ألتراصوت - فريق التحرير
أخذت تظاهرات يوم الجمعة، في مدن سودانية عديدة، منعطفًا جديدًا في شكل المطالب، لترتفع الأصوات المنادية برحيل نظام الرئيس عمر البشير وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية. بعد أن كسرت مدينة عطبرة شمال السودان حالة الطوارئ، لترتفع حصيلة القتلى إلى ثمانية أشخاص معظمهم من طلاب الجامعات.
كان لافتًا تأييد العديد من الفنانيين والإعلاميين ونجوم كرة القدم لمطالب المحتجين في السودان، وكذلك رجال الدين وعدد من السياسيين
تواصلت المظاهرات ﻓﻲ أﻧﺤﺎﺀ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ من ﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ما اضطر الحكومة إلى تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس إلى أجل غير مسمى، وطوقت قوات من الجيش والشرطة التي نزلت إلى الشوارع بكثافة المواقع الحكومية، مع تهديد أنصار النظام بالتصدي لما وصفوهم بالمخربين. ورغم تدفق الشائعات حول شرخ في جسد النظام الحاكم، إلا أن الرئيس البشير أدى صلاة الجمعة في مسجد النور بضاحية كافوري، وكان وكيلًا لخمسة زيجات عقب الصلاة، دون أن يظهر عليه أي نوع من الانزعاج تجاه ما يحدث في البلاد.
تحذيرات رجال الدين
كان لافتًا تأييد العديد من الفنانيين والإعلاميين ونجوم كرة القدم لمطالب المحتجين، وكذلك رجال الدين وعدد من السياسيين. حيث انضم مثلًا رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني، إلى مطالب المحتجين، مؤيدًا للاصطفاف السلمي، رغم أن حزبه مشارك في حكومة الحوار الوطني الحالية. بينما تراجعت أصوت منابر الجمعة المؤيدة للسلطة إلى صالح منابر أخرى حملت الحكومة مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية والفساد المستشري، وحذرتها من مغبة التمادي في العنف وضرب المتظاهرين بالرصاص الحي.
اقرأ/ي أيضًا: الشارع السوداني ينتفض ضد الجوع والقمع.. لا شيء لدى السلطة إلا "البوليس"
وكتب الداعية الإسلامي المعروف عبد الحي يوسف إمام وخطيب مسجد خاتم المرسلين عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلًا: "يا رجل الأمن لأن تلقى الله بكل خطيئة سوى الشرك، أهون من أن تلقاه وقد سفكت دم مسلم". وحذرهم من إراقة دماء السودانيين، مضيفًا في تغريدة ثانية: "يا رجل الدولة المناصب ليست غاية في ذاتها بل هي وسيلة لخدمة الناس، فإن استنفذت طاقتك واستفرعت جهدك فعليك أن تخلي المكان لغيرك"، في إشارة لمطلب تنحي البشير من الحكم. وفي مسجد آخر بمدينة الخرطوم قام المصلون بإنزال والاحتجاج على إمام مسجد لتأييده السياسات الحكومية، وارتفعت أصوات المصليين بصورة لافتة، جراء السخط من رجال الدين الداعمين للظلم والتنكيل.
نجوم الرياضة في قلب المشهد
كان نجوم كرة القدم أيضًا في قلب المشهد السياسي، على رأسهم كابتن نادي المريخ السابق فيصل العاجب وكابتن الهلال هيثم مصطفى، إذ أعلنا دعمهما لانتفاضة الشعب السوداني، وكتب العجب قائلًا: "أنا فيصل العجب أعلن تضامني مع الثورة السودانية الحرة.. ثورة حتى النهاية".
بينما استدعى مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات الفريق ﺻﻼﺡ ﻗﻮش ﻣﺮﺍﺳﻠﻲ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﻭﻛﺎﻻﺕ أﻧﺒﺎﺀ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤاﻔﻴﻴﻦ ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، للحضور إلى مكتبه ﻷﻣﺮ ﻃﺎﺭئ، ورفضت صحيفة الجريدة الانصياع إلى توجيهات نشر الأخبار الرسمية مفضلة التوقف عن الصدور من تزيف الحقائق.
زين وسماء ربك الداكنة
لعل المشهد الأكثر عنفًا كان في مدينة ربك حاضرة النيل الأبيض، حيث أحكم المحتجون سيطرتهم على المدينة بالكامل وأحرقوا مقر المؤتمر الوطني الحاكم ومبنى الحكومة وديوان الزكاة، وعلقت النيران وألسنة اللهب في سماء المدينة لساعات طويلة حتى تحولت إلى طبقة داكنة من الدخان دون وجود أي مظهر لقوات الشرطة، قبل أن تنتقل الاحتجاجات إلى الجزيرة أبابا معقل الثورة المهدية.
في السياق ذاته، لم تعد تطبيقات التراسل الفوري إلى الخدمة طوال اليوم بسبب قطع الإنترنت منذ ليلة الخميس، حيث توقف تطبيق واتس آب وفيسبوك بالكامل، ونجح عشرات الإعلاميين والناشطين في كسر المواقع المحجوبة عبر متصفح (الفي بي إن)، فيما تبرأت شركت زين السودان من عملية الحجب، ورمت المسؤولية على عاتق جهة خفية لم تسمها، وقالت إن ما جرى "خارج نطاق اختصاصها وسيطرتها". وبعد أقل من ساعة سحبت شركة زين ذلك التوضيح من صفحتها على فيسبوك. بينما قال مدير هيئة الاتصالات السابق يحى عبد الله في تصريحات صحفية، إن "إقالتي طبيعية ولم تمارس ضدي أي ضغوط لقطع الإنترنت" .
اقرأ/ي أيضًا: عطش بورتسودان وظلامها.. احتجاجات تعم عاصمة البحر الأحمر السودانية
اقرأ/ي أيضًا:
حروب الأرض في السودان.. مناجم الذهب عنصر جديد في خريطة الصراعات الممتدة