- الموت لا يخيفني ما يخيفني أشدّ ألمًا من الموت
أَيُّهَا الجسد المنهكْ
تحمّلني قليلًا
لا تخنّي في اللحظة الحاسمةْ
لا تَهاوى
واحتملني بقائمتين عرجاوين
ويدٍ شلّاء وشعر أبيض مُزْرَقّْ
وخمسين من اللحم المجفّف في عظامي البالية
أيّها المترنّح بي في مهبّ العادماتِ
تحمّلْ حلميَ الناتئ شوكًا في الطريق الملتوي
عارٍ تلفحني الريح وتجعلني متصلّبًا مثل الخشبْ
حافي القدمْ
لا شيء يمنع الحشرات من استباحة جِلْدتي ودماء أوردتي
ويبول سربٌ من ذباب في فمي
وتصعدني العناكب إذ تفرّخ بيضها وتقتتل الأنثيات
ويموت الذكورُ ويُدْفَنونْ
فيما تبقى من شعر صدري المتيبّسْ
أيّها الجسد المتهالكُ
المقبرةُ
المكرهةُ الصحيّةُ
المسلولُ والمشلولُ والمخصوفُ والممسوسُ والأحدبْ
توقفْ في انتصاف الانهيار
فما زالت العينان تقرأان
وأصابعي بيدي اليمين تخربشْ
وصوتي قادرًا على الهذيان.
اقرأ/ي أيضًا: