ومثل أيّ شيءٍ آخر. يغادر الحب.
حاملًا الريح الهادرة وغبارًا يعلو الصور المطويّة على بعضها
يحملُ ضحكاتٍ وبكاءات وأصوات حزينة وخائفة بعيدًا إلى أن تمّحي في المدى
ينقضي في أبديّةٍ زالت.
ليس ثمّةَ ذا معنىً يمكن الابتهال به.
سنمشي في الطريق من جديد بتؤدةٍ وثقة
ويهرُبُ الهواءُ إلى أجوافنا مرة أخرى.
حيث لم تبقَ شجرة تنتفض
ولا حجرٌ هادئٌ على صفحة الوادي
راكدًا يركضُ في مكانه، يسابقُ الماء الذي لن يذهب أبعد من ذلك.
أصداءٌ ضجِرَةٌ تتداخل في بعضها لحُبٍّ خلَا.
لحُبٍّ لم يتسنَّ له حمْلَ زاده
أشجانٌ مُلقاة تنتظرُ مَن يبدأُ مجددًا بها أشعاره
الحزانى الذين نال منهم الحبّ
أولئك مَن تطفو فوق جراحهم أحلامُ ربٍّ خذلته إرادتُه.
ارتدتُكِ مراتٍ متتالية يا بحيرة عالقة بين الصخور
يا ظِلًّا مهجورًا منسيًا
يا قدمًا مسحوقة، يا دمَ الأرضِ الغريبة
يا حزن الحجر الذي تتمحورين حوله.
ارتدتُكِ بعينين خفيضتين مثلَ مهاوٍ لا تصلها الرياح
يا بكاءَ العشب أيّتها البحيرة
البكاء الذي تأخّرَ حتى لم يعد هنالك لا عشبٌ ولا شجرة ولا جذع يمكن أن يدلّ إليكِ
يا شبحًا ساكنًا تلهو فوقه أصواتٌ ستحتفظين بها
أصواتٌ ستنفذ خلالكِ وتبقى
ستحتفظين بها ولن يبحث عنها أحد
يا مَن تختزنين الزمنَ والغياب والحزن
أنتِ يا بُحيرة مضيئة وحيدة وسطَ وادٍ ترتقهُ الصخور.
كم من الأزمانِ زحفتِ بهِ إلى هنا
إلى حيث تسقطُ عليكِ عينين هما كلّ ما خرجَ بهما ربٌّ لم نعد نُحسُّ بوجوده.
أنتِ يا جسدًا يستلقي وتنسابُ من فوقه السماء
تقتلعين البهجةَ مِن مناقير العصافير الهابطة إليكِ
تلتحفينَ بأمواجكِ المنداحة
وبقمرِ الليل المكتمل.
تجيئين من كل مكان
يا بحيرة هامدة.
اقرأ/ي أيضًا: