16-أكتوبر-2024
اليوم التالي لحرب غزة

صورة أرشيفة لزيارة أنتوني بلينكن إلى إسرائيل في يناير 2023 (رويترز)

قال مسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يدرس خطة وُضعت لمستقبل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، بناءً على أفكار طورتها إسرائيل ودولة الإمارات، على أن يتم تقديمها بعد انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وفقًا لموقع "أكسيوس" الأميركي.

وبحسب الموقع الأميركي، يشعر العديد من المسؤولين في البيت الأبيض بالقلق من أن الخطة من شأنها أن تهمش رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وحكومته.

وأضاف "أكسيوس" أنه في الوقت الذي فشلت فيه الولايات المتحدة في إقناع إسرائيل بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وإرساء وقف إطلاق النار في غزة، فإن تقديم خطة "اليوم التالي" يمكن أن تكون "خطوة إيجابية محتملة" ينهي بها بايدن ولايته، مشيرًا إلى أنه تحدث مع 12 مسؤولًا أميركيًا وإسرائيليًا وفلسطينيًا وإماراتيًا مطلعين على هذه المحادثات.

يدرس وزير الخارجية الأميركية خطة وضعت لمستقبل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، لكن لن يتم تقديمها إلا بعد انتخابات الرئاسة الأميركية الشهر المقبل

وبحسب المسؤولين، فإن البعض في وزارة الخارجية الأميركية، بمن في ذلك بلينكن، يعتقدون أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يبدو ممكنًا قبل نهاية إدارة بايدن، وبالتالي فإن الخطة الإسرائيلية الإماراتية هي "خطة بديلة" محتملة يمكن أن تبدأ في رسم مسار للخروج من الحرب، وفقًا للموقع ذاته.

لكن مسؤولين آخرين داخل وزارة الخارجية يقولون إن هذه الخطوة لا تخدم إلا مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومن المؤكد أن الفصائل الفلسطينية سترفضها، بحسب "أكسيوس"، مضيفًا أن إدارات بايدن وإسرائيل والإمارات بدأت بمناقشة هذه الأفكار منذ أشهر. وقال المسؤولون إن رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، شارك أيضًا في المناقشات وطرح بعض الأفكار الأصلية للخطة.

وكان تقارير بريطانية وأميركية قد ذكرت في وقت سابق أن دولة الإمارات أبدت استعدادها للمشاركة في قوة دولية من شأنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، لتصبح أول دولة تقول إنها يمكن أن تنشر قوات لها على الأرض في غزة.

وقالت مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، في وقت سابق، إن "أبوظبي ناقشت الخطط مع الولايات المتحدة كخطوة لملء الفراغ في قطاع غزة، من أجل معالجة الاحتياجات الإنسانية وإعادة الإعمار"، مؤكدةً أن "الإمارات لن تشارك إلا إذا تلقت دعوة من السلطة الفلسطينية".

وقام وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الذي يُعتبر الوزير الأقرب إلى نتنياهو، بزيارة سرية قبل أشهر إلى الإمارات العربية المتحدة، لمحاولة تسخير الإماراتيين للمشاركة في خطة "اليوم التالي" لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

وعلى الرغم من تصريحات المندوبة الإماراتية، فقد ذكر المسؤولون الذين تحدثوا إلى "أكسيوس" أن "الإمارات تهمش الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي يقولون إنه فاسد وغير قادر على أداء مهامه، ويجب تجريده من أي سلطة تنفيذية (...) كما يريدون استبدال رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي، محمد مصطفى، الذي يعتبرونه مواليًا لعباس".

وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن نتنياهو أحب العديد من أجزاء الخطة الإماراتية، لكنه يعارض مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة ورؤية حل الدولتين. كما أن الإمارات اقترحت في محادثات جديدة إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، من أجل إظهار أن الولايات المتحدة تستثمر في الخطة وتقود العملية، لكن إسرائيل تعارض الفكرة.

وكشف مسؤولون إماراتيون أن الإمارات تريد من رئيس وزراء السلطة الفلسطينية تعيين شخصية فلسطينية للمساعدة في قيادة الانتقال في غزة، لكن إسرائيل لم تفكر في أي دور محتمل للسلطة الفلسطينية في الأمد البعيد.

وقال مسؤولان كبيران في وزارة الخارجية الأميركية لـ"أكسيوس" إنه إذا قدم بلينكن الخطة، فسوف تتضمن أفكار إسرائيل والإمارات بالإضافة إلى أفكار الولايات المتحدة، بهدف الحصول على إجماع أوسع في المنطقة.