05-يوليو-2024
زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربن

(AFP) صوّت المسلمون البريطانيون للمرشحين الداعمين لفلسطين وغزة

حقق "حزب العمال" البريطاني فوزًا ساحقًا في الانتخابات النيابية المبكرة بحصوله على أكثر من 410 مقاعد، متقدمًا بفارق كبير على "حزب المحافظين" الذي مُني بهزيمة ساحقة بعدما تحصّل على 131 مقعدًا فقط، وهو ما اعتُبر أسوأ نتيجة انتخابية للحزب منذ عقود طويلة.

ورغم فوزه المتوقع، بحسب الكثير من استطلاعات الرأي، إلا أن "حزب العمال" تعرض بدوره لهزيمة انتخابية كبيرة في المناطق التي يسكنها عدد كبير من المسلمين بسبب موقف الحزب من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 273 يومًا.

وتُعتبر خسارة الحزب في هذه المناطق هزيمة انتخابية كبيرة لكونه لطالما اعتمد على أصوات المسلمين والأقليات الأخرى لإيصال مرشحيه إلى البرلمان البريطاني، وهو ما لم يتحقق في هذه الانتخابات التي شهدت تراجع عدد الأصوات التي حصل عليها بواقع عشر نقاط في المتوسط في المناطق التي يشكل المسلمون فيها أكثر من 10 بالمئة من السكان.

خسر "حزب العمال" أصوات المسلمين في بريطانيا الذين صوتوا لمرشحين مستقلين مؤيدين لغزة بسبب موقفه من الحرب الإسرائيلية على القطاع

وصوّت المسلمون وغيرهم من مؤيدي القضية الفلسطينية للمرشحين المستقلين والداعمين لفلسطين، مثل المرشح المستقل عدنان حسين الذي استطاع هزيمة مرشحة "حزب العمال" كيت هولرن بفارق أقل من 200 صوت في دائرة بلاكبيرن، واحتفى الناخبون بفوزه على وقع الهتافات الداعمة لفلسطين.

وقال حسين للناخبين، أثناء خروجه من مركز فرز الأصوات، إنه: "لا يمكننا أن ننسى الواقع أبدًا. نحن هنا على خلفية إبادة جماعية، وإذا كان ذلك يمنحنا فرصة، فيجب علينا اغتنامها".

وأضاف في بيان على الإنترنت: "أعد بأن أجعل مخاوفكم ضد الظلم الذي يتعرض له شعب غزة مسموعة في الأماكن التي فشل فيها من يسمّون بممثلينا".

وإلى جانب عدنان حسين، استطاع المرشح المستقل شوكت آدم هزيمة مرشح "حزب العمال" جوناثان أشوورث في دائرة ليستر ساوث بفارق ألف صوت. وقد أدلى آدم بكلمة عقب فوزه أكد فيها، وهو يرفع الكوفية الفلسطينية، بأن: "هذا الفوز من أجل غزة".

وخسرت مرشحة "حزب العمال" في دائرة ديوسبري وباتلي، هيذز إقبال، أمام المرشّح المستقل إقبال محمد بفارق 700 صوت. وكان محمد قد ركّز في برنامجه الانتخابي على وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تقترب الحرب الإسرائيلية عليه من شهرها التاسع.

وفاز زعيم "حزب العمال" السابق جيرمي كوربن، الذي ترشّح كمستقل، على منافسه العمّالي في دائرة إيسلينغتون نورث بأكثر من 7 آلاف صوت، ليحافظ على معقده الذي يشغله منذ فترة طويلة.

ويُعد جيرمي كوربن من أبرز السياسيين البريطانيين المؤيدين لفلسطين، وقد شمل برنامجه الانتخابي المطالبة بإنهاء احتلال "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية، كما أكد في تصريحات بأن الأشخاص الذين صوتوا له: "كانوا
يبحثون عن حكومة تبحث على المسرح العالمي عن السلام وليس الحرب، ولن تسمح باستمرار الظروف الرهيبة في غزة في الوقت الحاضر".

وسبق أن واجه "حزب العمّال" انتكاسات وصفت بـ"الكبيرة" في الانتخابات المحلية في مناطق كانت تُعتبر معاقل رئيسية للحزب، خاصةً تلك التي تضم عددًا كبيرًا من المسلمين، بسبب موقفه من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

واعتراف ستارمر بأن الحرب على غزة كان لها تأثير على دعم الحزب في بعض المناطق، حيث قال للصحافيين: "هناك بعض الأماكن كان لهذا تأثير كبير جدًا وأنا أتفهم ذلك وأحترمه".

"العمال" تعهد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية

وكان "حزب العمال" قد تعهد، في منتصف حزيران/يونيو الفائت، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال فوزه في الانتخابات كخطوة للمساهمة في إحياء عملية السلام، وفق ما جاء في برنامجه الانتخابي الذي نشره في 13 حزيران/يونيو الفائت.  

وجاء في برنامج الحزب الانتخابي أن: "إقامة دولة فلسطينية حق أصيل للشعب الفلسطيني"، كما أكد التزامه: "بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ذات سيادة كمساهمة في عملية سلام متجددة تؤدي إلى حل الدولتين".

وأضاف أيضًا: "سيكون السلام والأمن على المدى الطويل في الشرق الأوسط محور تركيز فوري، وسيواصل الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، والتمسك بالقانون الدولي، والزيادة السريعة في المساعدات إلى غزة".

وبدا هذا الموقف في حينها مفاجئًا لكونه يتعارض مع المواقف السابقة لرئيس "حزب العمال"، كير ستارمر، الذي رفض الدعوة الفورية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما جعله عرضة للانتقادات من قبل أعضاء الحزب وقياداته.