كائن
صفير باخرة الآن على رصيف البورغ
كبيرة جدًا
كأنها كائن خرافي
تستعد للرحيل
لا أعرف وجهتها
ومع ذلك
لو تأخذ معها قلبي
حتى وإن كان للمجهول.
غبش
الغربة زبد البحر بما يمثله من رغبات
كرسي شاغر في حافلة ما
البصمات المخفية على مقابض الأبواب
بياض اللوحة الأساس
خشب الطاولات الآن في مقاهي حلب
كلمة سوريا على محرك البحث
قد تكون الغربة خضراء لكثرة الغابات هنا
قد تكون كهذه الأشجار الشاهقة
قد تكون نحن أينما ذهبنا
قد تكون طفل سوري
يكتب اسم مدينته على غبش النافذة
إصبعه الغض
يبدو كوجه دقيق من خلف الزجاج
الغربة بئر أرواحنا
نهايات السمفونيات
نهاية القصيدة
هذه
القصيدة.
باب
في المقهى
أغنية دانماركية قديمة
تكاد تُسمع
تأتي كأنها مطر خفيف في غابة استوائية
التشيلو يرافقها بمزيد من الشغف
هكذا كمن يلاحق عشقه الأبدي
مثل كلمات تسقط من ديوان
وقع فجأة من درج المكتبة
الأرض كلها استعارات
صور ملونة لشريط سينمائي
شاشة العرض روحي
خيول غير مدجنة تعبر مسرعة شاطئًا مهجورًا
حلب تظهر كل ثانية
مثل تيمة أونقش على كتفكِ
وهو تحت الماء
هذا حال المدن المنسية هناك
هذا حال قلبي
البورغ باهتة رغم جمالها
باهتة مثل صور قديمة في ألبوم العائلة
الصور بالأسود والأبيض
أخرج من المقهى
الأغنية لم تنتهِ بعد
الباب الشفاف يغلق خلفي
يودعني أوتوماتيكًا
مثل موت معد مسبقًا
مثل موت صامت.
اقرأ/ي أيضًا: