تقترب من منتصف الثمانين سنة، إنها جودي دينش، المُمثلة البريطانية الشهيرة، لها من التجربة في عالم السينما والمسرح الكثير، وهي حاصلة على جائزة الأوسكار كأحسن مُمثِّلة مُساعِدة عن فيلم شكسبير عاشقًا في آذار/ مارس 1998، ولها العديد من الأعمال السينمائية مثل شوكولا، وفلومينيا، وغرفة مع منظر. إليكم حوارًا صريحًا معها، أجرته The Talks وتجدونه أسفله مترجمًا.
- دينش، بعد سنوات عديدة للغاية في السينما، هل شعرت بالملل من التمثيل قط؟
لا أُصاَب بالملل كثيرًا لأنني أُعاني خوفًا غير منطقي من الملل. فالوقت الوحيد الذي أُصاب فيه بالملل هو عندما أكون بمفردي.
- وما السبب في ذلك؟
لأنني ليس لدي ما أقوم به! كما أنني أفقد بصري حاليًا؛ فلا يمكنني القراءة، ولا أستطيع القيادة - وأنا أُحب القيادة! وقد قُمت بقيادة سيارة قديمة من طراز MG دون الخضوع للاختبار حتى بلغت الخمسين. (ضحك) كنت شرِسة في القيادة، لكنني لا أستطيع القيادة مرةً أُخرى، وهذا أمرٌ مُمِّلٌ للغاية، ولكنك تتعلم التأقُلم. ليس هناك ما هو مثير للاهتمام فيما يتعلق بالتقدُم في السن، إنه أمر مُفزِع. ففي الحقيقة، من المحتمل أن أبدأ في العودة إلى المسار الآخر. وقام أحدهم في اليوم الآخر بالتقاط صورةٍ لي ويُخمن هذا التطبيق كم تبلغ من العمر؟. وكانت النتيجة بأن قال التطبيق أنني أصغر 20 عامًا عن عُمري الحالي! وفجأةً، كان يومي رائعًا للغاية!
- حسنًا، يمكنك بالتأكيد أن تنجحي بعد الستين.
60؟ هذا أفضل من التطبيق أيضًا! (ضحك) لقد قال التطبيق 63! وهذا جعلني أبدو بحال جيدة. ولكن ليس هناك شيء يمكننا الحديث عنه يدور حول التقدم في السن بوجهٍ عام.
- ولا حتى من أجل تعلم تجربة أو الاستكشافات الروحية التي تأتي مع التقدم في السن؟
نُحاول دومًا القيام بذلك. فدائمًا ما نحاول اكتشاف أشياء عن أشخاصٍ آخرين نُؤمِن بهم وما الأشياء التي تجعلهم مُميِّزين. وأحصل على أفكار مُختلفة كل يوم عن الأشياء التي أُحاول القيام بها واكتشافها في الحياة.
يكون ذلك صعبًا عندما تكون في الثمانينات لأنهم يقولون يا لها من مسكينةٍ كبيرة في السن، كان من الأفضل أن تكون داخل قبرها!
اقرأ/ي أيضًا: حوار عن الجنس والموت والكتابة مع تشاك بولانيك مؤلف "Fight Club"
- هل تحبين القفز بالمظلة؟
القفز بالمظلة؟ خارجًا، بالطبع خارجًا، ولكن هناك العديد من الأشياء التي أحب تجربتها. ولكن يكون ذلك صعبًا عندما تكون في الثمانين لأنهم يعتقدون أنك "يا لها من مسكينة كبيرة في السن، كان من الأفضل أن تكون داخل قبرها!" أعتدت على الرسم كثيرًا ولكن توقفت عن الرسم بسبب بصري، وقال لي ديڤيد، شريكي: "لِم التوقف؟ إنه رسمٌ تفسيري"، ولذا بدأت في الرسم من جديد لأن الأمرَ غير مُهِم؛ فأنا لا أرسم من أجل أي شخص آخر.
لم يرسم مايكل، زوجي الراحل، مُطلقًا لأن أحدهم أخبره (لن تُصبِح رسامًا جيدًا). وهذه الأشياء الفظيعة التي يُمكن أن تتفوه بها إلى أحدهم! كيف يمكنهم التفوه إلى أحدهم قائلين: "لن تصبح أبدًا".. كيف يجرؤون على ذلك؟.
- هل أخبرك أحد أنك لن تكوني ممثلة أبدًا؟
لا، ولكن مرة قال شخص: "لن تشاركي في فيلم أبدًا". ولكن هذا لم يكن مُروِّعًا بالنسبةِ لي لأنني لم أكُن أريد أن أشارك في أفلام. أردت فقط أن أكون في المسرح. شكسبير كان شغفي. وهذا ما فعلته، لذلك لم أهتم. لكنني كنت دائمًا أتمنى أن أكون كاتبة ولكن أخشى ألا أكون جيدة بما فيه الكفاية. ولكن ماذا يعني أن تكون جيدًا بما فيه الكفاية؟ من يعرف؟ ولماذا يجب أن تُقرأ من قِبّل شخص آخر؟ نحن ملزمون بهذه الهياكل المضحكة، ويجب عليك كسرها. وأعتقد إذا كان لديك هذا الموقف، من الصحي جدًا القيام بذلك.
أعتقد أن اكتشاف هذا النوع من الفضول الطبيعي هو شيء صحي.
اقرأ/ي أيضًا: لماذا تفصيح اللحظة الشعبية في المسرح؟
- ما الشيء الآخر الذي تشعرين حوله بالفُضول هذه الأيام؟
هُناك أشياء كثيرة! أشياءٌ كثيرة لا أعرفها ويجب أن أسأل عنها و أعرفها. أُريد أن أتعلم شيئًا جديدًا كل يوم وأنا أحاول أن أفعل ذلك. على سبيل المثال، اليوم تعلمت كلمة: (anatidaephobia)، إنها الخوف الطبيعي من شيء - لن تستطيع أبدًا تخمينه حتى لو جلسنا هنا لمدة مليوني سنة - إنها الخوف غير العقلاني من أن تُحدق في بطة.
لدي خوف غير عقلاني من الملل. لهذا السبب لدي الآن هذا الوشم الذي يقول: "انتهز الفرصة" هذا ما يجب أن نعيش على أساسه!
- ما الذي جعلكِ عازمةً على انتهاز يومك؟
حسنًا، فهمت ما الذي يعنيه الحُب منذ وقتٍ طويل عندما تزوجت زوجي. كان ذلك مثاليًا، ولكن بعد ذلك عانى من السرطان سنة 2001. لم أتوقع أبدًا، ولا لدقيقةٍ، أنه سيكون هناك أي شخص آخر في حياتي على الإطلاق بعد وفاته.. لقد كان لدي العديد والعديد من الأصدقاء الحميمين، لكن كان من غير المتوقع الحُصول على شخصٍ جديد يرعاني كشريكي الجديد ديفيد. شخص تكون قادرًا على مشاركة الأشياء معه.. أشعر أنني محظوظةٌ جدًا في الواقع. والضحك مع شخص مهم جدًا! الضحك هو أهم شيء.
- على ماذا تضحكان؟
كل شيء! نحن نضحك على كل شيء.
جودي دينش: "لا أعتقد أن علينا أن نعرف كل شيء"
- حتى محنتك؟
آه أجل. أضحك عن حقيقة أنني لا أستطيع أن أرى. في ذلك اليوم، قبل أسبوعين، خرجنا للاحتفال بعيد ميلاد حفيد ديفيد، الذي يبلغ من العمر14 سنة. كُنّا جميعًا نجتمع في مطعم وذهبت للمطعم مع عائلتي، وسِرتُ نحو مقعد شخصين وقُلت: "عيد ميلاد سعيد" حتى قال لي أحدهم: "جدتي، يجلس زوجين هناك! لقد كُنّا نصرخ من شدة الضحك".
- في هذه الحالات، فإنه في بعض الأحيان هذا كل ما يمكنك القيام به.
آه أجل. يجب عليك هذا! الجميع في عائلتي، كلنا وُلِّدنا بهذا الشكل! كان لدينا جميعًا حِسٌ عالً من الفُكاهة، يمكنني العُثُور على شيءٍ مُضحِك في كل شيءٍ تقريبًا، أضحك كثيرًا حول السياسة - ولكن ليس كثيرًا في الوقت الراهن.
- هل ساعدك التمثيل أيضًا في العثور على الفكاهة في الحياة؟
حسناً، أعتقد مع كل ما تفعله، يمكنك أن تأخذ شيئاً منه. يمكنك أن تفهم أكثر. تتعلم شيئًا. لديك علاقة مع شخص آخر في مجموعة أو المدير والأمر ليس أخذٌ فقط ولكن هناك الكثير من العطاء وتبادُل وجهات النظر، تجعل أفكارك تتغير وتُفكِّر، "لم أُفكِر في ذلك من قبل". هذا النوع من التحفيز صحيٌ و مثير. لا أعتقد أننا يجب أن نعرف كل شيء.
اقرأ/ي أيضًا: