01-يونيو-2024
عدوان على الضفة

(Getty) سموتريتش يهدد الضفة الغربية بالتدمير مثلما حصل في غزة

يتصاعد العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، إذ تتكرر الاقتحامات الإسرائيلية، مع عمليات عسكرية طويلة في مناطق عدة، تشمل تدمير البنية التحتية وحرق المراكز التجارية، وعمليات إعدام ممنهجة.

وفي اجتماع المجلس الوزاري  السياسي الأمني الإسرائيلي (كابنيت)، ليلة الخميس والجمعة، والذي ناقش حرب غزة وتصاعد الحالة في الضفة الغربية، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إلى "قصف الجنازات في الضفة الغربية، من أجل قتل 30-40 مسلحًا في هجوم واحد"، مطالبًا رئيس أركان جيش الاحتلال بـ"عدوانية وهجومية أكبر".

سموتريتش يهدد الضفة بالتدمير مثلما حصل في غزة، وبن غفير يدعو إلى قصف الجنازات بالضفة

وأضاف المتطرف بن غفير: "لماذا لا تقضي على جميع الرجال المسلحين في الجنازات؟ قم بإسقاط القذائف عدة مرات من الجو على الجنازات. لماذا لا تأخذ طائرة هليكوبتر وتقتل 30-40؟". وانضمت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف إلى بن غفير وقالت: "هذه فكرة ممتازة".

ورد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي: "نحن نقوم بالكثير من العمليات الهجومية، ونجمع الأسلحة. لدي خبرة عسكرية أكثر قليلًا منك. عندما يدخل الجيش الإسرائيلي إلى قلب مخيم للاجئين كل ليلة، فهذا هجوم وليس دفاعًا. ليس هناك جيوش كثيرة تعرف كيف تشن مثل هذه العمليات. الجيش الإسرائيلي يعمل بطريقة هجومية ومتمايزة. في بيئة مزدحمة عليك أن تعرف من تقتل ومن لا تقتل. كثيرًا ما وصلنا إلى الجنازات، ونقوم بذلك بشكل احترافي. عندما نقتل هؤلاء، علينا أن نقتلهم ولا نقتل الأبرياء"، وفق تعبيره.

وبعد هذه الرد، أجاب المتطرف بن غفير، بحسب تسريب صحيفة "يديعوت أحرونوت": "الهجوم يعني قتل الإرهابيين بشكل جماعي. لديك فرص هائلة في الجنازات القادمة"، وفق تعبيره.

وبعد إطلاق النار على مستوطنة في محيط طولكرم، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إنه "إذا استمر الإرهاب سنحول طولكرم إلى قرية خراب كما في قطاع غزة"، وفق تعبيره.

وأضاف سموتريتش، في تصريحه يوم الخميس عند وقوفه بالقرب من جدار الفصل: "رسالتنا إلى الجيران عبر السياج، في طولكرم ونور الشمس وشويكة وقلقيلية، سنحولكم إلى مدن مدمرة كما هو الحال في قطاع غزة إذا استمر الإرهاب الذي تمارسونه على المستوطنات. يجب أن يتوقف الإرهاب ضد مواطني إسرائيل"، بحسب قوله.

وتحدث عن الدولة الفلسطينية، وقال: "إذا قامت دولة فلسطينية، ما حدث في المستوطنات المحيطة بغزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، يمكن أن يحدث هنا أيضًا، وهذا الشيء لن يحدث".

ووصف المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، الحالة بالضفة الغربية باعتبارها "جبهة ثانوية"، مضيفًا: "نشر الجيش الإسرائيلي العديد من وحدات الاحتياط هناك، وقام بعمليات كبرى في مناطق جنين ونابلس وطولكرم. ووقعت الكثير من هجمات إطلاق النار وقُتل مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع الجيش، ويبدو أن الضفة الغربية ظلت على مسافة قريبة من نقطة الغليان".

وأشار إلى استمرار تعاون السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، مضيفًا الحديث عن خطوات سموتريتش ضدها ووضعها الهش من ناحية اقتصادية، موضحًا أن "هذا الاستقرار المحدود قد ينهار في الأشهر المقبلة بسبب الخطوات التي تخطط لها إسرائيل. وكما هو الحال مع جزء كبير من الصعوبات الإستراتيجية التي تواجهها إسرائيل في حرب الاستنزاف التي تخوضها مع حماس وحزب الله، فإن المشكلة تكمن في سياسات الائتلاف الحكومي. وهي مرتبطة بالخطط الطموحة لبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية والوزير في وزارة الأمن".

وأضاف لعدة أسباب "جزء كبير منها اقتصادي، أصبحت السلطة الفلسطينية على حافة الهاوية. في هذه اللحظة يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تناقش ما إذا كانت ستدفع الأمور بضع خطوات أخرى إلى الأمام، على الرغم من تحذيرات المؤسسة الأمنية".

وتابع: "في هذه الأثناء، نشأت ضجة عامة صغيرة حول إطلاق النار المنهجي من طولكرم تجاه مستوطنة بات حيفر، فوق الخط الأخضر مباشرة. وتعرضت المستوطنة لمحاولات هجمات متكررة، مما قوض الشعور بالأمن، وأثار مخاوف من تكرار 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهذه المرة في وسط إسرائيل".

واستمر في القول: "يواجه الجيش الإسرائيلي، الذي كان يعمل بقوة في الأشهر الأخيرة في مخيمي اللاجئين القريبين، طولكرم ونور الشمس، صعوبة في التعامل مع ما يبدو أنه تهديد غير معقد على نحو خاص. ويعد سموتريش بحل بسيط. وهدد يوم الأربعاء بتحويل طولكرم إلى غزة ثانية إذا لم يتوقف إطلاق النار".

وفي سياق متصل، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، يوم الجمعة، أنّ أجهزة أمن الاحتلال، أبلغت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بضرورة تسليم السائق الذي تسبب بمقتل جنديين إسرائيليين بعد دهسهم على حاجز عورتا جنوب نابلس، قبل يومين.

وتزامن إعلان القناة الإسرائيلية مع إعلان عائلات الجنود القتلى وجهات إسرائيلية متطرّفة، نيتها فرض حصار على مدينة نابلس، إلى حين اعتقال منفذ العملية "حيًا أو ميّتًا"، بحسب وصفهم.

وبحسب موقع "الترا فلسطين"، قالت عائلة منفذ عملية الدهس عند حاجز عورتا والتي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين، إن الأجهزة الأمنية ومحافظ نابلس أخبروا العائلة بضرورة تسليم ابنها لجيش الاحتلال، وأنهم لا يستطيعون تحمُّل مسؤولية إبقائه في مقرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد أن هدد الاحتلال باجتياحها إن قاموا باحتجازه فيها ورفضوا تسليمه.