الترا صوت – فريق التحرير
يكتنف الغموض قادة حركة طالبان، ويبدو أن عودتها إلى السلطة بعد السيطرة على معظم المدن الأفغانية، ستبرزعددًا من الأسماء التي تتضارب الترجيحات بشأنها. وفي حين تناقل عدد من وسائل الإعلام الدولية بعضًا من تلك الأسماء، فإن المعلومات حولهم تبقى شحيحة، وغير متداولة على نطاق واسع.
يكتنف الغموض قادة حركة طالبان، ويبدو أن عودتها إلى السلطة بعد السيطرة على معظم المدن الأفغانية، ستبرزعددًا من الأسماء التي تتضارب الترجيحات بشأنها
من أبرز هؤلاء يأتي اسم القائد العام للحركة الملا هيبة الله أخوند زاده الذي يقود طالبان منذ أيار/ مايو 2016 بعد مقتل سلفه أختر محمد منصور في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في باكستان. ولا يعرف الكثير عن الملا أخوند زاده إلا أن المعلومات المتداولة تقول إنه كان يشرف على الجهاز القضائي في الحركة ومهتمًا بالقضايا الدينية وله نفوذ كبير داخل صفوف طالبان، فهو نجل عالم دين من قندهار معقل قبائل البشتون في جنوب أفغانستان، والتي ينتمى إليها غالبية عناصر الحركة. وتقول نفس تلك المصادر أن الملا زاده تولى مهمة غاية في الصعوبة وهي توحيد حركة طالبان بعد الانقسام الذي شهدته عقب مقتل الملا منصور وكان السبب في كشف سر إخفائها لوفاة مؤسسها الملا محمد عمر لسنوات، إلا أن بعض المتابعين يتوقعون أن يكون دوره على رأس الحركة رمزيًا أكثر مما هو عملي. فبحسب ما يعرف عنه فهو يميل إلى التحفظ ولا يظهر على وسائل الإعلام ويكتفي ببث رسائل في المناسبات الدينية الإسلامية.
ثاني أهم شخصية في الحركة هو الملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي، المنحدر من ولاية أورزغان والذي نشأ في مدينة قندهار جنوب البلاد، وتتحدث المصادر أنه أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا عمر، وشارك معه في "الجهاد الأفغاني" ضد الغزو السوفياتي في عام 1979. وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان وسقوط حكم طالبان عام 2001، قيل إنه شكل مع بعض قادة طالبان مجموعة صغيرة أبدت استعدادها لتوقيع اتفاق تعترف فيه بالإدارة الجديدة لكابول، لكن تلك المبادرة باءت بالفشل. في عام 2010 تم اعتقاله في مدينة كاراتشي الباكستانية وكان وقتها يتولى منصب القائد العسكري لحركة طالبان وأطلق سراحه في عام 2018 بعد 8 سنوات من الاعتقال، ويحضى الملا عبد الغني بتقدير كبير داخل صفوف الحركة، وتم تعيينه رئيسًا للمكتب السياسي وقاد المفاوضات مع الأمريكيين في العاصمة القطرية الدوحة والتي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
ثالث تلك الشخصيات هو سراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني أحد أقوى فصائل طالبان والتي تضعها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب، بسبب قتالها للقوات الأمريكية وقوات التحالف في العقدين الماضيين في أفغانستان. وشبكة حقاني معروف عنها القيام بالعمليات الانتحارية، وينسب إليها عدد من أهم وأعنف الهجمات في أفغانستان خلال السنوات الأخيرة. وتتهم الشبكة أيضًا بأنها وراء اغتيال كبار المسؤولين الأفغان، بالإضافة لاحتجاز عدد من الغربيين كرهائن ومبادلتهم بفدية مالية أو مقابل سجناء، كما حدث مع الجندي الأمريكي بو برغدال الذي أطلق سراحه في عام 2014 مقابل 5 معتقلين أفغان من سجن غوانتانامو. كما أن مقاتلو شبكة حقاني معروفون بمهاراتهم القتالية وقيادتهم لغالبية عمليات طالبان شرق البلاد، خاصة في المناطق الجبلية. وتذهب بعض المصادر إلى أن الشبكة لها تأثير قوي على قرارات الحركة و يعتبر زعيمها عمليًا الرجل الثاني في طالبان، وسراج الدين هو ابن أحد القادة التاريخيين للجهاد الأفغاني ومؤسس الشبكة التي تحمل اسم العائلة جلال الدين حقاني.
رابع تلك الشخصيات، الملا يعقوب نجل مؤسس طالبان الملا عمر، ويقود اللجنة العسكرية للحركة والتي لها دور كبير في رسم وتوجيه الخطط والقرارات الاستراتيجية للحرب، ويشكل ارتباطه بوالده الذي كان مقاتلو الحركة يبجلونه كزعيم تاريخي لهم، عاملًا مهمًا في كسب ود واحترام قسم واسع داخل صفوف طالبان، إلا أن بعض المحللين يضعون دوره موضع تكهنات، ويعتقدون أن تعيينه على رأس اللجنة العسكرية للحركة هو مجرد إجراء رمزي.
أخيرًا، يأتي ذبيح الله مجاهد وهو الوجه الإعلامي للحركة والناطق الرسمي باسمها، تم تعيينه في هذا المنصب في كانون ثاني/ يناير 2007، ويتواصل بشكل منتظم مع الصحفيين عبر المكالمات الهاتفية والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني والبيانات المنشورة على مواقع الحركة وباقي المواقع الجهادية، كما له نشاط لافت على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
اقرأ/ي أيضًا:
كيف علّق ترامب على دخول طالبان إلى كابول وإعلانها السيطرة على أفغانستان؟