قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سوف يقبل بحل الدولة الواحدة المرفوض على نطاقٍ واسع للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكنه قد يدعم أيضًا حل الدولتين المفضل منذ وقتٍ طويل، أيهما يفضل الطرفان. لكن سفيرته الجديدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي قالت إن الولايات المتحدة تدعم بصورةٍ قاطعة حل الدولتين.
قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ، إن"الولايات المتحدة عازمة على الوقوف في وجه انحياز الأمم المتحدة ضد إسرائيل"
هل يشير هذا إلى صدعٍ بين السفيرة والبيت الأبيض أو بداية تغيرٍ كبير في سياسة الولايات المتحدة الخارجية؟ يلقي هذا التقرير الذي نُشر على موقع بوابة الصين للتنمية والترجمة الضوء على تصريحات السفيرة الأمريكية الجديدة لدى الأمم المتحدة.
اقرأ/ي أيضًا: اجتماع نتنياهو وترامب..الاستيطان أولًا
يوم الخميس الماضي، قال ترامب في مقابلةٍ مع وكالة رويترز للأنباء "يروق لي حل الدولتين". "يتحدث الناس عنه منذ أعوامٍ طويلة"، قال ترامب، لكنه أضاف "إنه لم ينجح حتى الآن". ثم قال "إنني أقبل بأي ما يوافق عليه الطرفان".
"إنني أدرس دولتين ودولة واحدة، وأفضّل الحل الذي يفضّله الطرفان"، صرح ترامب للمراسلين خلال مؤتمرٍ صحفي بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الخامس عشر من شباط/فبراير.
"لقد اعتقدت لفترة من الوقت أن حل الدولتين يبدو أنه قد يكون الأسهل"، قال ترامب، مضيفًا أنه سوف يقبل "الحل الذي يفضلانه أكثر".
لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قال إنه "لا يوجد بديل" لحل الدولتين، والذي يدعمه المجتمع الدولي على نطاقٍ واسع.
وصرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في السادس عشر من شباط/فبراير للصحفيين بمقر الأمم المتحدة قائلة "نحن ندعم تمامًا حل الدولتين".
وأضافت: "لكننا أيضًا نفكر خارج الصندوق، أي ما الذي يتطلبه جلوس الطرفين على طاولة المفاوضات؟ ما الذي علينا جعلهما يوافقان عليه؟".
كانت هالي حاكمة ولاية ساوث كارولينا لست سنوات، وهي لا تمتلك خبرة بالسياسة الخارجية بخلاف ترأس الوفود الاقتصادية بالخارج قبل تولي منصبها.
وفي خطوةٍ غير معتادة، عيّن ترامب هالي كسفيرةٍ لدى الأمم المتحدة قبل أن يؤدي رجل الأعمال ريكس تيلرسون اليمين كوزيرٍ للخارجية في الأول من شباط/فبراير. عندما وصلت هالي إلى مقر الأمم المتحدة في السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير لتقديم أوراق اعتمادها إلى غوتيريس بدا أن الدبلوماسية الجديدة ستغير الطريقة التي تجري بها الأمور.
قالت هالي إن جزءًا من مهتمها سيتمثل في إلقاء نظرة على المنظمة الدولية، ومحاولة تغيير الأساليب القديمة غير الفعالة لجعل المنظمة أكثر فعالية والاعتناء بالولايات المتحدة. وأصيب المراقبون الذين كانوا يتوقعون أن تعبر هالي عن أي تغيرٍ كبير في السياسة الخارجية لترامب عن السياسة الخارجية الأمريكية السابقة، بخيبة أمل حتى الآن.
أشاد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حملته، لكن أي آمالٍ قد تكون لدى الزعيم الروسي بعلاقاتٍ أفضل بين موسكو وواشنطن قد تحطمت مبكرًا. إذ قالت هالي لأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن واشنطن ليست بصدد السعي إلى رفع العقوبات عن روسيا المفروضة على خلفية تدخلها في أوكرانيا، وخاصةً ضم القرم.
وخرجت سفيرة الولايات المتحدة من أول جلسة إحاطة بشأن الشرق الأوسط في مجلس الأمن لتصرح للصحفيين بأنه "الاجتماع الأول الذي أحضره من ذلك النوع، وعلي قول إنه كان غريبًا بعض الشيء. يفترض بمجلس الأمن أن يناقش كيفية الحفاظ على السلام والأمن العالميين".
اقرأ/ي أيضًأ: تقدير موقف: أين سيتجه ترامب بالقضية الفلسطينية؟
"في اجتماعنا بشأن الشرق الأوسط، لم يكن النقاش عن مراكمة حزب الله غير القانونية للصواريخ في لبنان"، قالت هالي، "ولم يكن عن الأموال والأسلحة التي تمد بها إيران الإرهابيين. لم يكن بشأن كيفية هزيمة داعش. لم يكن بشأن كيفية محاسبة رأس النظام السوري بشار الأسد على قتل الآلاف والآلاف من المدنيين".
"لا. بدلًا من ذلك، ركز الاجتماع على انتقاد إسرائيل، الديمقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الأوسط"، تابعت هالي، "إنني جديدة هنا، لكنني أفهم أن هذه هي كيفية عمل المجلس، شهر وراء شهر، طوال عقود".
في الواقع فإن جلسات الإحاطة الشهرية لم تُعقد إلا في الأعوام الأخيرة، وقد ركزت تقليديًا على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
استهجنت ممثلة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة التغاضي عن نقاش دعم إيران للإرهاب وللنظام السوري
"إنني هنا لأقول إن الولايات المتحدة لن تغض الطرف عن ذلك بعد الآن"، قالت هالي، "إنني هنا لأؤكد على دعم الولايات المتحدة القوي لإسرائيل. إنني هنا لأؤكد أن الولايات المتحدة عازمة على الوقوف في وجه انحياز الأمم المتحدة ضد إسرائيل".
يذكر أن لدى المنظمة الدولية عددٌ أكبر من الدول العربية والإسلامية الأعضاء مقارنةً بداعمي إسرائيل، ما يسمح بانتقادها.
"لكن خارج الأمم المتحدة، هناك بعض الأخبار الجيدة"، أردفت هالي، "إن مكانة إسرائيل في العالم تتغير. تبني إسرائيل علاقاتٍ دبلوماسيةٍ جديدة. تعترف المزيد من البلدان بحجم مساهمة إسرائيل في العالم. تعترف بأن إسرائيل هي منارة للاستقرار في منطقةٍ مضطربة، وأن إسرائيل في طليعة الابتكار وريادة الأعمال والاكتشافات التكنولوجية".
"إن الولايات المتحدة لا تعترف حاليًا بدولةٍ فلسطينية أو تدعم الإشارة التي سوف ترسلها تلك الخطوة داخل الأمم المتحدة"، قالت هالي. "من الآن فصاعدًا سوف تتحرك الولايات المتحدة، ولن تكتفي بالحديث، دعمًا لحلفائنا"، اختتمت السفيرة الأمريكية الجديدة.