ألترا صوت - فريق التحرير
عاد التصعيد من جديد بين أذربيجان وأرمينيا، الأحد 27 أيلول/سبتمبر 2020، مع جولة أخرى من العنف العسكري في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، إذ أعلن الأرمن الذين يشكلون أغلبية كبيرة في الإقليم، حالة التعبئة العامة، فيما أعلنت باكو دخول قواتها إلى عدة قرى في الإقليم، فيما انتشرت نقاط تصعيد على الحدود، وسط دعوات إقليمية ودولية لوقف القتال.
عاد التصعيد من جديد بين أذربيجان وأرمينيا الأحد، مع جولة أخرى من العنف العسكري في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه
وحسب ما نقلته فرانس برس عن مسؤول في وزارة الدفاع الأذرية، فقد أعلنت باكو "تحرير 6 قرى، 5 منها في منطقة فيزولي وواحدة في جبرايل". من جهته، أعلن رئيس الإدارة الأرمينية الانفصالية "الأحكام العرفية وتعبئة جميع الذكور القادرين على الخدمة العسكرية ممن تتجاوز أعمارهم 18 عامًا".
اقرأ/ي أيضًا: نوستالجيا الاتحاد السوفييتي.. غالبية الروس يخامرهم الحنين
إقليميًا، طالبت الخارجية التركية، الأحد، أرمينيا بالتوقف عما وصفته بأنه أعمال عدائية تجاه أذربيجان، حيث إنها "تلقي بالمنطقة في النار"، منتقدة السلطات الأرمينية بسبب "استفزازاتها الموجهة لأذربيجان".
وحسب ما نقلته وكالة رويترز، فقد قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يوم الأحد، إن "العقبة الكبرى أمام السلام والاستقرار هي الموقف العدائي من جانب أرمينيا وعليها أن تكف فورًا عن هذه العدائية التي ستلقي بالمنطقة في النار". مستطردًا بأن أنقرة ستدعم باكو "بكل ما لديها من موارد".
وقد عبرت تركيا عن دعمها المطلق لأذربيجان، وكان قد سبق لرئيس قطاع الصناعات الدفاعية في تركيا أن قال في تموز/يوليو إن بلاده مستعدة لدعم باكو، فيما تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم أذربيجان في غير مرة، ووصف أرمينيا بأنها "أكبر تهديد للسلام والهدوء في المنطقة". في غضون ذلك، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى وقف فوري لإطلاق النار وإجراء محادثات لتحقيق الاستقرار.
لكن ماذا يحدث في القوقاز؟
حسب ما يوضح تقرير منفصل نشرته وكالة رويترز، فإن أذربيجان وأرمينيا على خلاف بشأن إقليم ناجورنو قرة باغ، وهو إقليم تقطنه أغلبية من الأرمن في أذربيجان وأعلن استقلاله عام 1991. ورغم أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار عام 1994، فإن الطرفين لا يزالان يتبادلان الاتهامات بشن هجمات.
شهد تاريخ المنطقة حربًا دموية استمرت بين عامي 1992 و1994، فيما تقدر تقارير أن حوالي خمسة وثلاثين ألفًا قُتلوا خلال تلك الحرب، بينما شُرد مئات الآلاف.
وكانت كل من أرمينيا وأذربيجان جزءًا من الاتحاد السوفيتي قبل انهياره في عام 1991. وفي عام 1923 قام ستالين ضمن سياساته المعروفة فيما يتعلق بالهندسة الإثنية، بضم الإقليم إلى جمهورية أرمينيا. وعلى مدى سنوات، بقيت الدولتان عالقتين في نزاع لم يتم حله بشأن الإقليم المعترف به دوليًا كجزء من أذربيجان.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وإعلان كل من أذربيجان وأرمينيا استقلالهما، أعلن الإقليم بدوره استقلاله، وهو ما اعتبرته باكو خطوة مدعومة من أرمينيا، التي دعمت بالفعل المجموعات الانفصالية. وإثر هذا الاستقطاب، نشبت الحرب الأهلية المعروفة، واستمرت لثلاث سنوات مخلفة آلاف القتى، ومسببة أضرارًا بالغة، قبل أن يتم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في عام 1994.
اقرأ/ي أيضًا: ثورة أرمينيا السلمية.. الانتفاض ضد وكلاء موسكو دون الحرب عليها!
وحسب ما يوضح تقرير نُشر عبر شبكة "بي بي سي"، فإنه وخلال السنوات الماضية، نشبت هجمات متبادلة. في شهر تموز/يوليو الماضي، أسفر القتال الحدودي عن مقتل 16 شخصًا على الأقل، مما أدى إلى أكبر مظاهرة شعبية منذ سنوات في العاصمة الأذربيجانية باكو للمطالبة بالتعبئة الكاملة واستعادة المنطقة.
أذربيجان وأرمينيا على خلاف بشأن إقليم ناجورنو قرة باغ، وهو إقليم تقطنه أغلبية من الأرمن في أذربيجان وأعلن استقلاله عام 1991
وترى بعض الآراء أن الصراع يتقاطع مع شبكة من الأسباب التاريخية، على غرار التنافس على إقليم ناجورنو قرة باغ، بالإضافة إلى المصالح المتعددة لأطراف إقليمية مثل روسيا وتركيا وإيران والاتحاد الأوروبي، عطفًا على المسار التاريخي المعقد بين الأرمن من جهة، والأتراك والأذر من جهة أخرى.
اقرأ/ي أيضًا: