يقف العالم في هذه الأيام على قدم وساق مترقبًا ما ستؤول إليه الأزمة السياسية في النيجر، والتي أشعل شرارتها الأولى تحرك الجيش لاحتجاز الرئيس المنتخب ديموقراطيًا محمد بازوم، وعزله من منصبه، عبر انقلاب انطلق يوم الأربعاء 2 آب/ أغسطس الجاري، لعزل بازوم الذي يُعدّ أحد أبرز حلفاء فرنسا في الساحل الأفريقي، والذي مكنها من أن تكون بلاده ملاذًا للقوات الفرنسية، بعد طردها من مالي وبوركينا فاسو حيث كانت تقود عمليات عسكرية ضد الجماعات الجهادية لما يقارب العقد.
أمّا أهمية النجير لفرنسا، فهي تتجاوز ذلك، ورغم امتلاكها قواعد عسكرية، أبرزها القاعدة الجوية في العاصمة نيامي، إلّا أنّ البلد الأفريقي يمثل لنظيره الأوروبي مصدر الطاقة الأساسي، سواء على شكل واردات نفطية، أو اليورانيوم الذي ترتهن إليه 70% من المحطات النووية الفرنسية. وهو ما جعل فرنسا ترفض بشكل قطعي الانقلاب، الذي قد يعني إنهاء نفوذها في النيجر والمنطقة ككل، وذلك بعد القطيعة التي عرفتها علاقاتها بكل من مالي وبوركينا فاسو.
فرنسا لن تستطيع التدخل عسكريًا بشكل مباشر في النيجر؛ بطبيعة الحال لديها قواعد هناك، ولكن من ناحية تعداد تلك القوات وتكوينها، لن تستطيع الانتصار في مواجهة مباشرة مع جيش النيجر واقتحام القصر الرئاسي وإعادة بازوم إلى السلطة
وفي ظل هذا الواقع، تسعى فرنسا لتدارك هذه الإخفاقات المتتالية، والتعهد بألّا تمر ضربة النيجر كسابقاتها، في مالي وبوركينا فاسو وغينيا، أي القبول بالأمر الواقع والانسحاب سلميًا. وهو ما يرجح فرضية التدخل العسكري، لقلب الأمور مجددًا لصالحها.
وفي هذا السياق، يبرز دور لاعب آخر، له ارتباط وثيق بباريس، ألا وهو المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا "إيكواس"، والذي أصبح يعد صراحة لضربة عسكرية في النيجر، بعد أن فشلت كل ضغوطاته الاقتصادية والسياسية لثني قادة الانقلاب عن الاستمرار في التمسك بالسلطة.
كل هذه الأحداث المتسارعة التي عرفتها الأيام الأخيرة للنيجر، تدفع المراقبين إلى طرح أسئلة عدة بشأن مآلات الوضع في البلد الأفريقي، وأي تبعات أمنية سيأتي بها التدخل العسكري هناك بالنسبة لدول الجوار، بالإضافة إلى التنافس الدولي الشرس الذي تعرفه المنطقة خلال السنوات الأخيرة. كل هذه التساؤلات وأكثر، يعلق ويجيب عليها الأستاذ الجامعي التشادي والباحث في الشأن الأفريقي إسماعيل محمد طاهر، الذي يحضر ضيفًا على "ألترا صوت" في حوار حصري.
- أستاذ إسماعيل، خلال البيان الأول للانقلاب في النيجر، تم التعهد بعدم تأثيره على حالة الاتفاقات الدولية للبلاد، اليوم نرى إلغاء للاتفاق العسكري مع فرنسا. هل من الممكن توضيح ماذا تغير؟ وما الذي دفع قادة الانقلاب لاتخاذ هذه الخطوة؟
عندما قاد العسكر الانقلاب في النيجر، وخاصةً في البداية، لم يتوقعوا ردود الفعل القوية، التي واجهتهم بها فرنسا ومجموعة الإيكواس؛ في البداية سعوا إلى طمأنة فرنسا بأنهم لن يمسوا مصالحها ولن يتدخلوا ضد وجودها العسكري وقواعدها العسكرية في البلاد. ولكن، ردّة الفعل القوية التي استقبلت بها فرنسا هذا الانقلاب، جعلت قادة الانقلاب أيضًا يغيرون سلوكهم تجاه فرنسا، ويصعدون لهجتهم معها.
في البداية، توقع قادة الانقلاب رد فعل فرنسا الرافض له، لكنهم حاولوا استباق موقفها، بإظهار بادرة حسن نية تجاهها، لكن الموقف القوي والمفاجئ، جاء بأن فرنسا كانت أول من طالب بعودة بازوم إلى السلطة، وبتراجع العسكر عن انقلابهم، مع التوعد بعقوبات قوية وقاسية على النيجر. ويعني قرار العسكر، التأكيد على موقفهم، وعدم التراجع عنه بإعادة بازوم إلى السلطة، وأنهم لن يتركوا الانقلاب الذي قاموا به من أجل أن ترضى عنهم فرنسا.
- بالمقابل، ما السيناريوهات المطروحة أمام فرنسا كي تتدارك وقوع حالة مشابهة، للتي حصلت لها في مالي وبوركينا فاسو؟
في رأيي، فرنسا لن تستطيع التدخل عسكريًا بشكل مباشر في النيجر؛ بطبيعة الحال لديها قواعد هناك، ولكن من ناحية تعداد تلك القوات وتكوينها، لن تستطيع الانتصار في مواجهة مباشرة مع جيش النيجر واقتحام القصر الرئاسي وإعادة بازوم إلى السلطة. وبالتالي تعزف حاليًا على وتر دفع الإيكواس ورؤساء الدول الحليفة لها في المنطقة، مثل الرئيس الإيفواري الحسن وتارا والرئيس السينغالي ماكي سال، من أجل أن ينفذوا أجندتها والتدخل عسكريًا في النيجر.
لكن السؤال الذي يبقى مطروحًا هو: هل ستقبل هذه الدول بإملاءات فرنسا بالتدخل العسكري؟ في دولة مثل تشاد، صرح وزير الدفاع، على هامش حفل عسكري أمس، بأن بلاده لن تتدخل عسكريًا في النيجر وتدعوا مقابل ذلك إلى الحوار (بين بازوم وقادة الانقلاب)، معتبرًا أن ما يحصل هناك شأن داخلي نيجري (ترفض تشاد إقحام نفسها فيه). أيضًا هناك مالي، التي قالت إنها لن تتدخل، بوركينا فاسو قالت نفس الشيء، وغينيا -بالرغم من كونها بعيدة بعض الشيء ولا تتشارك في حدود مع النيجر- رفضت هي الأخرى المشاركة في أي عمل عسكري هناك، ضف إلى ذلك موقف الجزائر المحايد للغاية والتي ربما ستظل لآخر لحظة مساندة للمجلس العسكري.
من ناحية أخرى، يجب أن نضع في الاعتبار كذلك وجود الروس في المنطقة (من خلال مجموعة فاغنر)، وهو ما يصعب أيضًا من مسألة التدخل العسكري هناك.
لحد الآن، من يدعمون قرار التدخل هم نيجيريا والسنغال، وهو ما هو ما أشار إليه مؤخرًا وزير الخارجية السينغالي حين أثار نقطة التدخل. ففرنسا ستدفع بجيوش هذه الدول إلى النيجر، كما ستضغط من جانبها بورقة المساعدات الإنسانية. باريس وحلفاؤها يتعاملون مع الأمر بمنطق أن "الكبش لن يشعر بالسكين بعد أن يتم ذبحه"، فيما الشارع النيجري الآن هو من يعطي القوة للمجلس العسكري الذي انقلب على محمد بازوم ويعطيه الشرعية، وبالتالي الوضع الداخلي يغير المعادلة.
- بالحديث عن "إيكواس" التي دخلت على خط الضغط على الحكومة الانقلابية في النيجر، ورجوعًا إلى الأسابيع الماضية أيضًا حين أعلنت المجموعة عن تشيكل قوة مشتركة لمكافحة الانقلابات. من وجهة نظركم هل "إيكواس" قادرة على حشد قوة عسكرية لهذا الغرض؟
طبعاً "إيكواس" ليست كلها على قلب رجل واحد بخصوص ما يجري في النيجر؛ فالدول التي أعلنت أمس رفضها للتدخل العسكري هي كلها دول من المجموعة الاقتصادية، وهناك دول كثيرة أخرى التزمت الصمت.
الذين يتحدثون الآن عن إمكانية تدخل، هم السنغال ونيجيريا وساحل العاج وبنين، أما البقية لا تدعم الضغط على النيجر، وأغلبهم لا يريدون الإفصاح عن موقف نهائي بخصوص هذه الأزمة. وبالتالي، إذا كان هناك حشد عسكري للتدخل في النيجر سيكون مشكلًا من هذه الأربع دول فقط. وحتى بعض هذه الدول (المتحمسة للتدخل العسكري) -حسب ظني- لن تستطيع توفير مجهود عسكري لأي عملية في النيجر سوى من ناحية الدعم اللوجستي، ومن الصعب أن تدخل بأسلحتها وعرباتها المدرعة هناك. وبطبيعة الحال، لا نستطيع أن نتكهن بما ستؤول إليه الأمور، ولكن المسألة ليست بالسهلة.
وهناك أيضًا حديث عن أن الولايات المتحدة وفرنسا ستدعم "الإيكواس" في هذا التوجه، لكن مع ذلك سيظل الموقف صعبًا جدًا. ضف إلى ذلك أنه لو انفلتت الأمور في النيجر، والنيجر دولة ساحلية صحراوية، أي في منطقة يوجد فيها "بوكو حرام" وهناك تنظيم "داعش" وحركات متمردة تابعة لبعض الدول الأفريقية، فهناك خطر أن تخرج الأوضاع عن السيطرة (في حال ما حدث صدام عسكري بين قوات الإيكواس والجيش النيجري)، وبالتالي مسألة التدخل العسكري تحتاج الكثير من التريث.
- في هذا الصدد، ما هي المخاطر الأمنية التي يطرحها التدخل العسكري في النيجر بالنسبة لدول الجوار كالجزائر وتشاد ونيجيريا؟
كما سبق وأشرت في الإجابة السابقة، التدخل الخارجي في النيجر سيأتي بانفلات أمني: النيجر بلد كبير وشاسع، ويمتد في منطقة صحراوية خالية وفيها تضاريس جبلية وعرة، وكانت وكرًا من أوكار الجماعات الإرهابية وسيكون لهذا بطبيعة الحال تأثير على الوضع الأمني في تشاد ونيجيريا والجزائر. بالإضافة إلى مخاطر ظهور عصابات خارجة على القانون في المنطقة. أضف إلى ذلك وجود حركات متمردة، خاصة الموجودة في ليبيا، التي ستتحرك وتتمركز في النيجر تزامنًا مع ضغوط الحكومة الليبية لطرد هذه الحركات -والتي منها الحركات المتمردة في تشاد على سبيل المثال- خارج أراضي البلاد.
هذا كله سيترتب عن التدخل العسكري في النيجر، والانفلات الأمني سيكون تهديد كبير للدول المجاورة للنيجر، ولذلك من مصلح الجميع أن يتم الانتهاء من الأزمة الجارية عبر سبل الحوار السياسي السلمي.
- من ناحية أخرى، هل يمكننا الحديث عن نهاية النفوذ الفرنسي في الساحل؟ وما هي الدول المرجحة للحصول على مكان فرنسا اقتصاديًا وعسكريًا هناك؟
البدائل الاستراتيجية بالنسبة لفرنسا أصبحت قليلة جدًا، وليس من المعروف لحد الآن إلى ماذا ستغير استراتيجيتها الحالية، لكن ما يمكن قوله هو: أنها بدأت تفقد الكثير في المنطقة.
من ناحية "مَن سيخلف فرنسا اقتصادياً وعسكرياً؟" فمن البديهي وجود قواعد عسكرية كثيرة لقوى دولية مختلفة في القارة الـفريقية: هناك الأمريكيون، هناك الروس، هناك الألمان… يعني الكثير من الوجود العسكري التابع لدول أخرى. واقتصاديًا هناك فواعل كثر في القارة: الصينيون، الأتراك، البرازيليون، اليابانيون، بالإضافة إلى الأوروبيين… وبالتالي أفريقيا ملعب اقتصادي مفتوح، يدخل فيه الجميع. لكن، ما يرفضه الأفارقة هو أن يكون هناك قوة عسكرية تفرض عليهم هيمنة تنقص من سيادتهم. وبالتالي، اقتصاديًا يمكن أن يكون هناك منافسة دولية كبيرة، لكن عسكريًا لا يريدون قواعد عسكرية ومجموعات مسلحة جديدة تفرض عليهم قرارهم.
الأمور الآن في طريقها للتبلور، لكن من البديهي أن يكون هناك قواعد عسكرية أخرى غير القواعد الفرنسية. فمثلًا الروس الآن يسعون لطرد فرنسا من المنطقة، وحتى الولايات المتحدة تريد أن يصبح لديها قواعد؛ فالسياسة الغربية مبنية على المصلحة، ولا يهمهم إن كانت هذه البلاد تدخل تحت النفوذ الفرنسي أو أخرى تحت النفوذ البريطاني، فهم ينقضون على هذه البلدان (بما يخدم مصالحهم). وما حدث في شرق أفريقيا، أي الصومال وجيبوتي وإريتريا (من تنافس دولي شرس)، خير دليل على أن هؤلاء لا يرحمون بعضهم (حينما يتعلق الأمر بمصالحهم).
- هناك ظاهرة أخرى، مثيرة للاهتمام، وهي بروز حركات سياسية معادية لفرنسا وموالية لروسيا. في رأيكم ما أسباب هذه الموالاة الكبيرة، ولماذا أصبحت معاداة فرنسا مقرونة برفع العلم الروسي؟
على رأس الأسباب الأساسية لنشوء التيارات التي بدأت الآن ترفض الوجود الفرنسي (في الساحل)، هو أن الأفارقة أصبحوا يرفضون استمرار فرنسا في استغلال ثرواتهم؛ الفرنسيون ينهبون خيرات القارة ليس من مبدأ الاستثمار، أو من مبدأ الندية، أو تبادل المنافع… وإذا تم رفض أسلوبهم هذا، يحركون الانقلابات ويسلحون المتمردين ويؤججون الأوضاع الأمنية في القارة. والأفارقة هم نفسهم في حاجة ماسة، ويرون ثرواتهم تذهب إلى الآخرين، فبالتالي الناس هنا تعلمت، والواقع تغير بوصول وسائل التواصل الاجتماعي، والعقلية القديمة (المتسامحة مع فرنسا) أصبحت الآن غير موجودة.
لم يعد للإنسان الأفريقي، في بعض الدول، ما يفقده؛ ليس لديه تعليم مجاني ولا صحة مجانية، ولا طرق ولا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب، ولا حتى أمن… بالتالي ما هو الشيء الذي بقي لهؤلاء؟ أن يخافوا من العقوبات والحظر الفرنسي؟ هذا لم يعد يؤثر في الأفارقة كثيرًا، لأنه في المقام الأول ليس لديهم ما يخسروه، الحكومات هي المستفيدة (من المساعدات الفرنسية). لهذا الشعوب الأفريقية لم تعد ترضى بهذا الوضع، وفي الأيام القادمة سنسمع عن تطورات جديدة ربما في مناطق أخرى وبلدان أخرى من القارة.
وبالتالي أن تصعد في الآونة الأخيرة تيارات أفريقية مناوئة للغرب هذا شيء بديهي؛ كل سكان العالم ينعمون بثرواتهم الوطنية سوى الأفارقة، وهو ما لم يعد الجيل الجديد من شباب القارة يسمح به. وخير دليل على ذلك ما كان يصرح به المتظاهرون في النيجر، بالقول: "نحن لسنا ضد بازوم، ولكن ضد أن تقاد بلادنا بالتآمر بين بازوم وفرنسا، وتعود معرضة للسرقة والنهب أكثر مما سرقونا طوال السنين الماضية"، لهذا من البديهي أن يتمرد الأفارقة على فرنسا وعلى من يحسب عليها في القارة.
البدائل الاستراتيجية بالنسبة لفرنسا أصبحت قليلة جدًا، وليس من المعروف لحد الآن إلى ماذا ستغير استراتيجيتها الحالية، لكن ما يمكن قوله هو: أنها بدأت تفقد الكثير في المنطقة
أمّا بالنسبة للروس، فعندما يكون الشخص معرض للغرق فهو يتشبث بأي شيء؛ روسيا تبحث عن موطئ قدم في منطقة الساحل وفي أفريقيا ككل، وبالتالي الأفارقة يستغلون هذا الموقف سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا. ليس لأنهم يهربون من استعمار لاستعمار آخر، ولكن من طرف إلى طرف آخر يمكن أن ترتب العلاقات بينهم وبينه باتفاقيات محددة وذات منفعة متبادلة. وبالتالي، هم لا يذهبون إلى روسيا حبًا في روسيا، بل لينفضوا غبار فرنسا عن أنفسهم، ويدخلون مع روسيا في شراكات جديدة بعقلية رابح-رابح، تنفعهم كدول وشعوب. والروس بدورهم يفهمون هذا الأمر جيدًا، والعالم كله يفهم هذا، وحتى في فرنسا هناك تيارات أصبحت الآن تعلنها صراحة بأن بلادهم ظلمت الأفارقة كثيرًا وعليها أن تكف عن ذلك.
- كسؤال أخير، ما مدى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الأحداث الأخيرة، وما الدور الذي يمكن أن تلعبه في منطقة الساحل ككل؟
الدور الأمريكي في المنطقة، إلى حدود الساعة، هو مركز في جهود مكافحة الإرهاب والحد من توسع الجماعات الجهادية كداعش والقاعدة وغيرها، وبالرغم من أن لها وجود عسكري بالمنطقة -الولايات المتحدة تملك قاعدتان عسكريتان في النيجر- تبتعد واشنطن بنفسها عن الخط الفرنسي. لكن، هذا لا ينفي أن لديها هي الأخرى رهانات استراتيجية خاصة وبرنامجها الخاص في المنطقة، مثلًا في ما يخص الموارد النفطية هناك والتي تراهن عليها في سياق مساعيها لتقليل الاعتماد على الواردات البترولية من الشرق الأوسط، كذلك مساعيها ليكون لها موطئ قدم وحلفاء في الساحل… وبالتالي لن تقف أمريكا وراء فرنسا في كل شيء، وسيكون هناك تفاهمات بينها وبين الحكام الجدد في القارة الأفريقية؛ صحيح أن لأمريكا تاريخ أسود في عدد من بقاع العالم، لكن ستكون هناك تفاهمات جديدة قد تغير كل شيء.