21-أكتوبر-2024
ترامب

دونالد ترامب (AFP)

مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يخوضها دونالد ترامب للمرة الثالثة، يعود شبح إمكانية تكرار أعمال العنف التي شهدتها البلاد في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، حينما حرَّض المرشح الجمهوري أنصاره على اقتحام مبنى الكونغرس، وإفشال عملية التصديق على فوز جو بايدن بالرئاسة، فيما بات يعرف بعدها بأحداث "الكابيتول هيل".

هذه المخاوف ليست مبنية على تكهنات أو افتراضات مسبقة فحسب، بل وحسب مقال نشره موقع بوليتيكو الأميركي، هناك "سيناريو حقيقي قد يستولي فيه ترامب على السلطة في حال خسارته الانتخابات"، ذلك "أن عودة دونالد ترامب السياسية أحيت شعورًا بالخوف لدى المسؤولين والمؤسسات التي اعترضت طريقه  في محاولته الأخيرة للاستيلاء غير الشرعي على الحكم". 

وعقب إجرائه العشرات من المقابلات مع أشخاص مطلعين أو مشاركين بشكل عميق في العملية الانتخابية، خلص الموقع الأميركي إلى وجود إجماع واضح، مفاده أن "ترامب لن يقوم فقط بمحاولة ثانية لقلب الانتخابات التي يخسرها، بل إنه وحلفاؤه يضعون خططًا لذلك بالفعل". ونقل عن المحقق تيم هيفي، الذي قاد التحقيق في أحداث الكابيتول هيل، تأكيده: "التهديد لا يزال قائمًا".

بوليتيكو: إذا خسر ترامب، فسوف يواجه سلسلة من الإجراءات الجنائية التي قد تستمر بقية حياته. وإذا فاز، فمن المرجح أن تختفي هذه الإجراءات.

ويتجه ترامب إلى انتخابات 2024 وهو متأثر بفشله في إلغاء نتائج الرئاسيات السابقة، ويرجح المقال أن يكون هذا دافعه للحصول على سلطات أقوى من أي وقت مضى؛ فإذا خسر، فسوف يواجه سلسلة من الإجراءات الجنائية التي قد تستمر بقية حياته. وإذا فاز، فمن المرجح أن تختفي هذه الإجراءات.

ووفقًا للمشرعين والمحققين في الكونجرس ومسؤولي الحزب ومسؤولي الانتخابات وخبراء القانون الدستوري، فإن سيناريو ترامب للاستيلاء على السلطة قد يكون على هذا النحو: أولًا، سوف يعمل ترامب على التشكيك في نتائج الانتخابات من خلال تقديم ادعاءات غير مدعومة، أو مبالغ فيها، حول تزوير الانتخابات. كما سيرفع دعاوى قضائية طويلة الأجل، تطعن في العدد الكافي من الأصوات لقلب النتيجة في الولايات الرئيسية.

وبعدها، حسب بوليتيكو، سوف يعتمد على المسؤولين المحليين والإقليميين في الولاية لتعطيل التصديق على نتائج الانتخابات. وسيدعو حلفاءه في الهيئات التشريعية في الولايات المتأرجحة التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري، إلى تعيين ناخبين رئاسيين "بدلاء". هذا بالإضافة إلى اعتماده على الجمهوريين في الكونغرس لتأييد هؤلاء الناخبين البدلاء، أو على الأقل رفض الناخبين الديمقراطيين، عندما يجتمعون للمصادقة على النتيجة.

وسيسعى ترامب إلى حرمان هاريس من 270 صوتًا في المجمع الانتخابي، مما سيحتِّم إرسال الانتخابات إلى مجلس النواب للمصادقة، وهناك من المرجح أن يكون لدى الجمهوريين الأعداد اللازمة لاختيار ترامب كرئيس قادم.

وأشار مقال بوليتيكو، إلى أن بعض مكونات هذه الخطة موجودة بالفعل، وتم تنفيذها على الأرض؛ فقد شرع ترامب في حملة تشكيك سابقة لأوانها في نتائج الانتخابات، والترويج بأنّ "الطريقة الوحيدة التي يمكن لكمالا هاريس الفوز عليه بها هي الغش في الانتخابات"، في حين يعمل حلفاؤه المخلصون على تضخيم هذا الخطاب وبثه على أوسع نطاق. وبالإضافة إلى هذا، هناك أيضًا اشتداد للضغوط والتهديدات التي يتعرّض لها المسؤولون عن العملية الانتخابية، ما يحيل إلى مخاوف جدية من اندلاع أعمال عنف قد تستهدف مراكز الاقتراع والتجمعات الانتخابية.

ويتفق كل من مراقبي الانتخابات والنواب المنتخبون وبعض حلفاء ترامب، على فرضية واحدة: أنه في ليلة الانتخابات، بغض النظر عما تظهره النتائج، وعدد الأصوات التي تظل غير محسوبة، وعدد المستشارين الذين يخبرونه بخلاف ذلك، سيعلن دونالد ترامب نفسه الفائز. ومن ثم قد يشرع في تحد محفوف بالمخاطر لقلب نتائج الانتخابات الشرعية، وتنصيب نفسه في البيت الأبيض.