01-أكتوبر-2024
هدف التوغل

صورة لقرى في جنوب لبنان التقطت من مدينة صور (رويترز)

جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي الطلب من سكان 30 بلدة في جنوب لبنان إخلاء منازلهم، فيما يبدو أنها تمهيد لـ"توغل بري محدود"، كان قد أعلن جيش الاحتلال أنه بدأ، اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي نفى "حزب الله" التقارير التي تحدثت عن وقوع اشتباكات بين مقاتلي الحزب وقوات الاحتلال على الحدود الجنوبية للبنان.

وكانت مقاتلات الجيش الإسرائيلي قد شنت هجومًا جويًا واسعًا طال مختلف الأراضي اللبنانية، بما في ذلك العاصمة اللبنانية بيروت، منذ الـ23 من الشهر الجاري، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، فضلًا عن نزوح ما لا يقل عن مليون شخص إلى مناطق أكثر أمنًا. واليوم الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه بدأ "عملية برية محددة الهدف والدقة في منطقة جنوب لبنان".

إخلاء 30 بلدة من سكانها

كتب المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في رسالة نشرت باللغة العربية على تطبيق "تليغرام"، "يدور في منطقة جنوب لبنان قتال عنيف"، مضيفًا "من أجل سلامتكم الشخصية نطالبكم بعدم التحرك بالمركبات من منطقة الشمال إلى منطقة جنوب نهر الليطاني"، متهمًا "حزب الله" باستخدام المدنيين "دروعا بشرية"، وفق تعبيره.

جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي الطلب من سكان 30 بلدة في جنوب لبنان إخلاء منازلهم، فيما يبدو أنها تمهيد لـ"توغل بري محدود"

ولاحقًا، أعاد أدرعي الطلب من سكان جنوب لبنان إخلاء حوالى 30 بلدة، مضيفًا أن على السكان "التوجه فورًا إلى شمال نهر الأولي"، الذي يفصل بين جبل لبنان وجنوبه، محذرًا من أن "كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر"، على حد قوله.

من جانبه، قال مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، محمد عفيف، في تصريحات وزعها إعلام الحزب ، إن "كل الادعاءات الصهيونية أن قوات الاحتلال دخلت إلى لبنان هي ادعاءات كاذبة"، مضيفًا "لم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد بين مجاهدي المقاومة وقوات الاحتلال"، مؤكدًا جهوزية مقاتلي الحزب "للمواجهة المباشرة" مع قوات الاحتلال التي "تتجرأ أو تحاول دخول" لبنان.

من جانبه، أكد الناطق باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "يونيفيل"، أندريا تيننتي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "لا توغل بريًا الآن"، بعيد تحذير القوة الدولية في بيان من أن "أي عبور إلى لبنان يعد انتهاكًا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه"، داعية الأطراف كلها إلى "التراجع عن مثل هذه الأفعال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وسفك الدماء".

خطط التوغل محدودة النطاق

ومع تصاعد الأنباء عن عملية توغل وشيكة، حذرت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من عواقب "اجتياح بري واسع النطاق" في لبنان، وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ليز ثروسيل، في تصريح صحافي، إن "العنف المسلح بين إسرائيل وحزب الله تصاعد، والعواقب على المدنيين رهيبة أساسًا، ونخشى أن يؤدي اجتياح بري اسرائيلي واسع النطاق للبنان إلى تفاقم المعاناة".

وأكد السفير الإسرائيلي في فرنسا، جوشوا زرقا، اليوم الثلاثاء، أن "إسرائيل لا تعتزم غزو لبنان وتكرار الخطأ الذي ارتكب في 1982"، مضيفًا ردًا على سؤال عن الفترة الزمنية التي ستستغرقها العملية البرية "لا أعلم ما إذا كانت مسألة ساعات أو أيام، لكنها ليست مسألة أشهر بالتأكيد".

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤوليّن إسرائيليّين، اليوم الثلاثاء، أن التوغل الإسرائيلي في لبنان سيكون "عملية محدودة النطاق والوقت، ولا تهدف لاحتلال جنوب لبنان"، فيما أكد مسؤول إسرائيلي كبير، أن "خطط عملية إسرائيل كانت محدودة النطاق في المقام الأول".

وقال مصدران مطلعان لـ"إكسيوس"، إن البيت الأبيض يعتقد أنه "توصل إلى تفاهمات مع إسرائيل، بأن يقتصر نطاق التوغل البري الإسرائيلي على المناطق الحدودية" جنوبي لبنان، ووفقًا لأحد المصدرين، فإن البيت الأبيض كان "قلقًا" خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أن "إسرائيل تستعد لاجتياح بري كبير"، وعبّر عن هذه المخاوف للإسرائيليين.

وأضاف المصدر ذاته، أنه "خلال 48 ساعة من المحادثات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، أكد الإسرائيليون للبيت الأبيض أن الخطة أكثر دقة، وتركز على تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية، ثم سحب قوات الجيش الإسرائيلي"، وفق تعبيره، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية "لا تتوقع توغلًا كما حدث في حرب لبنان عام 2006".

وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قد أعلنت، أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة سترسل "بضعة آلاف" من القوات الأميركية إلى الشرق الأوسط لتعزيز الأمن والدفاع عن "إسرائيل"، إذا لزم الأمر، وبحسب المتحدثة باسم الوزارة، سابرينا سينغ، إن الوجود المتزايد سيشمل أسرابًا متعددة من الطائرات المقاتلة والطائرات الهجومية، ما يرفع العدد الإجمالي للقوات الأميركية المتواجدة في المنطقة إلى 43 ألف جندي.