الترا صوت – فريق التحرير
دخلت قوات النظام السوري أحياء درعا البلد برفقة الشرطة الروسية في إطار تنفيذ الاتفاق الذي جرى الأحد الماضي، وستنشئ بموجبه 10 نقاط عسكرية، بعد القيام بإجراء حملات تفتيش للمنازل بالإضافة للتدقيق على الهويات الشخصية للتأكد من عدم وجود أشخاص من خارج المنطقة. كما رفع النظام عقب نفس الاتفاق، علمه فوق مركز التسوية في المنطقة بوجود الشرطة العسكرية الروسية.
تتحدث مصادر إعلامية عن أنه من المرجح أن ينقل النظام قواته المنسحبة من درعا إلى الشمال السوري، استعدادًا لأي عمل عسكري إن أتيحت له فرصة
تنص بنود الاتفاق المذكور أيضًا على أن يقوم النظام بسحب قواته من محيط محافظة درعا. ورغم عدم التزام قوات النظام وخرقه للاتفاق، بعد أن عاودت قصف المدينة خلال الأيام الماضية وأصرت على فرض حل عسكري، تتحدث مصادر إعلامية عن أنه من المرجح أن ينقل النظام قواته إلى الشمال السوري، استعدادًا لأي عمل عسكري إن أتيحت له فرصة. تتقاطع هذه الفرضيات مع التصعيد الذي حدث مؤخرًا في المنطقة، فما إن بدأ تطبيق اتفاق درعا حتى كثّفت قوات النظام والطيران الروسي من عملياتها على محافظة إدلب، خاصة على الجزء الشمالي الغربي من المحافظة، في مؤشر واضح على نيّته وحلفائه التعامل عسكريًا مع الملف الأكثر حساسية وصعوبة في البلاد.
اقرأ/ي أيضًا: تقدير موقف: آفاق التصعيد في درعا بعد انهيار اتفاق التسوية الروسي
في هذا السياق، قال نشطاء وإعلاميون من داخل المحافظة إن قوات النظام قصفت بعدد من قذائف نقطة طبية في بلدة مرعيان في جبل الزاوية في الجنوب، ما أدى لمقتل امرأة وإصابة طفلها، إضافة إلى تدمير النقطة الوحيدة التي كانت تقدم خدماتها الطبية لمنطقة جبل الزاوية، التي تضم أكثر من بلدة وقرية. أما في شمالي المحافظة، فقد أصيبت إمراة و3 أطفال بجروح في قصف جوي على مخيم للنازحين وفق مصادر في الدفاع المدني السوري. وكانت مقاتلات حربية روسية قد نفذت غارات عدة استهدفت بلدات وقرى بريف إدلب الجنوبي، كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة مدينة إدلب ومحيطها ومنطقة وادي النسيم بعدة قذائف، بالتزامن مع مرور رتل للقوات التركية في المنطقة.
هذا وارتفعت حصيلة القتلى والمصابين جراء قصف قوات النظام منازل ومطاعم وصالة أفراح في المدينة مساء الثلاثاء، إلى 4 أشخاص بينهم طفل وشابة، فضلًا عن إصابة 16 آخرين غالبيتهم أطفال ونساء. وفي ردها على هجمات النظام، استهدفت غرفة عمليات "الفتح المبين" بالمدفعية الثقيلة تجمعات لقوات النظام في مدينة سراقب من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وتضمّ محافظة إدلب نحو 3 ملايين شخص، نزح ثلاث أرباعهم من أنحاء متفرقة من البلاد. ولا تزال محافظة إدلب محكومة بتفاهمات تركية روسية وفق مسار أستانة التفاوضي وتفاهمات ثنائية أخرى، لا سيما اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في مارس/آذار من العام الماضي في موسكو بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، عقب هجوم واسع شنٌه النظام بدعم روسي، دفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم وفق تقديرات الأمم المتحدة.
لا تزال محافظة إدلب محكومة بتفاهمات تركية روسية وفق مسار أستانة التفاوضي وتفاهمات ثنائية أخرى، لا سيما اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في مارس/آذار العام الماضي
هذه التفاهمات، مع ذلك، لم تنفذ بالكامل حتى اللحظة، خاصة مسألة استعادة الحركة التجارية على الطرق الدولية. حيث يطمح النظام بعد سيطرته على الجنوب السوري باستعادة حركة الترانزيت من تركيا إلى الأردن والخليج العربي عبر الطريق الدولي انطلاقًا من الشمال الغربي لسوريا، وهو ما يتطلب استعادة السيطرة على كامل محافظة إدلب.
اقرأ/ي أيضًا:
تعزيزات جديدة يدفع بها النظام نحو درعا وعمليات خاطفة في دير الزور وريف إدلب