بعد مئة عام
لن يكون أحد منّا موجودًا.
لا أحلامنا الكبرى
ولا التافهة،
لا كوابيسنا
لا حبوبنا المنومة
وساعات الأرق الطويل
ونوبات الكآبة..
لا قلقنا الصباحي
ولا منبهاتنا القديمة،
التي لا تعمل.
لا الزحام المروري
والناس المتجهمون.
لا الشوارع
ولا البلاد.
لا أحلام البلاد
ولا حدود البلاد،
التي رسمناها
بالدم والدموع..
لا أعلامنا
أو أغانينا الوطنية.
لا أحزاننا الوطنية
ولا أفراحنا الوطنية.
سيختفي بائع الغاز
وقارئ نشرات الأخبار
والسيدة الجميلة في لوحة الإعلانات..
والشارع العمومي
ومتجر الألعاب،
وعيادات التجميل
والنساء المنتفخات بالبوتكس
والسذاجة،
سيختفي آباؤنا الطيبون،
أكثر من اللازم
آباؤنا القساة،
أكثر من اللازم
والأمهات المنحنيات
عند أفران الخبز
وأقدام الحياة
والرجال.
سيختفي طغاتنا الجميلون
وخطاباتهم الكوميدية
التي لا تضحك أحدًا..
ستختفي المنافي
واللهجات القبيحة
وأبناء البلد
أبناء الله
والحظ الجيد..
ستختفي حياتنا
وراء الأفق
سيجرفها الزمن
أو سترمى
في البحر
مثل حمولة زائدة.
بعد مئة عام
لن يكون أحد منّا موجودًا
وإذا ما عدنا يومًا
بعد مئة عام
فإننا بالكاد،
سنعرف الطريق نحو المنزل.
وحين نقف أمام أبوابنا
ونطرقها بوجلِ
فإن شخصًا آخر
غير أمهاتنا
سيفتح لنا.
اقرأ/ي أيضًا: