في إنجاز جديد لحركة المقاطعة جمّدت بلدية برشلونة العلاقات مع نظام دولة الاحتلال الإسرائيلي وألغت اتفاقية التوأمة مع تل أبيب، وقالت رئيسة بلدية برشلونة آدا كولاو إن إسرائيل تنفذ "سياسة الفصل العنصري". مشيرةً إلى أنها أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالأمر، قائلةً: "أبلغته أنه لن تكون لدينا علاقات مع حكومته".
قالت رئيسة بلدية برشلونة آدا كولاو إن إسرائيل تنفذ "سياسة الفصل العنصري"
وفي التفاصيل وافق المجلس البلدي لمدينة برشلونة الإسبانية، يوم الأربعاء، على اقتراح طرحته مجموعة من الأحزاب اليسارية وعمدة المدينة آدا كولاو، يتضمّن مطلبًا بإلغاء "اتفاقية التوأمة مع بلدية تل أبيب، وتجميد العلاقات المؤسسية معها". وجرى الإعلان عن هذا القرار، خلال مؤتمر صحفي عقدته عمدة بلدية برشلونة مساء الأربعاء.
ويُعدّ قرار بلدية برشلونة "استجابة لعريضة وقع عليها آلاف المواطنين، ودعمتها 108 كيانات بينها نقابات عمالية في برشلونة، طالبت بإلغاء اتفاقية التوأمة بين المدينة وتل أبيب، وقطع العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية، بسبب جرائم الاحتلال".
وخلال مؤتمرها الصحفي، حرصت عمدة برشلونة آدا كولاو على توضيح أن قرار البلدية هو "إجراء اتخذته ضد سياسة الحكومة في إسرائيل، وليس ضد مجتمع أو شعب أو دين"، ولذلك أرجأت عمدة بلدية برشلونة التصويت على مشروع قرار إلغاء التوأمة وتجميد العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية عن التاريخ الذي كان من المحدد أن يتم فيه التصويت 27 كانون الثاني/ يناير الماضي، لأنه تزامن مع ذكرى الهولوكوست.
وأردفت كولاو قائلةً: "لقد طالبت أكثر من 100 منظمة وأكثر من 4000 مواطن، بالدفاع عن حقوق الإنسان للفلسطينيين، ولهذا السبب، بصفتي رئيس البلدية، أبلغت رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في رسالة، بأنني جمدت العلاقة المؤسسية بين برشلونة وتل أبيب".
وبيّنت كولاو أنّ العريضة التي كانت محلّ مشاركة الكثير من الفعاليات والمواطنين دعت البلدية إلى "إدانة جريمة الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني، وتعزيز التعاون مع المنظمات الفلسطينية والدولية، بما في ذلك المنظمات الإسرائيلية، التي تعمل على وضع حدّ للانتهاكات الحقوقية بحق الفلسطينيين".
وكانت العريضة التي وافقت عليها عمدة البلدية اعتبرت أن دولة الاحتلال "ترتكب جرائم متواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وقتلت آلاف الفلسطينيين بما يشمل مئات الأطفال، في سبيل تعزيز مشروع التطهير العرقي للفلسطينيين ونظام الأبارتهايد، وبالتالي فإن على المجتمع الدولي أن يُدفِّع إسرائيل ثمن جرائمها عبر عزلها".
وسبق للإعلام الإسرائيلي أن لفت إلى أن المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية تحدثوا عن الخطر من تصويت المجلس البلدي في برشلونة لصالح الاقتراح باستمرار التوأمة.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن سفيرة إسرائيل لدى إسبانيا، "بذلت جهودًا مضنية لإحباط عملية التصويت وإقناع أعضاء في المجلس البلدي في برشلونة للتصويت ضده"، إلا أن جهودها باءت بالفشل.
حركة المقاطعة BDS تشيد بالقرار
وأشادت حركة المقاطعة العالمية بقرار عمدة بلدية برشلونة، ودعت سائر الحكومات والبلديات والمؤسسات حول العالم إلى اتخاذ قرارات مشابهة لفرض عزلة عالمية على نظام الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي.
وجاء في بيان الحركة أن بلدية برشلونة بقرار تجميد العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية وإلغاء التوأمة مع تل أبيب "تكون بلدية برشلونة أول بلدية تقطع علاقاتها مع نظام الأبارتهايد الإسرائيلي".
وأضافت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل أنه "مع تصاعد جرائم الحكومة الإسرائيلية ذات النزعة الفاشية بحق شعبنا في الأشهر الأخيرة، بدأ العالم يلتفت أكثر من أي وقت مضى لبشاعة النظام الذي يقاومه الشعب الفلسطيني منذ عقود".
وكانت حركة BDS قد أعلنت عام 2018 أن "برشلونة أصبحت أكبر مدينة تستجيب لدعوة المجتمع المدني الفلسطيني لإنهاء تجارة الأسلحة والتعاون العسكري والأمني مع نظام الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي".
سبق لعمدة برشلونة كولاو، أن كتبت قائلة في تغريدة على تويتر إنّ أفضل رد على المجزرة الإسرائيلية في غزة، المطالبة بإنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل
وسبق لعمدة برشلونة كولاو، أن كتبت قائلة في تغريدة على تويتر إنّ "أفضل رد على المجزرة الإسرائيلية في غزة، المطالبة بإنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل كما دعت منظمة العفو الدولية". وأطلقت رئيسة بلدية برشلونة حملة تحت شعار "برشلونة تقول لا للأبارتهايد"
وسبق لبرلمان إقليم كتالونيا الإسباني أن أصدر في شهر حزيران/ يونيو 2022 قرارًا "يعترف بأن إسرائيل ترتكب جريمة الفصل العنصري (أبارتهايد) بحق الشعب الفلسطيني".