20-أغسطس-2024
بايدن وهاريس خلال المؤتمر

بايدن وهاريس خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي (رويترز)

رغم الاحتفاء الديمقراطي الكبير بالمسيرة السياسية للرئيس الأميركي جو بايدن، والظهور المفاجئ لنائبته والمرشحة المرتقبة كامالا هاريس، في اليوم الأول للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، والذي كان مقررًا أن يحيطه "الفرح" نسبة لمسؤولي حملة هاريس الانتخابية، إلا أن العدوان الإسرائيلي على غزة عكّر المشهد الكرنفالي الذي كان يطمح إليه الديمقراطيين.

أكثر ما كان لافتًا في كلمة بايدن التي هاجم فيها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بوصفه "فاشل ومجرم مدان"، أنه تجاهل الحديث عن الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال في مختلف أنحاء القطاع والضفة الغربية والقدس المحتلة، معيدًا التأكيد على مواصلته العمل على "وقف الحرب في غزة، واستعادة الرهائن"، متجاهلًا الدعم الأميركي غير المحدود لـ"إسرائيل" في عدوانها على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

"أميركا.. أعطيتك أفضل ما لدي"

وكما كان متوقعًا، وبعد أن قال في خطابه أمام الديمقراطيين: "أميركا، أميركا، أعطيتك أفضل ما لدي"، مستشهدًا بأغنية وطنية، دعا بايدن الناخبين إلى دعم المرشحة الديمقراطية هاريس التي تواجه ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

تجاهل بايدن الحديث عن الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال في مختلف أنحاء القطاع والضفة الغربية والقدس المحتلة

وتابع مشيرًا إلى كواليس إعلان انسحابه من سباق انتخابات الرئاسة الأميركية بالقول: "أعشق عملي، لكني أعشق بلادي أكثر، بعد كل الكلام حول أنني أشعر بالغضب من أولئك الأشخاص الذين قالوا إن علي أن انسحب، غير صحيح"، مضيفًا: "ارتكبت الكثير من الأخطاء خلال مسيرتي، لكني أعطيت أفضل ما لدي".

ووجه بايدن كلمة إلى المتظاهرين خارج المؤتمر الوطني الديمقراطي احتجاجًا على حرب غزة، قائلًا إن "لديهم وجهة نظر محقة"، وأضاف أن الوقت حان "لإنهاء هذه الحرب"، مشددًا على أنه يواصل العمل من أجل "وقف الحرب في غزة واستعادة الرهائن".

وتابع مضيفًا: "المدنيون الفلسطينيون يعانون، ونحن في الطريق لوقف إطلاق النار، وإلى هؤلاء المتظاهرين في الشارع، نحن نفهمكم، لقد قتل الكثير من الأبرياء من الجانبين"، دون أن يشير إلى الدعم العسكري غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" في هذه الحرب.

وأظهرت مقاطع فيديو مقاطعة مندوبين ديمقراطيين مؤيدين للفلسطينيين بايدن خلال كلمته، ورفعوا لافتة كتب عليها "أوقفوا تمويل إسرائيل"، في إشارة للدعم العسكري الأميركي لـ"إسرائيل"، قبل أن يقوم مندوبون آخرون بإجبارهم على إخفاء اللوحة.

وانضمت هاريس إلى بايدن على المسرح بعد انتهاء الخطاب وتعانقا، فيما خص الحضور بايدن باستقبال حار مصفقًا وقوفًا له بعد أقل من شهر على قراره المباغت بالانسحاب من السباق الرئاسي.

وأطلت هاريس بشكل غير متوقع، وتولت الكلام مشيدة بالرئيس، فيما لا يتولى مرشحو الحزب الديموقراطي الكلام إلا في اليوم الأخير، وقالت هاريس: “أود أن أطلق أعمالنا من  خلال الاحتفاء برئيسنا الرائع جو بايدن”، وتابعت “نحن ممتنون له إلى الأبد”.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن بدا أن بايدن وهاريس وكأنهما يمسحان دمعة، فيما خص الحاضرون الرئيس الأميركي بتصفيق حار وقوفًا على مدى أربع دقائق عندما أعتلى المسرح بعدما قدمته زوجته، جيل بايدن، وابنته آشلي.

من جانبها، دعت وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، الناخبين إلى دعم هاريس، وأضافت أن الولايات المتحدة "تشهد شيئًا ما، نشعر بذلك. هو أمر عملنا من أجل تحقيقه وحلمنا به منذ فترة طويلة، مشيرةً إلى أنه "خلال الأيام الـ78 المقبلة علينا أن نعمل بجهد أكبر من أي وقت مضى".

"كامالا القاتلة"

وقبل افتتاح المؤتمر بساعات قليلة، اقتحم عدد من المحتجين على الحرب في غزة السياج الأمني المقام لحماية مركز المؤتمرات من دون تشكيل أي تهديد، ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن مجموعة صغيرة تتألف من نحو مئة متظاهر انفصلت عن المسيرة التي ضمت آلاف الأشخاص، واقتحمت حواجز حديد أقيمت لحماية مركز "يونايتد سنتر" حيث يقام المؤتمر.

ومنعت الشرطة التي اعتمر عناصرها خوذات زرقاء، وتسلحوا بدروع وهراوات سوداء، المحتجين من اقتحام الطوق الداخلي، وحمل بعض العناصر متظاهرًا يرتدي الأسود من ذراعيه ورجليه، على ما أفاد مراسل الوكالة الفرنسية.

وقالت شرطة شيكاغو في بيان إن المحتجين: "اخترقوا جزءًا من الحاجز عند النطاق الخارجي للمؤتمر الوطني الديمقراطي". وأضافت: "تدخل عناصر إنفاذ القانون فورًاً وقاموا باحتواء الوضع. ولم يتم اختراق الطوق الداخلي بتاتًا، ولم يشكلوا أي تهديد".

ودخلت الشرطة بعد ذلك إلى حديقة عامة قرب مركز المؤتمر لإخلاء المتظاهرين منها، وردد المتظاهرون شعارات منها: "فلسطين حرة"، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن شهود مشاهدتهم أربعة أشخاص محتجزين ومكبلين بالأصفاد، وأكدت شرطة شيكاغو في مؤتمر صحفي أنه تم اعتقال أشخاص، لكنها لم تحدد عددهم.

وقالت الوكالة إن الهتافات كانت مرتفعة من المحتجين قبل اختراق السياج، حيث وصل المتظاهرون إلى حديقة حي في الجانب الغربي من شيكاغو، بينما كانوا يهتفون بـ"كامالا القاتلة".