجازة لن تحميهم من آثار حرب غزة"، وفقًا لما تقوله صحيفة "هآرتس".

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال تسعة شهور من الحرب، اتسمت تجربة السياحة الإسرائيلية في الخارج بـ"النبذ الكبير والمخاوف من معاداة السامية والصهيونية، وجهود كبيرة لتجنب المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل".

وتوضح الحوادث التي وقعت في المواقع السياحية في جميع أنحاء العالم، أنه على الرغم من عدم وجود سياسة رسمية لاستبعاد الإسرائيليين، إلا أن هذا هو الواقع على الأرض. ففي 17 حزيران/يونيو الفائت، أبلغ سائح إسرائيلي، يُدعى أليكس، بأنه تم إلغاء حجزه في فندق "ماتيريال" بمدينة كيوتو باليابان، بسبب ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة.

وقال الفندق الياباني للسائح الإسرائيلي إنه: "غير قادر على قبول وجود أشخاص نعتقد أنه قد تكون لهم علاقات أو صلات بالجيش الإسرائيلي"، كما أفاد موقع "يانيت" الإسرائيلي.

أصبح العالم معاديًا للإسرائيليين الذين أدركوا أن الإجازة لن تحميهم من آثار الحرب على غزة

وانتشرت الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقدم السفير الإسرائيلي في طوكيو "رسالة احتجاج شديدة اللهجة"، وقامت بلدية كيوتو بإرسال "توبيخ" للفندق معتبرةً أنه "انتهك قانون الأعمال الياباني، ويجب عليه ضمان عدم حدوث مثل هذا الانتهاك مرة أخرى". فيما وصف وزير الخارجية الياباني القضية بأنها غير مقبولة وأوضح أن: "الإسرائيليين مرحب بهم في اليابان".

وتكررت الحادثة يوم 22 حزيران/يونيو الماضي في فندق "نوفوتيل دو لا بورت دو فرساي" في باريس، حين رفض موظف الاستقبال عرض غرفة على مواطن عربي لأنه يحمل الجنسية الإسرائيلية، ثم اتصل الموظف بالشرطة حتى يتم طرد العائلة في الشارع الساعة 1:30 صباحًا.

وانتهت هذه القصة أيضًا بالاعتذار من الرئيس التنفيذي لسلسلة فنادق "أكور" التي يمتلك فندق "نوفوتيل دو لا بورت دو فرساي"، وأرسل تعويضًا للرجل، ومنح العائلة ليلة مجانية ولكن في مدينة زيوريخ السويسرية.

وفي جزيرة كيفالونيا اليونانية، عندما حاولت سائحة إسرائيلية حجز رحلة مع شركة "Sea Kayakin Kefalonia" لتأجير القوارب، طلبت الشركة من السائحة إرفاق صور من حسابها على فيسبوك، ثم تلقت بريدًا إلكترونيًا يفيد بأن الشركة لن تستطيع خدمتها "بسبب الوضع".

وعندما سألت السائحة عن "الوضع" الذي يشير إليه بريد الشركة، قيل لها إنه بسبب الحرب على غزة، ولم يناقش الموظفون الموضوع أكثر. وبعد بضعة أيام، اعتذرت الشركة وعرضت على السائحة رحلة مجانية، وفق ادعاءات موقع "يانيت" الإسرائيلي.  

ولفتت "هآرتس" إلى أن هذه الحوادث يمكن أن تكون حالات فردية، وربما يكون هناك العديد من الحوادث لم يعرف عنها أحد، ولكن كان هناك حظرًا شاملًا على دخول أو تواجد الإسرائيليين، مثل القرار الذي أصدرته حكومة جزر المالديف بمنع دخول الإسرائيليين إلى أراضي الجزيرة، حيث أرجعت الحكومة السبب في ذلك إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي الشهر الجاري، أعلنت عدة شركات أنها لن تقدم خدماتها للإسرائيليين أو الصهاينة، حيث نشر مطعم "أوفيغا نيغرا" النباتي في مدريد لافتة على أبوابه كُتب عليها: "منطقة خالية من الصهيونية"، وقال المطعم في منشور على حسابه بمنصة "إنستغرام" إن: "أي شخص لم يلاحظ الإبادة الجماعية في فلسطين، يجب ألا يدخل من أبواب المطعم".

بدوره، أعلن مطعم "Moski's Sandwich and Juice Bar" في إدنبره بإسكتلندا أن المطعم "منطقة خالية من الصهيونية". فيما دعا مؤيدون لإسرائيل إلى مقاطعة المكان، حتى أنهم لجأوا إلى تطبيق "Uber Eats" لإقناع المطعم بإزالة اللافتة.

ويبدو أن المزيد والمزيد من الشركات في جميع أنحاء العالم تعلن أنها لا تقبل بوجود الإسرائيليين أو الصهاينة طالما أن الحرب مستمرة، وفق ما تقول الصحيفة الإسرائيلية.

وحصد مقطع فيديو عشرات الملايين من المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حين تم عرض تفاصيل حادثة وقعت الشهر الماضي مع عائلة إسرائيلية كانت تجلس في أحد المقاهي الشهيرة الواقعة على خط السكة الحديد في مدينة هانوي بفيتنام، حيث طلب منهم مالك المقهى المغادرة لأنهم "إسرائيليون".

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن هذه القصص والحوادث المتكررة تذكر بالوضع المماثل للسياح الروس حول العالم، رغم أن هذه المقارنة قد لا تعجب الإسرائيليين. حيث تم حظر السياح الروس رسميًا من دخول النرويج وتمت إدانتهم كـ"عملاء للشر" في جميع أنحاء العالم.

وتختم "هآرتس" بالقول إنه: "ليس من اللطيف أن يتم رفض تقديم الخدمة لك بسبب جنسيتك كإسرائيلي، ومن المؤكد أنه ليس من الممتع أن يتم تشبيهنا مع روسيا. لكن على السياح الإسرائيليين أن يدركوا أن هناك عالمًا جديدًا تمامًا غير الذي كان يعرفونه من قبل".