أعرب مسؤولان أمميان في لبنان، أمس السبت، عن "قلقهما العميق" من أن تتحوّل المواجهات العسكرية بين "إسرائيل" و"حزب الله"، في جنوب لبنان، إلى حرب شاملة.
وحذّرت منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، أرولدو لازارو، من أن تؤدي الحسابات الخاطئة وسوء التقدير على الحدود الجنوبية للبنان إلى حرب واسعة بين "حزب الله" ودولة الاحتلال.
وقال المسؤولان الأمميان، في بيان مشترك، إنه: "بينما تحتفل المجتمعات في لبنان وحول العالم بعيد الأضحى المبارك، تكرر عائلة الأمم المتحدة دعوتها لجميع الجهات الفاعلة على طول الخط الأزرق لوضع أسلحتها جانبًا والالتزام بمسار السلام".
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن جيش الاحتلال أوصى بإنهاء العملية العسكرية في رفح، جنوب قطاع غزة، وإطلاق عملية أخرى على الحدود مع لبنان
وأضاف البيان: "منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر، شاهدنا خسارة الكثير من الأرواح، واقتُلعت العائلات، ودُمّرت الأحياء، ونحن قلقون للغاية بشأن التصعيد الذي رأيناه مؤخرًا"، جنوب لبنان.
ولفت إلى أن: "خطر سوء التقدير الذي يؤدي إلى نزاع مفاجئ وأوسع نطاقًا هو حقيقي للغاية"، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تواصل: "العمل مع الأطراف وحثّ جميع الجهات الفاعلة على التوقّف عن إطلاق النار والالتزام بالعمل من أجل حلّ سياسي ودبلوماسي – وهو الحلّ الوحيد الدائم".
ويأتي بيان بلاسخارت ولازارو في ضوء التصعيد المتواصل في جنوب لبنان، حيث وجه "حزب الله" الأسبوع الماضي أكبر ضربة صاروخية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية المواجهات بينهما عقب عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وجاء تصعيد "حزب الله" ردًّا على اغتيال "إسرائيل" لعدد من عناصره، بينهم قيادي كبير في الحزب. وأثارت التوترات المتصاعدة بين الطرفين مخاوف دولية من تحوّل المواجهات إلى حرب شاملة، خاصةً في ظل حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن أن جيش الاحتلال أوصى بإنهاء العملية العسكرية في رفح، جنوب قطاع غزة، وإطلاق عملية أخرى على حدود لبنان.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، الجمعة، أن: "القيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي تركز على أهداف من شأنها أن تقلل قدرات حزب الله الهجومية"، مضيفةً أن: "الجيش يوصي في هذه المرحلة بتحويل الاهتمام نحو الشمال، أي إنهاء العملية في رفح في أقرب وقت من أجل الانتقال إلى لبنان"، وأنه: "أوصى الحكومة بهذا الموقف".
ونقلت القناة عن مسؤول أمني قوله إن: "هناك حاجة إلى تحرك أكثر حسمًا في الساحة الشمالية للسماح بالعودة إلى البلدات الشمالية"، التي تم إجلاء سكانها مع بداية العدوان على غزة.
وأضاف المسؤول أنه: "يمكن تحقيق الأمن من خلال اتفاق، ولكن لا يمكننا جلب الشعور بالأمن للسكان دون اتخاذ إجراءات فعالة".
ودعا عدد من السياسيين الإسرائيليين مؤخرًا إلى شن حرب واسعة على لبنان. وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإنه من المقرر أن يبحث المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، مساء اليوم الأحد، التطورات على الحدود مع لبنان.
وفي المقابل، تسعى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا إلى التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض لوقف المواجهات على طول الحدود الجنوبية للبنان، في وقت يؤكد فيه "حزب الله" على أنه لن يوقف إطلاق النار ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.