08-يوليو-2024
جانب من الدمار الذي خلفه الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح

(CNN) جانب من الدمار الذي خلفه الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح

تحوّلت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة إلى "مدينة أشباح مغطاة بالغبار"، وفقًا لتقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس، مشيرةً إلى أن المدينة التي كانت يسكنها نحو مليوني نسمة لم يبقَ فيها سوى عدد قليل من المدنيين.

بينما قال تقرير لوكالة فرانس برس إن 57 في المائة من الأراضي الزراعية في قطاع غزة قد تعرضت للضرر منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ويوم الأربعاء الماضي، سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي بدخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى رفح للمرة الأول منذ اجتياحها في السادس من أيار/ مايو الماضي، وذلك بعد أن منع وسائل الإعلام من الدخول إلى قطاع غزة منذ بداية العدوان، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 50 ألف شخص ما زالوا يعيشون في رفح، التي كان عدد سكانها قبل العدوان الإسرائيلي يبلغ نحو 275 ألف نسمة.

أكثر من مليون نازح

ووصفت أسوشيتد برس مشاهد الدمار التي خلفها الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح التي تبلغ مساحتها حوالي 65 كم مربعًا على الحدود مع مصر، وأوضحت في تقريرها أن المباني السكنية أصبحت "مهجورة ومليئة بالرصاص، وتحطمت الجدران والنوافذ"، وأضافت أنه "لا يزال بإمكانك رؤية غرف النوم والمطابخ المدمرة من الطرق المليئة بأكوام الركام الشاهقة فوق مركبات الجيش الإسرائيلي".

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 50 ألف شخص ما زالوا يعيشون في رفح، التي كان عدد سكانها قبل العدوان الإسرائيلي يبلغ نحو 275 ألف نسمة

من جهتها قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن أكثر من مليون شخص قد نزحوا من رفح تجنبًا لاجتياح جيش الاحتلال للمدينة الذي بدأ قبل نحو شهرين، وتابعت أنهم "يعيشون الآن في مدن من الخيام تمتد لأميال، ويواجهون مستقبلًا غير مؤكد ويندبون فقدان أحبائهم".

وانتقل معظم سكان رفح إلى ما وصفه جيش الاحتلال بـ"منطقة إنسانية" قريبة منذ بداية الاجتياح للمدينة، حيثُ يتجمع العديد منهم في مخيمات بائسة على طول الشاطئ، ولا يحصلون إلا على قدر ضئيل من المياه النظيفة والطعام والحمامات والرعاية الطبية.

وتعثرت الجهود الرامية إلى إدخال المساعدات إلى جنوب غزة بعدما أدى الاجتياح الإسرائيلي إلى إغلاق أحد المعبرين الرئيسيين في جنوب غزة، فيما تقول الأمم المتحدة إن القليل من المساعدات يمكن أن تدخل من المعبر الرئيسي الآخر "كرم أبو سالم" لأن الطريق خطير للغاية.

وأظهرت مقاطع الفيديو، يوم الأربعاء الماضي، وجود صف من الشاحنات على جانب غزة من معبر "كرم أبو سالم"، لكن هذه الشاحنات كانت بالكاد تتحرك، وهو ما يؤكد فشل تعهد الاحتلال الإسرائيلي بالحفاظ على الطريق آمنًا من أجل تسهيل إيصال المساعدات داخل غزة.

ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن بعض الشاحنات التجارية شقت طريقها إلى رفح، ولكن ليس بدون حراس مسلحين مستأجرين يركبون فوق قوافل المساعدات لحمايتها من "الجماعات المسلحة" وفقًا لتعبير أسوشيتد برس.

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، حنان بلخي، إن: "المستشفيات تعاني من نقص الوقود مرة أخرى، مما يعرض الخدمات الأساسية للخطر"، وأضافت بأنه "يموت الجرحى لأن خدمات الإسعاف تواجه تأخيرات بسبب نقص الوقود".

تسوية المنازل بالأرض

وقال مروان شعث (57 عامًا) لصحيفة نيويورك تايمز إن الاجتياح الإسرائيلي لرفح أجبره مع أسرته على ترك منزلهم المكون من ثلاثة طوابق، وأضاف "كان من المفترض أن يكون منزل العائلة لأجيال قادمة... لقد تضرر المنزل بشدة... لقد سقط نصفه بالفعل... لا جدران ولا نوافذ وأجزاء كبيرة منه احترقت".

وعبر المزارع إبراهيم ضهير في حديثه لوكالة فرانس برس عن أسفه لتدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 20 دونما يستأجرها في منطقة "الشاكوش" في شمال غرب مدينة رفح، وقال: "عندما دخلت الجرافات والدبابات الإسرائيلية إلى المنطقة، باشرت تجريف الأراضي المزروعة بمختلف الأشجار، من فاكهة وحمضيات وجوافة وفقوس وملوخية وباذنجان وكوسا وقرع وعباد شمس".

وذكر موقع سي إن إن أن الاجتياح الإسرائيلي لرفح أدى إلى تسوية المنازل بالأرض، وأضاف الموقع أن سحبًا كثيفة من التراب والرمال قد انتشرت في المدينة، مؤكدًا على أن "هذا الجزء من رفح الذي أصبح الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني بات من غير الممكن تمييزه".

ويقول الموقع إن أجزاء أخرى من رفح ليست مدمرة بنفس القدر، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال منع وسائل الإعلام الأجنبية من الدخول إلى قطاع غزة بشكل مستقل، وأن الوصول الوحيد إلى داخل القطاع كان عبر جيش الاحتلال، وأن هذا الجزء المدمر من رفح هو المكان الذي تم إحضار وسائل الإعلام إليه.

يجدر الذكر أن المتحدث باسم الجيش الاحتلال، دانييل هاغاري، كان قد اتهم حماس بالتسبب بالدمار الذي خلفه الاجتياح الإسرائيلي لرفح، وزعم قائلًا: "عندما ترى الدمار، فذلك إما لأن المنازل كانت مفخخة، أو عندما هدمنا نفقا انهارت المنازل، أو لأن حماس أطلقت النار من تلك المنازل وعرضت قواتنا للخطر، ولم يكن لدينا أي وسيلة أخرى سوى التأكد من أن قواتنا كانت آمنة".