الترا صوت – فريق التحرير
نقل موقع Intelligence Online الاستخباري الفرنسي أن جمعيات مسيحية فرنسية تعمل على تمويل مشروعين في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد، وبمعرفة مباشرة من الحكومة الفرنسية، لكن بدون أن يتم الإعلان عن ذلك بشكل علني. فيما نفت أحد المؤسسات المذكورة في التقرير في تصريحات خاصة لـ"الترا صوت" أي علاقة مع النظام السوري، دون تقديم رواية واضحة عن طبيعة عملها في سوريا، أو ارتباطاتها بالسلطات في باريس.
نقل موقع Intelligence Online الاستخباري الفرنسي أن جمعيات مسيحية فرنسية تعمل على تمويل مشروعين في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد، وبمعرفة مباشرة من الحكومة الفرنسية
وتشرف على المشروعين مؤسسة "التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع" (ألف ALIPH) المسيحية. حيث أشار الموقع أن فرنسا بالشراكة مع الإمارات العربية المتحدة تقوم بتمويل أعمال وترميم قلعة الحصن الواقعة في محافظة حمص، وهي قلعة اعتبرتها منظمة اليونيسكو قلعة تاريخية وسُجلت على لائحة التراث العالمي، وكان قد احتلها الصليبيون وقت حملاتهم على الشرق واعتبرت قلعة كاثوليكية. وتقع "قلعة الحصن" في محافظة حمص وهي من الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري، بالإضافة لكنيسة القديس سمعان العمودي الموجودة في محافظة حلب.
وبحسب الموقع تأتي هذه الإجراءات بجهود إماراتية لتنسيق المبادرات والتعهدات في محاولة للتطبيع مع نظام الأسد. وتتكتم السلطات الفرنسية عن الموضوع وتضعه في إطار الحفاظ على دورها في سوريا عن طريق حماية التراث ودعم المسيحيين في المشرق. يذكر أن التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع (Aliph) الذي يقع مقره الرئيسي في سويسرا قد تأسس قبل خمس سنوات في أبوظبي، بمبادرة من فرنسا والإمارات العربية المتحدة.
ونقل موقع la lettre A الإخباري الفرنسي أن أحد مؤسسي التحالف ورئيس مجلس إدارتها الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي توماس كابلان استطاع تأمين أكثر من 90 مليون دولار من تعهدات المتبرعين والرعاة الجدد من بينهم شركة "توتال إنرجيز" Total Energies الفرنسية.
وعلى الرغم من أن مؤسسة "ألف" تعمل على تمويل 150 مشروع لترميم التراث في 30 بلد وتعرض إنجازاتها بكل فخر، إلا أنها تلتزم الصمت بشأن مشاريعها في سوريا، ولا تعلن عنها إلا في المناطق التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتحديدًا بالرقة، في حين تشدد فرنسا الداعم المهم للمؤسسة على الدواعي الإنسانية عند التطرق إلى أنشطتها في سوريا.
في بريد إلكتروني لـ"الترا صوت"، نفت المؤسسة الأخبار التي نقلها الموقع. وقالت المتحدثة باسم المؤسسة والمسؤولة عن قسم التواصل والشراكة، ساندرا بياليستوك، للموقع، إن "ألف تمول فقط مشارع في شمال شرق سوريا، بما في ذلك الرقة، ومشاريع يتم تنفيذها من قبل جامعات أجنبية، أو مؤسسات ثقافية تعمل على توثيق بعض مواقع التراث السورية".
ورغم التقارير العديدة عن دور تلعبه المؤسسة في مدن سورية مثل حمص، قالت المؤسسة إنه "لا مشاريع ممولة داخل المناطق التي يسطر عليها نظام الأسد، ولا يوجود أي نوع من التواصل مع النظام نفسه". فيما رفضت المتحدثة باسم ألف الإجابة على سؤال "الترا صوت" بشأن الطريقة التي تعمل فيها المؤسسة في المناطق التي تسيطر عليها قسد، بدون التنسيق مع النظام، أو عن ارتباطات المؤسسة بالسلطات الفرنسية. كما لم تجب عن سؤال يتعلق بتلقي المؤسسة لتمويل من دول عربية.
إضافة لعمل جمعية "ألف" تنشط "منظمة إغاثة مسيحيي الشرق" SOS Chrétiens d'Orient في أعمال ترميم التراث في سوريا، وهي منظمة خيرية يُديرها شارلي دو مار لها ارتباطات وثيقة بحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان، كما ترتبط بصلات وثيقة بمنظمة "الأمانة السورية للتنمية" التي ترأسها زوجة رأس النظام أسماء الأسد. ولا تتوانى منظمة إغاثة مسحيي الشرق من إعلان أنشطتها في المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد.
يذكر أن السلطات الفرنسية حاولت مرارًا إخفاء تعاونها مع منظمة إغاثة مسيحيي الشرق، بالمقابل فإنها تعلن عن تعاونها مع جمعية "عمل الشرق"، وهي جمعية تعنى بخدمة الكنائس في المشرق ومنتسبيها. وتعتبر الجمعية كيانًا مشاركًا ومن المشاريع الممولة من قبل وزارة الخارجية الفرنسية ومنظمة "ألف". ولجمعية "عمل الشرق" نشاط في حلب وترتبط بصلات وثيقة مع جمعية "الصخرة" السورية التي تحظى بعض برامجها أيضًا بتمويل من "منظمة إغاثة مسيحيي الشرق".
جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن الأسبوع الماضي مضاعفة المبالغ المالية المرصودة لمساعدة المدارس المسيحية في الشرق الأوسط، وذلك خلال لقائه نشطاء في الدفاع عن الأقليّات المسيحية في الشرق في مواجهة مخاطر النزاعات وهجمات المنظمات الجهادية الإسلامية.
رغم التقارير العديدة عن دور تلعبه المؤسسة في مدن سورية مثل حمص، قالت المؤسسة لـ"الترا صوت" إنه "لا مشاريع ممولة داخل المناطق التي يسطر عليها نظام الأسد"
وقال ماكرون أمام 150 مدعوًا في قصر الإليزيه إن "دعم مسيحيي الشرق هو التزام علماني لفرنسا ومهمّة تاريخية، ويشكل استجابة لضرورة عدم التخلي عن النضال من أجل الثقافة والتعليم والحوار في هذه المنطقة المضطربة". وأضاف ماكرون أن "دعم مسيحيي الشرق يعني العمل من أجل شرق أوسط متنوع من أجل إمكانية إحلال السلام والأخوة".
اقرأ/ي أيضًا: