أظهر تقرير جديد أجرته شركة مختصة في تحليل الشبكات أن وسائل التواصل الاجتماعي الصينية تنتحل صفة ناخبين أميركيين، لنشر رسائل مثيرة للانقسام للتأثير على سير الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة المقرر إجراؤها في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وتشويه سمعة السياسيين الأميركيين.
وبحسب الشركة الأميركية "غرافيكا"، فإن الحملة هي جزء من جهد صيني مرتبط بشبكة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة باسم "Spamouflage" أو "Dragonbridge"، وهي ذراع أجهزة الدعاية الصينية الضخمة.
ووفقًا لخبراء، فإن نشاط حملة "Spamouflage" بدأ منذ عام 2017، لكنه كثف من نشاطه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، واستفادت من نشاط آلاف الحسابات عبر أكثر من 50 موقعًا إلكترونيًا ومنصات وسائط اجتماعية ومنتدى، بينها "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيك توك" و"يوتيوب" و"إكس".
عمليات التأثير الصيني التي تستهدف الولايات المتحدة تتطور، وتشارك في سلوكيات خادعة أكثر تقدمًا، وتستهدف بشكل مباشر الانقسامات شديدة الحساسية في المجتمع
وقال مدير الفريق الذي أعد تقرير "غرافيكا"، جاك ستابس، إن: "المواد الرئيسية من هذا التقرير تشير إلى أن Spamouflage أصبح أكثر عدوانية من خلال جهوده للتسلل إلى المحادثات المتعلقة بالسياسية الأميركية والتأثر عليها".
وأضاف ستابس: "هذا مهم لأنه يظهر أن عمليات التأثير الصيني التي تستهدف الولايات المتحدة تتطور، وتشارك في سلوكيات خادعة أكثر تقدمًا، وتستهدف بشكل مباشر الانقسامات شديدة الحساسية في المجتمع".
وقدم مدير الفريق، أحد الأمثلة التي أبرزتها "غرافيكا"، حيث انتحل ذراع الدعاية الصيني، شخصيات تعود لنشطاء أميركيين مناهضين للحرب، باستخدام حسابات متعددة على منصة "إكس"، ونشر العملاء "ميمز" يصف ترامب بأنه "محتال"، وأظهروه في زي سجين يرتدي الزي البرتقالي، كما وصفوا بايدن بأنه "جبان"، وسأل حساب أخر باللغة الإنجليزية: "هل الأميركي الحالي لا يزال أميركيًا؟".
وفي رده على ما ورد في تقرير "غرافيكا، قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينجيو: "ليس لدى الصين أي نية للتدخل في الانتخابات الأميركية، ونأمل ألا يقوم الجانب الأمريكي بتوظيف قضية الصين في الانتخابات".
يذكر أن شركة "ميتا بلاتفوز"، المالكة لمنصة "فيسبوك"، نسبت لقوى إنفاذ القانون الصيني قيامها بأكبر "عملية تأثير سري عبر المنصات في العالم"، وقامت الشركة بحذف آلاف الحسابات من على" فيسبوك"، كانت جزءًا من حسابات عشوائية صينية سرية واسعة النطاق تحاول تقديم الدعاية للصين وتنقد الغرب.
ويشير التقرير إلى أن حملة "Spamouflage" لا تستهدف جانبًا واحدًا من الطيف السياسي، سواءً الديمقراطيين أو الجمهوريين، بل تهدف إلى تضخيم الانتقادات تجاه المجتمع والحكومة الأميركية.
وقد حققت الحملة الصينية نجاحًا محدودًا، ولكن الأمر بدأ يتغير في منتصف عام 2023، عندما استهدف عملاء صينيون بشكل متزايد المؤيدين للرئيس السابق، دونالد ترامب، وحددت "غرافيكا"، 15 حسابًا من البريد الإلكتروني على منصة "إكس"، وحسابًا واحدًا على منصة "تيك توك"، جميعهم يدعون أنهم مواطنون أميركيون أو وسائل إعلام أميركية، وعندما سلط الضوء على الملفات الشخصية المرتبطة بتلك الحسابات على "يوتيوب" و"إنستغرام" تم إلغائها.
وقال المتحدث باسم منصة "يوتيوب" لقد: "تم تحديد القناة التي وضعت عليها غرافيكا إشارة، وتم حذفها كجزء من تحقيقاتنا في عمليات التأثير المنسقة، وكان لها عدد قليل جدًا من المشاهدات وقت حذفها".
وكان حساب "تقرير هارلان" على منصة "تيك توك"، من بين أنجح حسابات الحملة، ونشر مقطع فيديو واحد في تموز/يوليو الماضي حصل على 1.5 مليون مشاهدة.
هذا الفيديو، الذي تمت إزالته من "تيك توك" الأسبوع الماضي، سخر من المؤتمر الصحفي لجو بايدن خلال القمة التي عقدت في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لقيام حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حيث تعثر بايدن في الخطاب.
وتمت مشاركة منشورات مماثلة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي نسخت كلمات لبايدن عن طريق الخطأ للإشارة إلى أنه قدم إشارة جنسية، وفقًا لفحص قامت به "رويترز".
يذكر أن شركة "ميتا بلاتفوز"، المالكة لمنصة "فيسبوك"، نسبت لقوى إنفاذ القانون الصيني قيامها بأكبر "عملية تأثير سري عبر المنصات في العالم"
وأظهر الفحص أن حساب "تقرير هارلان" على "تيك توك"، نشر أول فيديو له في أيار/مايو الماضي، وحصلت مقاطع الفيديو الأخيرة على مئات الآلاف من المشاهدات، بما في ذلك فيدو تمت مشاركته الأسبوع الماضي يظهر أعضاء فريق "CNN" يناقشون المقابلة التي أجرتها الشبكة مع المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، كامالا هاريس.
وقال المتحدث باسم منصة "تيك توك" إن: "الشركة حظرت بشكل دائم حساب تقرير هارلان لانتهاكه إرشادات المجتمع"، من جهتها، أكدت شركة "ميتا بلاتفورمز"، أنها أزالت من على "فيسبوك" و"إنستغرام"، الحسابات المرتبطة بحملة "Spamouflage" كجزء من نشاطها المستمر ضد الحملة.
وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، أصدر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، تقريرًا حول التدخل في الانتخابات، مشيرًا إلى أن "الصين كانت تحاول الاقتراب من الانتخابات الرئاسية الأميركية بحذر أكبر.. وربما لا تخطط للتأثير على النتيجة.. ومع ذلك، نحن نتتبع الجهود المبذولة للتأثير على الجمهور الأميركي على نطاق أوسع".