أصبحت نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، كامالا هاريس، أبرز مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بعد أن أنهى بايدن حملة إعادة انتخابه لولاية ثانية، وأعلن تأييده ترشيح هاريس لمنصب الرئيس.
وعلى الرغم من دعم هاريس (59 عامًا) الكبير لسياسات بايدن خلال السنوات الأربع الماضية، فإنها تعرضت لانتقادات في السابق بسبب افتقارها إلى قناعات أيديولوجية ثابتة، إذ إنها تُعتبر إلى حد كبير ديمقراطية معتدلة، وفقًا لما تقول مجلة "تايم" الأميركية.
ووفقًا لـ"التايم"، فإن سجل هاريس الطويل في الخدمة العامة، منذ كانت مدعية عامة في سان فرانسيسكو في عام 2003 وصولًا إلى منصب نائبة الرئيس في 2020، يقدم المزيد من الدلائل حول كيفية قيادتها كمرشحة ديمقراطية ورئيسة محتملة.
سجل هاريس الطويل في الخدمة العامة يقدم المزيد من الدلائل حول كيفية قيادتها كمرشحة ديمقراطية ورئيسة محتملة
إليكم ملخصًا لمواقف هاريس من القضايا التي تهم الناخبين الأميركيين:
الإجهاض
دافعت هاريس بشكل مستمر عن حقوق الإجهاض طوال مسيرتها المهنية، وتُعتبر مناصرة قوية لحقوق الإنجاب مقارنة ببايدن، وقد شاركت عندما كانت عضوة في مجلس الشيوخ في رعاية تشريع يمنع الولايات من فرض قيود على حقوق الإجهاض، وصوتت ضد مشروع قانون يحظر الإجهاض بعد 20 أسبوعًا من الحمل.
تُعد الآن من أبرز الأصوات التي تدعم حقوق الصحة الإنجابية، وهي أول نائب رئيس أميركي يزور عيادة تضم قسمًا خاصًا يقدم خدمات الإجهاض.
الذكاء الاصطناعي
سعى بايدن وهاريس معًا لتنظيم عمل الذكاء الاصطناعي، عبر إصدار أمر تنفيذي شامل في تشرين/أكتوبر يهدف للحد من التهديدات الناتجة عنه.
وقد أصبحت هاريس وجهًا لهذه الإعلانات الرئيسية، لا سيما عندما قالت في آذار/مارس، إنه يجب على الوكالات الفيدرالية الأميركية إثبات أن أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ليست ضارة للجمهور.
التغيّر المناخي
يُعد التغيّر المناخي من أبرز اهتمامات هاريس السياسية، وهو مجال يمكن تتّبع اهتمامها به منذ فترة توليها منصب المدعية العامة في سان فرانسيسكو، حيث قامت بمقاضاة عمالقة النفط.
كما أنها كانت من أوائل المؤيدين في مجلس الشيوخ على خطة الاتفاق الأخضر الجديد، وهي خطة انتقالية للطاقة النظيفة، إضافة لمشاركتها في محادثات خلف الكواليس مع المسؤولين لتسهيل تشريعات المناخ، وحضورها أحداثًا خاصة مع قادة البيئة.
الجريمة
اكتسبت هاريس في بداية مسيرتها السياسية سمعة حازمة في مكافحة الجريمة كمدعية عامة في كاليفورنيا، حيث تفاخرت بارتفاع معدلات الإدانة، ودعمت برنامجًا مثيرًا للجدل ضد تغيّب الأطفال عن المدرسة، والذي قاضى أولياء أمور الأطفال المتغيبيّن، لاحقًا، حاولت توجيه سمعتها نحو كونها "مدعية تقدمية".
وهاريس، التي تعد أول نائبة رئيس سوداء، تعرضت للكثير من التعليقات الجنسية والعنصرية من قبل خصومها السياسيين؛ وكانت قد قالت في مقابلة تلفزيونية: "لا أعتقد أن أميركا بلد عنصري، لكن يجب علينا أيضًا أن نتحدث بصدق عن تاريخ العنصرية ووجودها في بلدنا حتى اليوم".
السيطرة على انتشار السلاح
أشرفت هاريس على المكتب الذي أنشأه بايدن في البيت الأبيض لمكافحة العنف المسلح وعمليات القتل الجماعي منذ عام 2023، وتُعد من الأصوات البارزة لجهود الإدارة الأميركية في ضبط السلاح، كما أنها عملت بالتعاون مع بايدن على تمرير قانون "المجتمعات الأكثر أمانًا"، الذي حظي بموافقة الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهو أول قانون رئيسي خاص بسلامة حمل الأسلحة منذ نحو ثلاثة عقود.
كذلك، أعلنت هاريس عن إطلاق المركز الوطني لأوامر الحماية من المخاطر الشديدة لدعم تنفيذ قوانين "العلم الأحمر" في الولايات الأميركية، والذي يسمح بمصادرة مؤقتة للأسلحة من الأشخاص الذين يشكلون تهديدًا على أنفسهم أو الآخرين، داعية المزيد من الولايات لتمرير مثل هذه القوانين.
الاقتصاد والضرائب
تعتبر هاريس من المدافعين بقوة عن مساعدة الأميركيين من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط. وبصفتها عضوًا في مجلس الشيوخ، قدمت قانون "LIFT the Middle Class Act"، الذي يقترح منح إعفاءات ضريبية بقيمة ثلاثة آلاف دولار للشخص الواحد لمعظم الأميركيين من الطبقة الوسطى والعاملة، وهي أيضًا من أوائل المؤيدين للرعاية الصحية الشاملة، وإعفاء ديون الطلاب.
وكانت هاريس واحدة من أعضاء مجلس الشيوخ القلائل الذين صوتوا في 2020 ضد اتفاقية ترامب بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، قائلين إنها لا تحمي العمال الأميركيين بشكل كافٍ، ولا تعالج تغيّر المناخ.
وخلال مشاركتها في "جولة الفرص الاقتصادية" في جميع أنحاء الولايات المتحدة في نيسان/أبريل، أشادت هاريس بسجل إدارة بايدن في القضايا الاقتصادية الرئيسية، بما في ذلك دعم الشركات الصغيرة، وخلق فرص العمل، والاستثمار في البنية التحتية، وتوفير الرعاية الصحية، وإلغاء ديون القروض الطلابية.
الهجرة
قام بايدن بتكليف هاريس في 2021 بالإشراف على إيجاد حل للأسباب الجذرية للهجرة من دول أميركا اللاتينية، وهو ما جعل خصومها الجمهوريين يطلقون عليها لقب "قيصر الحدود".
كما أعلنت عن تخصيص أكثر من مليار دولار للاستجابة لأسباب الهجرة، وخلق فرص اقتصادية في غواتيمالا وهندوراس والسلفادور، ليصل إجمالي التعهدات للبرنامج إلى 5.2 مليار دولار منذ أيار/مايو 2021.
وتدعم هاريس اتفاقًا بين الحزبين بشأن أمن الحدود، والذي يهدف إلى تقليل عدد العابرين للحدود، وقد تم رفض مشروع القانون مرتين هذا العام، بسبب معارضة الجمهوريين والانقسامات بين الديمقراطيين.
"إسرائيل" والعدوان على غزة
قد يكون الناخبون الشباب والتقدميون والأميركيون العرب أكثر تقبلًا لترشيح هاريس، نظرًا لمعارضتهم دعم بايدن القوي لإسرائيل.
ويقول مسؤولون ومحللون سابقون إن هاريس تبدو أكثر استعدادًا لانتقاد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بسبب ارتفاع عدد الضحايا في غزة، وللتعبير عن تعاطفها مع الفلسطينيين.
لكن الخبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، آرون ديفيد ميلر، قال إن رئاسة هاريس لن تؤدي إلى تغيّير كبير في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، وأضاف ميلر: "عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن لديها آراء معتدلة جدًا"، وأضاف أنّ هذه الآراء على: "اليسار قليلاً مما يستعد بايدن للقيام به، ولكنها بعيدة جدًا عن أولئك الذين يجادلون بضرورة فرض تكاليف وعواقب على إسرائيل، لجعل الأمر واضحًا أننا القوة العظمى وهم ليسوا كذلك".
الصين
من المرجّح أن تواصل هاريس نهج إدارة بايدن في مواجهة النفوذ المتزايد للصين حول العالم، وغالبًا ما تكرر إدانات الولايات المتحدة لأنشطة الصين في المحيطين الهادئ والهندي، وتدعو إلى "تقليل المخاطر" مع الصين.
ووصفت هاريس تصرفات الصين في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي ومضيق تايوان بأنها "مقلقة"، وأكدت خلال زيارة لقاعدة بحرية في اليابان عام 2022، التزام الولايات المتحدة: "بمواصلة دعم الدفاع الذاتي لتايوان، بما يتماشى مع سياستنا طويلة الأمد".
حرب أوكرانيا
فيما يخص سياسة هاريس تجاه أوكرانيا، فإنها تتبع النهج ذاته للرئيس بايدن، وخلال لقائها الرئيس الأوكراني، فولديمير زيلينسكي، في قمة السلام الخاصة بأوكرانيا في سويسرا، الشهر الماضي، أعلنت التزام الولايات المتحدة بتقديم 1.5 مليار دولار لدعم قطاع الطاقة، وتحسين الوضع الإنساني والأمني في أوكرانيا.
قد يكون الناخبون الشباب والتقدميون والأميركيون العرب أكثر تقبلًا لترشيح هاريس نظرًا لمعارضتهم دعم بايدن القوي لإسرائيل
وتُعد هاريس من الأصوات الناقدة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الحرب في أوكرانيا، وقد علقت على وفاة المعارض الروسي، أليكسي نافالني، في مستعمرة عقابية، في شباط/فبراير الماضي، بالقول: "بغض النظر عن القصة التي يروونها، لنكن واضحين: روسيا هي المسؤولة".
حقوق مجتمع الميم-عين
تُعتبر هاريس من المؤيدين بشدّة لحقوق مجتمع الميم-عين، حيثُ عبّرت عن معارضتها لقانون "لا تقل مثلي" في فلوريدا، فضلًا عن استضافتها كنائبة للرئيس احتفالات بشهر الفخر في حزيران/يونيو الماضي، وقد قامت بزيارة "حانة ستونوول" الشهيرة في نيويورك في 2023، بهدف تأكيد دعمها لمجتمع الميم-عين المحلي.
لكن هاريس تعرضت أيضًا لانتقادات من قبل المدافعين عن حقوق مجتمع الميم-عين، بسبب كتابتها لمذكرات قانونية سعت إلى منع عمليات جراحية لتأكيد جنس النزلاء المتحولين جنسيًا أثناء فترة عملها كمدعية عامة في كاليفورنيا.
حقوق التصويت
تقود هاريس مبادرة إدارة بايدن لحقوق التصويت الفيدرالية، وزيادة الوصول إلى صناديق الاقتراع، وهي مهمة طلبتها من بايدن في عام 2021، وبينما فشل مشروع قانون "تشريعات التصويت" في اجتياز مجلس الشيوخ في عام 2022، فقد اجتمعت هاريس مرارًا مع قادة الحقوق المدنية، وحددت استراتيجيات: "لضمان حصول الأميركيين على المعلومات التي يحتاجونها للتصويت، وتعزيز مشاركة الناخبين بين الطلاب، وحماية العاملين في الانتخابات، ومحاربة قوانين قمع الناخبين".