18-نوفمبر-2024
يتزايد الطلب على شات كولا مع توسيع حملة المقاطعة للمنتوجات الداعمة للاحتلال (AFP)

يتزايد الطلب على شات كولا مع توسيع حملة المقاطعة للمنتوجات الداعمة للاحتلال (AFP)

على تلةٍ في بلدة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، يعمل مصنعٌ لصناعة المشروبات الغازية على تلبية الطلب المتزايد، بعد أن تحول الفلسطينيون لشراء منتجاتهم المحلية ومقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

مشروب "شات كولا"، الذي تشبه عبواته في تصميمها علب "كوكا كولا" الحمراء والبيضاء، يمثل البديل المحلي لمنتجات الشركات التي يقاطعها سكان الضفة الغربية بصفتها داعمة لإسرائيل.

 زاد الطلب على شات كولا منذ بداية الحرب بسبب المقاطعة

يقول مالك المصنع، فهد عرار، لوكالة "فرانس برس": "لقد زاد الطلب على شات كولا منذ بداية الحرب بسبب المقاطعة". أما جوليان، وهو صاحب مطعم في رام الله، فيوضح أنه يخزن علب "شات كولا" في الثلاجة التي تحمل علامة "كوكا كولا"، دعمًا لحملة المقاطعة منذ انطلاق العدوان.

بدوره، يشير محمود سدر، مدير أحد المتاجر الكبرى في رام الله، إلى أن المتجر يشهد زيادة في مبيعات المنتجات المحلية. ويوضح: "لاحظنا ارتفاعًا في مبيعات السلع العربية والفلسطينية التي لا تدعم إسرائيل، وهذا ما يظهر بوضوح في نظامنا".

لم ترد شركة "كوكا كولا" على طلب التعليق من "فرانس برس"، لكنها أكدت أن "الشركة لا تنحاز لأي ديانة ولا تؤيد أي قضايا سياسية أو حكومات أو دول".

من جهته، كشف مسؤول في شركة المشروبات الوطنية، وهي الشركة الفلسطينية التي تعبئ "كوكا كولا" في الأراضي الفلسطينية، لوكالة "فرانس برس" أن الشركة لم تسجل عودة كميات كبيرة من منتجاتها إلى المتاجر المحلية. لكنه أكد، بشرط عدم ذكر اسمه، أن هناك تراجعًا كبيرًا في مبيعات المنتج في المحال التي تحمل أسماء أجنبية، مع نسبة انخفاض تصل إلى 80%.

وسبق أن تعرضت شركة "كوكا كولا" لانتقادات بسبب امتلاكها مصنعًا في القدس الشرقية المحتلة، وذلك قبل انطلاق حملة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل" (BDS). تدعو الحملة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل.

يقول عمر البرغوثي، مؤسس حملة المقاطعة، لوكالة "فرانس برس": "الحملة تدعم تمامًا المقاطعة الشعبية لكوكا كولا".

ويؤكد فهد عرار أن "حركة المقاطعة الوطنية أثرت بشكل كبير وأصبحت قيمة مجتمعية". ويضيف: "نرى ذلك مع زبائن السوبر ماركت الذين يشرحون لأطفالهم أهمية مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال".

ويكشف إبراهيم القاضي، رئيس قسم حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد الفلسطينية، لوكالة "فرانس برس"، أن 300 طن من المنتجات الإسرائيلية تم إتلافها خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد انتهاء صلاحيتها بسبب عزوف المشترين عنها.

أما رئيس معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية، رجا الخالدي، فيشير إلى أن "الإقبال على المقاطعة يزداد عندما ينجح المنتجون الفلسطينيون في تقديم بدائل بجودة عالية وأسعار مناسبة". وأضاف: "الرغبة في شراء المنتجات المحلية ازدادت منذ بدء الحرب في غزة، لكن ضعف القدرة الإنتاجية يعيق تلبية هذا الطلب".

ومع الحرب جاءت الفرص. يقول الخالدي: "لم نشهد من قبل دعمًا سياسيًا لشراء المنتجات المحلية كما يحدث الآن، وهذه فترة جيدة لتأسيس مشاريع جديدة".

وقد حققت حملة المقاطعة نجاحًا ملحوظًا في الدول العربية المجاورة. ففي الأردن، أعلنت مجموعة "ماجد الفطيم"، المشغلة لمتاجر "كارفور" الفرنسية، إغلاق جميع فروعها بعد دعوات المقاطعة.

الإقبال على المقاطعة يزداد عندما ينجح المنتجون الفلسطينيون في تقديم بدائل بجودة عالية وأسعار مناسبة

يفخر فهد عرار، مالك شركة "شات كولا"، التي تأسست عام 2019 في سلفيت، بتقديم منتج فلسطيني عالي الجودة. ويرتدي العاملون في المصنع سترات كتب عليها شعار "الطعم الفلسطيني" مرفقًا بالعلم الفلسطيني. ويخطط عرار لافتتاح مصنع جديد في الأردن لتلبية الطلب الخارجي، وتجنب تعقيدات العمل في الضفة الغربية المحتلة.

وعلى الرغم من أن المصنع ينتج آلاف العبوات يوميًا، إلا أن أحد خطوط الإنتاج لا يزال متوقفًا منذ أكثر من شهر. ويقول عرار إن السلطات الإسرائيلية احتجزت شحنة كبيرة من المواد الخام على الحدود الأردنية، مما أثر على الإنتاج، موضحًا أنه لا يستطيع تلبية سوى 10 إلى 15% من الطلب على منتجه.