02-يوليو-2024
جيش الاحتلال الإسرائيلي يهجّر سكان غزة

(AFP) تهجير سكان غزة

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في تهجير السكان من منطقة شرق خانيونس، وجاء هذا الإجراء إثر إطلاق المقاومة نحو 20 صاروخًا من المنطقة نحو غلاف غزة.

وأكدت وزارة الصحة في غزة ارتكاب الاحتلال لمجزرتين في القطاع وصل منها إلى المستشفيات 23 شهيدًا و91 مصابًا، وبهذه الحصيلة الجديدة ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى 37 ألفًا و900 شهيد وعدد الجرحى إلى 87060 مصابًا.

وطال قصف المدفعية الإسرائيلية مناطق متفرقة من القطاع، وسط تواصل المعارك في حي الشجاعية شرق غزة لليوم الخامس على التوالي.

وذكرت مصادر محلية فلسطينية أن القصف الإسرائيلي على شارع الجلاء غربي مدينة غزة أسفر عت استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة 10 آخرين، فيما أوقع القصف المدفعي الذي استهدف منازل شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة قتيلًا واحدًا على الأقل وعدة إصابات.

كما استشهد شاب وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منطقة مصبح، شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأعلن المكتب الحكومي في غزة استشهاد الصحفي محمد أبو شريعة بقصف إسرائيلي، مما يرفع حصيلة الشهداء من الصحفيين إلى 153 منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

قالت الأونروا إن قيود إسرائيل المشددة على وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية أمرًا صعبًا للغاية، إن لم يكن مستحيلًا

على الطرف الآخر اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي وإصابة آخر من لواء ناحل في معارك بجنوب قطاع غزة. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، قتل الجندي بانفجار مبنى مفخخ في رفح.

وقالت سرايا القدس، إن مقاتليها قصفوا بصواريخ 107 مقرًا لقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في قاعدة أميتاي العسكرية قرب موقع كرم أبو سالم. وأكدت أيضًا قصفها بقذائف الهاون تمركزًا لجنود وآليات الاحتلال على خط الإمداد في محور نتساريم جنوب غزة.

وأضافت سرايا القدس أن مقاتليها استهدفوا دبابة ميركافا صهيونية بقذيفة "آر بي جي" (RPG)، واشتبكوا مع الجنود في الموقع  ذاته جنوب غربي مدينة رفح.

وأكدت سريا القدس أيضًا أنها قصفت كيسوفيم والعين الثالثة ونيريم وصوفا وحوليت والمستوطنات في غلاف غزة برشقات صاروخية.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أكدت إطلاق نحو 20 صاروخًا على غلاف غزة. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن دفعة صواريخ "استثنائية" استهدفت عين هشلوشا وسط غلاف غزة، وأضافت أن نحو 20 صاروخًا أطلقت على بلدات المجلس الإقليمي لأشكول وسط الغلاف.

كما أفادت صحيفة معاريف بإطلاق رشقة صاروخية وصفتها بـ"غير المعتادة" على بلدات غلاف غزة، مؤكدة سماع دوي انفجارات بالمنطقة.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت في غلاف غزة 7 مرات خلال 15 دقيقة.

بدورها أعلنت كتائب القسام عن تفجير 3 دبابات إسرائيلية من طراز "ميركافا 4"، إحداها جنوب شارع الطيران بحي تل السلطان، وذلك بعبوتي "العمل الفدائي"، أما الدبابتان الأخريتان فتم استهدافهما في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بعبوتين من نوع شواظ.

كما أكدت كتائب القسام أنها قنصت جنديًا في جيش الاحتلال داخل أحد المنازل في حي الشجاعية، واستهدفت قوة أخرى إسرائيلية متحصنة داخل أحد المنازل في الشجاعية شرق مدينة غزة، وأوقعتها بين قتيل وجريح.

على الصعيد الانساني، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)،  إن قيود إسرائيل المشددة على وصول المساعدات لقطاع غزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية أمرا صعبا للغاية، إن لم يكن مستحيلًا.

وشددت الأونورا على حاجتها إلى "وصول مستمر ويمكن التنبؤ به حتى نتمكن من تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة".

وفي موضوع الأسرى المعتقلين لدى الاحتلال، أُفرج عن 51 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم مدير مستشفى مجمع الشفاء الطبيب، محمد أبو سلمية، الذي اعتقله الاحتلال في 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خلال العملية العسكرية الأولى في المجمع.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي بعد الإفراج عنه إن الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإهانات ونقص الطعام والشراب.

وأضاف أبو سليمة أن مئات من الكوادر الطبية تعرضوا للاستهداف من قبل الاحتلال، وأن عددًا من الأسرى استشهدوا تحت التعذيب. وأكد أبو سلمية على أن سكان غزة سيعيدون بناء القطاع وبناء مجمع الشفاء الطبي من جديد.

وأحدث إطلاق سراح أبو سليمة جدلًا بين القيادات الإسرائيلية، حيث اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاق سراحه "خطأً جسيمًا وفشلًا أخلاقيًا"، مؤكدًا أن هذا القرار "اتخذ دون علم المستوى السياسي".

واتهم  وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير جهاز الشاباك بالإهمال الأمني في تعليقه على إطلاق سراح أبو سلمية و50 أسيرًا معه من غزة.

وأضاف بن غفير أن "الخلاف بينه وبين جهاز الشاباك ليس حول وجود أماكن احتجاز في السجون من عدمه، بل حول رغبة الشاباك تحسين ظروف المعتقلين الفلسطينيين أو إطلاق سراحهم"، متعهدًا بأنه لن يسمح "بتحسين ظروف المعتقلين الفلسطينين بينما لدينا مختطفون جائعون في غزة"، وفق وصفه.

وأكد بن غفير عبر منصة إكس على أنه منذ اندلاع الحرب اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين، فيما أوقفت مصلحة السجون التابعة لإدارته "تحسين ظروف احتجازهم".

وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قد قالت إنه وصل إليها "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر أكثر من 5 آلاف فلسطيني تم اعتقالهم في غزة والضفة الغربية"، وأضافت مصلحة السجون أن "500 محتجز وصلوا من منشأة سديه تيمان  العسكرية الشهر الماضي بناء على طلب الجيش".

وذكرت مصلحة السجون أنها "نفذت مشروع بناء متسارع لأماكن احتجاز جديدة وأضفنا 2500 مكان إلى السجون الأمنية، ومن بين أماكن الاحتجاز الجديدة وفّرنا 900 مكان في أجنحة الخيام بسجن النقب الصحراوي".

فيما قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس": "إن حالة الأسرى المفرج عنهم اليوم وشهاداتهم تؤكد السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال"، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة "بحماية المعتقلين"، واللجنة الدولية للصليب الأحمر "إلى كشف مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من قطاع غزة، ويعمل على إخفائهم قسرا في ظروف لا إنسانية".

إسرائيليًا

قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن جيش الاحتلال يحتاج إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور. وذلك في وقت كشفت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن أكثر من 800 ضابط برتبة عقيد ومقدم قدموا استقالاتهم هذا العام، بنسبة تكاد تكون غير مسبوقة، كما امتنع المئات من جنود الاحتياط من أداء الخدمة، ومرر الكنيست بالقراءة الأولى إعفاء شباب الحريديم من التجنيد.

يحتاج جيش الاحتلال إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور، وقد استقال أكثر من 800 ضابط، وامتنع المئات من جنود الاحتياط عن الخدمة

 

فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل "تقترب من نهاية مرحلة القضاء على القدرات العسكرية لحماس وستواصل تدمير فلولها المسلحة" على حد تعبيره.

وأضاف نتنياهو لموقع "إسرائيل اليوم": "نحن في مواجهة واسعة جدًا، ومقتنع أن قواتنا النظامية والاحتياط وكل أذرع أجهزتنا الأمنية ستهزم أعداءنا".

أما وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، فقال إن "الحكم العسكري وحده في غزة سيتيح احتلال القطاع والسيطرة عليه ويمنع عودة حماس"، وأردف أنّ "مع كل دولة تعترف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية سنقيم مستوطنة يهودية جديدة".

ووجه زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، من أمام الكنيست انتقادات حادة لنتياهو وحكومته، معتبرًا أنّ "حكومة نتنياهو عارضت الصفقة والآن ستوقف الحرب دون إعادة المحتجزين".

وأشار لابيد إلى أن نتنياهو "يخطط لإقالة المستشارة القضائية للحكومة ولن نسكت على ذلك"، مضيفًا: "إسرائيل في أزمة والسبيل الوحيد لحلها هو إجراء انتخابات والإضراب إحدى الأدوات لتحقيق ذلك".

واعتبر لابيد أن "أشخاصًا مثل سموتريتش وبن غفير غير قادرين على إدارة حتى مكتب حكومي"، متابعًا: "آمل ألا يسبب خطاب نتنياهو في الكونغرس أي ضرر وخطابه الأخير عام 2015 لم يجلب لنا سوى الكوارث".

وأكد لابيد أمام الكنيست أن "حكومة نتنياهو ستسقط في النهاية، لكن الأمر صعب وسيستغرق وقتًا"، فهذه الحكومة حسب تقييمه "تدمر كل ما هو جيد في إسرائيل ولا تعرف كيف تدير حربًا أو اقتصادًا أو سياسة خارجية".

مضيفًا أن "بن غفير يحول الشرطة إلى مليشيا خاصة لمجموعة مجنونة من المتطرفين الذين يديرون أجزاء من الحكومة".

دوليًا

أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، انخراط بلاده في ما وصفها بالجهود الحثيثة مع مصر وقطر "من أجل الدفع بمقترح الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار في غزة".

وقال بلينكن إنه "يجب أن تكون هناك خطة واضحة وقابلة للتحقق لإدارة شؤون قطاع غزة في اليوم التالي للحرب"، معتبراً أنه "إذا لم تكن هناك خطة لحكم غزة، فهناك 3 احتمالات: إما عودة حماس، أو احتلال إسرائيلي، أو أن تسود الفوضى" وفق وجهة نظره.

وكشف بلينكن أن الإدارة الأميركية والوسطاء يركزون "الجهود كي لا تنتقل الحرب في غزة لحرب في شمال إسرائيل، وأعتقد أن جميع الأطراف لا ترغب في حرب كهذه".