عقب الفضيحة الجديدة التي هزت قطاع التربية في الجزائر، بخطأ الاعتراف بإسرائيل وغياب دولة فلسطين في صورة خريطة العالم في الصفحة 65 من كتاب الجغرافيا لسنة أولى متوسط، تجدد الحديث في الجزائر عن التطبيع مع دولة إسرائيل، خطأ حرك المياه الراكدة في الجزائر التي استضافت إعلان قيام دولة فلسطين في أرضها في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 1988.
فضيحة خريطة إسرائيل، ألهبت وسائل التواصل الاجتماعي حيث عبر الجزائريون عن موقفهم الساخط جراء هذا الخطأ وتضامنهم الدائم مع فلسطين
عبر الجزائريون عن سخطهم الكبير عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر الإعلام، عقب الفضيحة الجديدة وهذا الخطأ "الجسيم" حيث حاول البعض قراءة الأمر، أي "خريطة إسرائيل" بدل خريطة فلسطين، أنه لا يعدو أن يكون سوى خطأ مطبعي لا أكثر ولا أقل وبحثوا عن إيجاد أعذار للخطأ، بينما شكك الكثيرون في هذا الخطأ، وذهبوا إلى وصفه بـ"الكارثة" ومحاولة لـ"جس النبض" في الجزائر بخصوص التطبيع مع إسرائيل.
اقرأ/ي أيضًا: ما الذي سيحدث إذا انسحبت كلينتون من الانتخابات؟
المتتبعون للشأن التربوي في الجزائر اعتبروا هذه "السقطة" حلقة جديدة تضاف إلى مسلسل الإخفاقات في هذا القطاع الحساس، حيث قال المكلف بالإعلام في حركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الله بن عجيمية بأن "احتمال الخطأ المطبعي وافتراض البراءة هو نكتة لا يمكن تصديقها بأي حال من الأحوال"، متهمًا وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريط بأنها "تدعم تيارًا تغريبيًا واستئصاليًا حاول طمس هوية الشعب الجزائري".
وبخصوص التراشق بالتهم بين الوزارة والمطبعة قال المتحدث بأنه دليل قاطع على أن الأمر تم عن سبق إصرار وترصد، موضحًا أن ورود اسم إسرائيل في الخريطة ولتلاميذ المدارس يسمى "تطبيعًا" كامل الأركان سواء ورد بالخطأ أو بالعمد والذي جاء متعارضًا مع الموقف التاريخي للجزائر حكومة وشعبًا.
وواصل أحمد بن عجيمة كلامه بأن هكذا خطأ يستوجب على الوزيرة الاستقالة، مشددًا على أنه لا يمكن النظر إلى هذه الحادثة بمعزل عن الحوادث السابقة التي مست قطاع التربية آخرها تسريبات امتحانات البكالوريا في دورة مايو 2016.
"ورود اسم إسرائيل في خريطة العالم لكتاب الجغرافيا، يمكن إدراجه تحت إطار محاولات يقوم بها تيار "فرونكو-صهيوني" مرتبط بدوائر فرنسية أساسًا هدفه جس نبض الشارع الجزائري من هكذا خطأ"، يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية محمد سليم حمادي مضيفًا أن هذا التيار يعتمد على استراتيجية متعمدًا الملاحقة والتكرار للخطأ نفسه في عديد المرات لتهيئة الرأي العام الجزائري إعلاميًا.
وقال حمادي لـ"الترا صوت" إن مسألة التطبيع مع إسرائيل لن تتبناه الدولة الجزائرية كسلوك دبلوماسي، ولن يحصل لعدة أسباب موضوعية مرتبطة أساسًا بطبيعة المبادئ الجوهرية للدولة الجزائرية منذ تأسيسها إضافة لطبيعة المنظومة القيمية للشعب الجزائري المرتبطة بشكل عميق جدًا بقيم التحرر والنضال ودعم الشعوب المستعمرة في تحقيق مصيرها.
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين استنكرت هذا "الخطأ" واعتبرته تطبيعًا بيداغوجيًا وعلميًا مع الكيان الصهيوني، حيث أكد رئيس الجمعية عبد الرزاق قسوم في تصريح لـ"الترا صوت" أن الجمعية لا تعترف بالكيان الصهيوني معتبرًا ذلك خطر على أبناء الجزائر بحشو عقولهم بوجود دولة إسرائيل.
اقرأ/ي أيضًا: السودان وإسرائيل.. المصالح المشتركة للأعداء
ورغم أن الوزارة قررت سحب الكتاب من المدارس وفتحت تحقيقًا عن القضية إلا أن الفضيحة الجديدة في قطاع التربية، جددت دعوات النقابات إلى ضرورة أن تقدم الوزيرة استقالتها أويتم إقالتها، وبخاصة وأن الخطأ لا يوجد ما يبرره بحسب نقابات التربية في الجزائر.
وأكدت نقابة عمل التربية والتكوين في الجزائر بأنه لا يمكن السكوت هذه المرة، مع توالي الفضائح آخرها فضيحة تسريبات امتحانات بكالوريا آيار/مايو 2016 وإجراء دورة ثانية في نهاية حزيران/يونيو الماضي.
واعتبر عضو النقابة مسعود عمراوي في تصريح لـ"الترا صوت" أن خطأ تعويض فلسطين بإسرائيل في الخريطة ليس خطأ مطبعيًا، حيث تساءل بأن لجنة التأليف مشكلة من أعضاء تعينهم الوزيرة فلا يعقل بحسب رأيه أن يكون خطأ تقنيًا.
كما لفت المتحدث إلى أن الوزيرة سبق لها، أن رمت بعبء الفضائح التي هزت قطاعها على كاهل مسؤولين في وزارة التربية، مثل فضيحة تسريبات أسئلة البكالوريا حيث وجهت أصابع الاتهام إلى عدد من المسؤولين في الديوان الجزائري للامتحانات والمسابقات، دون أن تتزحزح بن غبريط من مكانها بالرغم من أن الفضيحة كانت قاصمة للعشرات في القطاع.
وعن بقاء الوزيرة في منصبها بالرغم من سلسلة الفضائح التي يعرفها قطاع التربية قال عمراوي بأن تعاظم الفضائح في هذا القطاع الحساس، يعري السلطة السياسية في الجزائر حيث "لا توجد سلطة أو شجاعة لاتخاذ قرار ضد الوزيرة".
فضيحة خريطة إسرائيل، ألهبت وسائل التواصل الاجتماعي حيث عبر الجزائريون عن موقفهم الساخط جراء هذا الخطأ، وأعرب الكثيرون عن تضامنهم الدائم مع فلسطين. فيما نشر رواد شبكة الفضاء الافتراضي الأزرق (الفيسبوك) صورًا لحرق الصفحة التي أدرجت فيها اسم "إسرائيل" بينما دعا الكثيرون إلى حملة وطنية لنشر صور الراية الفلسطينية، دعمًا للأشقاء الفلسطينيين مع مطالبة الوزيرة بالرحيل عن القطاع.
اقرأ/ي أيضًا: