اختتم المجلس الوزاري المصغّر "الكابينت" في حكومة الاحتلال جلسته، أمس الخميس، دون أن يمنح تفويضًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت باتخاذ قرارات تتعلق بالرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في وقت سابق من هذا الشهر، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، والأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله.
وقال موقع "واينت" العبري، اليوم الجمعة، إن الهدف من عدم التصويت هو تأخيره وعدم المصادقة على الهجوم حتى اقتراب موعد الضربة، للحفاظ على عنصر المفاجأة. وأضاف الموقع أن تأجيل التصويت سيؤدي فعليًا إلى تأجيل زيارة غالانت إلى الولايات المتحدة، لأن أحد الشروط التي وضعها نتنياهو هو تحديد الخطوات التي سيتم اتخاذها تجاه إيران، الأمر الذي لم يتحقق بعد.
وبحسب الموقع العبري، فإن الرئيس الأميركي، جو بايدن، طلب من نتنياهو في اتصاله الهاتفي الأخير تقليل الهجمات الإسرائيلية على بيروت إلى الحد الأدنى، في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، أن واشنطن تواصل اتصالاتها المكثفة لـ"منع نزاع أوسع في المنطقة".
الهدف من عدم التصويت هو تأخيره وعدم المصادقة على الهجوم حتى اقتراب موعد الضربة، للحفاظ على عنصر المفاجأة
وأشار الموقع العبري وهيئة البث العبرية "كان" إلى أن جلسة "الكابينت" شهدت مشادات كلامية حادة بين وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، من جهة، وغالانت من جهة أخرى، وذلك في أعقاب خلل بشأن المواصلات تسبب بعدم نقل جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للخدمة، في الأيام الأخيرة، إلى الجبهة الشمالية للمشاركة في العدوان الواسع الذي يشهده جنوب لبنان.
ووفقًا للموقع العبري، اتهمت ريغيف غالانت بأنه كان هو ومقربون منه وراء تسريبات إعلامية ضدها بشأن عدم توفر سفريات للجنود، مضيفةً أن غالانت غادر غرفة الاجتماع محتجًا عقب المشادة الكلامية. وبحسب "واينت"، صرخت ريغيف قائلة: "عندما لا يكون لديك إجابات فإنك تخرج. لقد اعترف الجيش بأنه لا يحتاج إلى وسائل نقل. لقد تلاعبتم بي".
كما هاجمت ريغيف في الجلسة نائب رئيس الأركان، اللواء أمير بيرعام، بسبب رسالة من حوالي 130 جنديًا من القوات النظامية والاحتياطية، أعلنوا فيها رفضهم الامتثال للخدمة العسكرية طالما لا يتم إبرام صفقة تعيد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. وقالت ريغيف: "هؤلاء الرافضون للخدمة العسكرية يجب أن يجلسوا في السجن. إنه رفض لأمر. أين رئيس الأركان؟ أين وزير الأمن؟".
🎥 جيش الاحتلال يدمر برج مراقبة للجيش اللبناني يقع مباشرة على الجدار "الإسرائيلي" ويشرف على الناقورة شمال فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/Wr65iUVBzu
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 10, 2024
وقال الموقع إن غالانت رد على ريغيف قبل مغادرته الغرفة بالقول: "التقرير الإعلامي (الذي نشرته صحيفة هآرتس) مختلف عن الواقع". وبحسب نائب رئيس الأركان: "نحن نتحدث عن خمسة جنود ويتم التعامل مع الموضوع بجدية"، فيما قال وزير القضاء، ياريف ليفين: "أنشروا ذلك إذن. هناك أهمية عامة. يجب أن تخرج رسالة واضحة مفادها أنه لا مجال للرفض".
وتعليقًا على ذلك، رد نتنياهو بالقول: "بكل وضوح، يجب اجتثاث هذه المسألة بقوة، وبما يسمح به القانون. إنها ظاهرة مقززة. يجب أن يتم ذلك هذه المرة بقوة. لقد فقد هؤلاء الأشخاص - في الواقع لم يكن لديهم منذ البداية - البوصلة الوطنية".
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد ذكرت في تقرير سابق أن 130 جنديًا إسرائيليًا وقعوا "رسالة حذروا فيها من أنهم لن يخدموا بعد الآن ما لم تعمل الحكومة على التوصل إلى اتفاق بشأن (المحتجزين) الرهائن" لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، مشيرةً إلى أن الرسالة وجهت إلى نتنياهو ووزراء في حكومة الاحتلال.