1
هذه البلادُ..
صغيرةٌ على أحلامنا
ونحنُ الجائعين..
لا يُحبّنا الله
2
أمي..
تُعلقُ ما تبقى من نشيجها الحي وجع الغفران
في "سورة التوبة"
تضعُ ريشةَ العنقاءْ
ضفيرتها اليابسة
وتخضّرُ ثانية
لتطعمنا.
3
أخوتي ينامون مبكرًا
علّ النهار يمرُّ فُتاتَ رغباتهم المريضة
ويخطُ كالنملِ مسافة الرؤيا
إلى غدٍ متأخرِ الولادة.
4
أرقبُ عن كثب
صفيرَ الريح في أغصان زيتونة حديثة النمو
وأحدثّ قلبي الطين
"كن جديرًا بالحياة"
وترفّق بنفسكْ.
5
أجلس هذه الصخرة الميتة
شمس شباط
تبصق شعاعها البارد
يتكرر المشهد الشتائي
أظافر البلانِ الجبلي
وهدير الغيم المتباعد
بين قمة الجبلِ ومنحدره
في الطريقِ إلى النهر الملوث تمسح نحلة غبار الخصوبة
عن فم زهرة برية
الكهرباءُ مطفأةٌ
المناخ العام معتدلٌ..
عليل الأملْ
أطل من مقعدٍ مجهدٍ
على ما أرى
قبابٌ صغيرة
بيوتٌ تحتل حيز الطبيعة
فتية يتراكضون
خلف كرة ترتطم بالسماء
وحده غيب الشاعر
يبشرني بالقيامة
وحدها نفسي الحرون
تعجن صمتها الحاكي
يدانِ تقتفيان أثر الضوء
وجهًا يلفظ انعكاس صورته في غدير الماء
"لستُ ولدًا ضيعًا لابتلع ملح الأرض"
وأرفع حجارة معبدي للبكائيين
وسماسرة الوجود
فماذا يفعل الرواة بالأناشيد والرايات؟
6
لو كان التاريخ صحيحًا
لصدقّتُ نبوءة موسى وعصاهُ
(لم يكن ذاك البحر بحرًا كان خفقة الإرادة الضالة في حنجرة نورسٍ يبكي "الشذوذ المبدع" في كلمة لا)
وارث صحة اللغة
وجنون نيتشه
(هم)
يتدالون الفصحى فيما بينهم
ولا يشيرون إلى المحكي في الرواية
لا أبطال خارقون
لا خزائن للأرض إلا في مخيلة لصوص الهداية
يسرقون قمحنا المر
يسيل لعابهم (رغيفنا الحافي)
(يخرج العبد من صورته)
أنتَ وإن كنت مطرًا
لا أحبكْ
فهبّني من لدنك
ما يسع القصيدة رثاءَ نفسها
ونبيذ شيطانها
ما يسع الظل
طول التمحل في أديم جسده دودًا والموت ليس بشيء
الموت
ليس
بشيء
يذكر
ما دام الخلود يسكن الضدين
(أنا وأنتْ)
أبدًا
من لسع الجوع
وتكرار الهاوية.
اقرأ/ي أيضًا: