19-يوليو-2024
دونالد ترامب

(CNN) دونالد ترامب محاطًا بعائلته في مؤتمر الجمهوريين

أعلن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الجمعة، قبوله ترشيح الحزب الجمهوري له لمنصب الرئيس، وذلك في أول خطاب علني له منذ تعرضه لمحاولة اغتيال، السبت الماضي، مشددًا على أنّه يريد أن يكون رئيسًا لأميركا بـ"أكملها"، وليس "لنصف أميركا". 

وأشار موقع شبكة "سي إن إن" الأميركي إلى أنّ ترامب قال في اليوم الأخير من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في مدينة ميلووكي بولاية ويسكنسن، إنّه ترشّح لمنصب رئيس الولايات المتحدة بأكملها: "وليس لنصف أميركا لأنه لا يوجد انتصار في الفوز لنصف البلاد فقط"، وأضاف أنّه يحمل للجمهور "رسالة ثقة وقوة وأمل".

وتطرق ترامب في كلمته لتفاصيل محاولة اغتياله بالقول: "كان الجميع سعداء يومها"، وأضاف أنّه بينما كان قد أدار رأسه لرؤية شاشة كبيرة تعرض بيانات عن المهاجرين خلال فترة ولايته: "سمعت صوت أزيز عالٍ وشعرت بشيء يضربني بشدة حقًا على أذني اليمنى".

قال ترامب إنّه ترشّح لمنصب رئيس أميركا بأكملها وليس لنصف أميركا لأنه لا يوجد انتصار في الفوز لنصف البلاد فقط

وتابع: "قلت لنفسي: ما هذا؟ لا يمكن أن تكون سوى رصاصة. حركّت يدي اليمنى إلى أذني، وكانت يدي مغطاة بالدماء. كانت هناك دماء في كل مكان. أدركت على الفور أن الأمر خطير للغاية، وأنّنا نتعرض للهجوم، وفي حركة واحدة شرعت في السقوط على الأرض".

ومضى في القول إنّ: "الرصاص كان يستمر في التطاير بينما اندفع عملاء الخدمة السرية الشجعان جدًا إلى المسرح"، مضيفًا: "انقضوا فوقي للحماية. كان الدم يتدفق في كل مكان، ومع ذلك، شعرت بطريقة ما بالأمان، لأن الله كان إلى جانبي".

ودعا الحضور إلى دقيقة صمت تكريمًا لروح الإطفائي، كوري كومبيراتوري، الذي قتل في الهجوم. وأمام حشد صامت قبّل خوذة رجل الإطفاء على المنصة. 

كما تناول ترامب في كلمته قضية انتشار السلاح في الولايات المتحدة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، مشددًا على ضرورة إنهاء الظاهرة التي باتت تهدد أمن وحياة الناس، مضيفًا: "أريد أن أكون رئيسًا لكل الأميركيين وليس لنصفهم".

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن المرشّح الجمهوري صعد إلى المنصة على وقع هتافات "يو إس إيه (الولايات المتحدة الأميركية)" التي أطلقها مؤيديه، مشيرةً إلى أنّ الحشد أغدق على مدى أسبوع على الرئيس الجمهوري السابق بأوصاف تضعه بمصاف الآلهة.

وكان من بين الحضور نجم المصارعة الحرة في الثمانينات، هالك هوغان، والإعلامي المحافظ الشهير المؤيد لنظريات المؤامرة تاكر كارلسون، الذي وصف نجاة ترامب باللحظة التاريخية، وقال كارلسون إنّ ترامب أصبح بعد محاولة الاغتيال "زعيم الأمة".

وحث ترامب الديمقراطيين في كلمته على التخلي عمّا وصفه بـ"حملات المطاردة الحزبية" ضده، معيدًا التذكير برفض القضاء الاتهامات الموجهة إليه بشأن سوء التعامل مع الوثائق السرية.

وحول هذه القضية، قال ترامب: "إذا أراد الديمقراطيون توحيد بلادنا، فعليهم أن يتخلوا عن هذه الملاحقات الحزبية، التي أخوضها منذ ما يقرب من 8 سنوات، وعليهم أن يفعلوا ذلك دون تأخير ويسمحوا بإجراء انتخابات تليق بشعبنا، وسنفوز بها على أي حال"، متعهدًا بتحقيق "فوز مدهش". 

وأضاف أن الحزب الديمقراطي: "يجب أن يتوقف فورًا عن استخدام النظام القضائي كسلاح"، مشيرًا إلى مذكرات الاستدعاء التي تلقاها أفراد عائلته من الكونغرس.

نجم المصارعة في الثمانينات هالك هوغان
نجم المصارعة الحرة في الثمانينات هالك هوغان (CNN)

وتابع ترامب قائلًا: "لقد تم استدعاءهم أكثر من أي شخص آخر، وربما في تاريخ الولايات المتحدة كل أسبوع، يتلقون مذكرة استدعاء أخرى من الديمقراطيين، عليهم أن يتوقفوا عن ذلك لأنهم يدمرون بلدنا، إذا خصصوا تلك العبقرية لمساعدة بلدنا، سيكون لدينا بلد أقوى وأفضل بكثير".

وعرض ترامب وعوده لولاية ثانية في خطابه مثل خفض تكلفة فواتير الغاز، وإعادة الوظائف، وتأمين الحدود، لافتًا إلى أنّ الولايات المتحدة لديها: "قيادة غير كفؤة"، وزعم أن "أزمة التضّخم تجعل الحياة غير قابلة للتحمل"، قبل أن ينتقد سياسات بايدن بشأن الحدود، وهما من النقاط الرئيسية لحملة ترامب، وتعّهد بوضع حد لإنفاق إدارة الرئيس، جو بايدن، الضخم على مكافحة تغير المناخ، واصفًا ذلك بأنه: “عملية احتيال”.

وأكد ترامب الذي يتبع سياسات معادية للهجرة أنّه سيغلق الحدود "في اليوم الأول" من ولايته الثانية، وينتهي من بناء الجدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. كما تعّهد بـ"إجراء أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا"، موضحًا أنّه: "بالقيادة المناسبة، سيتم إصلاح كل كارثة نعاني منها الآن بسرعة كبيرة جدا".

كما تناول ترامب في كلمته العدوان على غزة، مشيرًا إلى أنّه سوف ينهي: "الحرب في غزة الناجمة عن الهجوم على إسرائيل"، مضيفًا: "نريد استعادة الرهائن الأميركيين قبل تسلمي مهامي أو سيدفع محتجزوهم ثمنًا باهظًا".

أما فيما يخص الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد أوضح ترامب أنّه سوف ينهي كل أزمة دولية خلقتها إدارة بايدن، بما في ذلك "الحرب الرهيبة بين روسيا وأوكرانيا"، مشيرًا إلى أنّ: "روسيا غزت أوكرانيا بتشجيع من كارثة الانسحاب الأميركي من أفغانستان".

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد أشارت إلى أنّ عائلة ترامب كانت حاضرة، حيثُ أثار ابنه إريك حماسة الجمهور هاتفًا "فايت فايت فايت" (كافحوا).

وأضافت الوكالة الفرنسية أنّ ميلانيا زوجة ترامب كانت حاضرة أيضًا، بعدما غابت عن معظم فعاليات الحملة الانتخابية، لكنّها لم تتول الكلام في خروج ملحوظ عن الأعراف السياسية في مثل هذه المناسبات.