كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أمس الإثنين، عن مقترح أميركي يتعلق بإدارة مستقبلية لقطاع غزة، عرضه مسؤولون أميركيون على الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويتضمن المقترح مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع ضمن إدارة انتقالية، دون أن تكون السلطة صاحبة السيطرة الكاملة عليه، وبحسب القناة، فإن الرئيس الفلسطيني لم يرد حتى الآن على المقترح، إلا أن مصادر مقربة منه أشارت إلى أن هذا الطرح لا يلقى ترحيبًا من جانبه، وفقًا للقناة.
يقترح المشروع الأميركي تشكيل مجلس تنفيذي مؤقت لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية
يقترح المشروع الأميركي تشكيل مجلس تنفيذي مؤقت لإدارة القطاع بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، حيث يتضمن ممثلين فلسطينيين، منهم شخصيات من غزة. ويشمل دور هذا المجلس توفير بنية تحتية مدنية للقطاع، إلى جانب تدريب وتجهيز قوات أمنية فلسطينية جديدة غير مرتبطة بحماس، لتتولى مهمة فرض القانون والنظام.
إضافة إلى ذلك، ينص المقترح على إعادة بعض وزارات السلطة إلى غزة، مثل المياه والبنوك والطاقة والتجارة والرعاية الصحية، لتسهم في تحسين الظروف المعيشية في القطاع، حسب زعم القناة.
كما يقترح المشروع تشكيل قوة مؤقتة متعددة الجنسيات، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، لتأمين الحدود وضمان إيصال المساعدات الإنسانية. ومن بعد ذلك تنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل تدريجي من قطاع غزة، لتتولى الإدارة الانتقالية هذه المهام الأمنية واللوجستية.
ووفقًا للمقترح الأميركي، ستقدم الولايات المتحدة، والدول الشريكة، دعمًا ماليًا عبر صندوق مخصص لتمويل إعادة إعمار القطاع. كما ستدعم دول خليجية السلطة الفلسطينية بمساعدات شهرية منتظمة لميزانيتها، بهدف تعزيز الاستقرار المالي خلال المرحلة الانتقالية.
ويتعهد المقترح الأميركي بدعم خطوات نحو توحيد غزة والضفة الغربية تحت إدارة حكومة فلسطينية واحدة، كخطوة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويتضمن التزام إسرائيل بالتعهد بعدم اتخاذ إجراءات من شأنها أن تعرقل أو تهدد تحقيق "حل مستدام للصراع".
ويشمل المقترح الحصول على دعم مجلس الأمن الدولي لوضع الترتيبات اللازمة للمهمة الانتقالية، والتأكيد على الالتزام بالوضع الراهن في القدس، علمًا أنه وحتى كتابة هذا المقال، لم يصدر تعليق رسمي من السلطة الفلسطينية يؤكد أو ينفي ما تناولته القناة العبرية.
وسبق أن قال مسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يدرس خطة وُضعت لمستقبل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، بناءً على أفكار طورتها إسرائيل ودولة الإمارات، على أن يتم تقديمها بعد انتخابات الرئاسة الأميركية.
وقال موقع "أكسيوس" في مقال نُشر بشهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي إن العديد من المسؤولين في البيت الأبيض يشعرون بالقلق من أن الخطة من شأنها أن تهمش رئيس السلطة الفلسطينية وحكومته. وأضاف "أكسيوس" أنه في الوقت الذي فشلت فيه الولايات المتحدة في إقناع إسرائيل بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وإرساء وقف إطلاق النار في غزة، فإن تقديم خطة "اليوم التالي" يمكن أن تكون "خطوة إيجابية محتملة" ينهي بها بايدن ولايته، مشيرًا إلى أنه تحدث مع 12 مسؤولًا أميركيًا وإسرائيليًا وفلسطينيًا وإماراتيًا مطلعين على هذه المحادثات.