هل يجد السيسي منافسًا قويًا قبل انتخابات الرئاسة؟ هل ينجح بنسبة 97% كالعادة؟ هل يصل إلى الإعادة أم يكتسح بالضربة القاضية؟ هل ستجرى الانتخابات من الأساس؟ أسئلة عديدة، جميعها تقريبًا بلا إجابة، ففي مصر لم يعد المستقبل منظورًا، في ظل اضطراب فائقٍ في كل شيء.
بين فترة وأخرى، يظهر شخص يدَّعي أنه سيترشح، أو تثور حوله موجة هجوم استباقية كأنها تحذِّره من التفكير في الترشح، لاحتمالية ما في حدوث ذلك، أي أن يفكر! لكن ذلك لا يمنع أنّ عدة أجنحة إن لم تكن تريد أن تصل بمرشح إلى كرسي الرئاسة، فهي تريد أن تضعه في مركز متقدّم، أو تجعل اسمه مطروحًا تفاوض به فيما بعد. وحتى الآن، ظهرت 6 شخصيات طُرحت كمرشحين محتملين، ومن ورائها عدّة لوبيات وحركات تتكوَّن لم تكشف عن نفسها. لكن، في النهاية، الثابت الوحيد أن انتخابات 2018 لن تمرّ مرور الكرام. ربما ينجح السيسي، لكن الأمر لن يكون سهلًا، بخاصة مع تراجع أسهمه.
حتى الآن طرحت أسماء 6 شخصيات كمرشحين محتملين لانتخابات الرئاسة المصرية في 2018
سامي عنان.. رجل المملكة
منذ انتخابات الرئاسة الماضية في 2013، يجهِّز سامي عنان نفسه بعد أن كان على وشك أن يتقدَّم بأوراق ترشحه، إلا أن صفقة ما أبعدته. وقبل أيام، ظهر رجب هلال حميدة، السياسي المصري، ومسؤول حملة سامي عنان الانتخابية، على قناة "مكملين" التي تبث من تركيا، ليؤكد أن ثمّة تنسيق مع المجلس العسكري على ترشيّح سامي عنان، الذي حسم أمره.
اقرأ/ي أيضًا: أيادي السيسي الناعمة
يقع ما يقوله رجب حميدة في منطقة الدعاية الانتخابية، لكنه ظهر في اليوم التالي عبر برنامج "بتوقيت مصر" على شاشة تلفزيون العربي، قائلًا: "لا ننسق مع أحمد شفيق، والفريق سامي عنان رقم صعب، وبدأ من الآن إجراءات حملته الانتخابية تمهيدًا للترشح".
من يدعم سامي عنان؟ التوتّر الذي طغى على علاقة السيسي بالسعودية كان قبلة سامي عنان، رئيس الأركان المتقاعد، الذي قام بعدة زيارات متكررة إلى السعودية، فسَّرها رجب حميدة بـ"ارتباطه الروحي الوثيق بالمسجد النبوي الشريف، فهو شخص متصوّف"، نافيًا التنسيق مع السعودية للترشح، إلَّا أن قراءة المشهد والمعلومات الواردة يؤيِّدان إمّا أنه يبحث عن دعم، أو أنه ذهب لتلقّي الدعم، بخاصة أنه الوجه العسكري شبه المعارض الوحيد الذي لا يزال قادرًا على دخول مصر؛ فالحديث عن تنسيق سياسي للرئاسة لا يزال مبكرًا.
وروَّجت إحدى صحف القاهرة اليوميّة، أن سامي عنان يتواصل مع الفريق الغائب أحمد شفيق، للحصول على دعمه، ومن ثم دعم إماراتي لترشحه، حال عدم تمكن شفيق من العودة إلى القاهرة، ويتواصل أيضًا مع عدد من شباب وشيوخ الثورة، أبرزهم روائي شهير –لم تذكر اسمه– وعده بفتح ملفات المجلس العسكري من جديد للوصول إلى "صلح مجتمعي".
حمدين صباحي.. المرشح "المزمن"
يبحث حمدين صباحي، المرشح صاحب الـ3% في الانتخابات الماضية، عن ظهير سياسي يترشَّح من خلاله لانتخابات 2018، ولذلك دمج التيار الشعبي، الذي يعتبر مؤسسه، وحزب الكرامة، الذي كان رئيسه، معًا في كيان واحد. ويحتفظ صباحي منذ ثورة يناير بحلمه في أن يصبح رئيسًا لمصر باعتباره ممثلًا عن قوى الثورة، من خارج معسكري الإسلاميين والجيش، ويتجاوز ذلك إلى اعتباره حقًا لم يحصل عليه، بخاصة أنه كان يتوقّع، وفق تنسيق مع الجيش، بعد 30 حزيران/يونيو، أنّ السيسي لن يترشَّح، وسيكتفي بموقعه وزيرًا للدفاع وملهمًا لدولة ما بعد 3 تموز/يوليو.
وقبل أيام، قدَّم صباحي نفسه مجددًا كوجه معارض بعدما اختفى من الساحة، بهجومه على النظام، إذ قال خلال مؤتمر دمج حزب الكرامة والتيار الشعبي، إنّ "هذه السلطة أصبحت تمثل الآن خطرًا على الدولة المصرية بسياستها الفاشلة والعاجزة"، مُوحيًا بعزمه الترشح للرئاسة حين قال: "من أراد أن يحمي الدولة المصرية عليه أن يقف في وجه السلطة"، لكنه في نفس الوقت دعا إلى وجود مُرشّح توافقي، واعدًا بأنه سيدعم هذا المرشح أيًا كان.
اقرأ/ي أيضًا: شبح حمدين صباحي يلوح في الأفق من جديد.. هل تعلّم المصريون الدرس؟
ودعا صباحي إلى استبدال النظام الحاكم: "هو امتداد لسياسات أكثر سوءا ثرنا عليها قبل 25 يناير". ويرتِّب صباحي أوراقه، ويتفاوض ويناور، وينال هجومًا من الجميع، ربما لأنهم اعتبروه بمثابة "ديكور" انتخابي في كل العصور. لكنه، على أية حال، كما يبدو، سيرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى.
أحمد شفيق.. العودة من بوابة إبراهيم عيسى
تناقلت صحف مصرية، أنباءً عن "مصادر مطلعة" أنّ اتصالات بدأت بين الفريق أحمد شفيق، وصيف الرئيس المعزول محمد مرسي، وعدة جهات وأسماء، لدعمه أمام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في النصف الأولى من عام 2018. وأضافت المصادر، أن أحمد شفيق التقى مجموعة من السياسيين والكتاب الصحفيين للتفاوض معهم على الانضمام لحملته الانتخابية، تمهيدًا لتشكيل حكومة سيعلن أسماء أعضائها تزامنًا مع إعلانه الترشح للرئاسة.
واستطلع شفيق آراء عددًا من السياسيين، بعضهم كان مؤيدًا للسيسي، وعلى رأسهم إبراهيم عيسى وجورج إسحق، فلم يجد معارضة منهم لفكرة التحالف معه من حيث المبدأ، لكنهم طلبوا تأجيل إعلان موقفهم لحين إعلانه الترشح للرئاسة، حين قدم لهم طلبًا بحملة شعبية تطالب بعودته وترشحه للرئاسة.
من المتوقع أن يدعم كل من إبراهيم عيسى وجورج إسحق، الفريق أحمد شفيق في حال إعلانه الترشح للرئاسة
وهناك احتمالان يفسِّران مخاوف أحمد شفيق من العودة، أولهما أنه بلا ظهير شعبي، وهو ما سيؤدي به إلى خسارة الانتخابات، وثانيهما خوفه من القبض عليه أو اعتقاله في مطار القاهرة، وتحريك قضيته وإصدار حكم قضائي ضده يمنعه من الترشح للرئاسة طبقًا لقانون العزل السياسي، باعتباره أحد رؤوس نظام مبارك.
ورغم ذلك، سرت نميمة في الأوساط السياسية والصحفية تؤكد أن إبراهيم عيسى، رئيس تحرير صحيفة المقال المعارضة سابقًا، استضاف عددًا من الشباب السياسيين في منزله بمدينة 6 أكتوبر، وناقش معهم فرص شفيق في العودة والفوز حال عودته، إلَّا أن الأمر تمّ تعطيله مؤقتًا، وسَرَت بعدها أنباء عن صفقة "محتملة" بين شفيق وعنان.
أبو الفتوح.. نميمة التنظيم الدولي
تلاحق المرشح الرئاسي الأسبق، عبد المنعم أبو الفتوح، نميمة الانتماء للتنظيم الدولي للإخوان، والتواصل مع قياداته بشكل دائم ومستمر، إلا أنه ليس هنالك معلومة مؤكَّدة ولا شيء رسمي حتى الآن. ومع اقتراب تشكيل الحملات الانتخابية، سَرَت معلومة، تناقلتها صحف، عن لقاء جرى بينه وبين إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي، وراشد الغنوشي، الأب الروحي للجماعة في تونس متمثلةً في حركة النهضة، وعدد من أعضاء التنظيم، لإقناعه بالترشح للرئاسة في مصر، وتمهيد الأرض لعودة الإخوان.
وأكَّد أبو الفتوح، في تصريحات صحفية لاحقة، أنه سافر إلى لندن، لكن الغرض كان مختلفًا: "بدعوى من معهد تشاتام هاوس للمشاركة في ندوة عن الإسلام والديمقراطية، التقيت خلالها رئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي" نافيًا بذلك ما تم تناقله من تأويلات حول رحلته.
هشام جنينة.. لن يترشَّح "مؤقتًا"
من شدَّة الحملات الشبابية التي تطالب به رئيسًا، وتحاول إجباره على الترشح، ومن كثرة الأنباء المتداولة عن نيته دخول السباق، أعلن هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، عبر عدّة صحف، أن لا نية لديه في الترشح للرئاسة عام 2018. ما اعتُبِر هروبًا مؤقتًا من التلميحات الصحفية بترشحه المحتمل.
لكن جنينة هو من أوحى برغبته في الترشح للرئاسة، بخاصة أن عددًا كبيرا من الكيانات السياسية تواصلت معه بعد خروجه من الجهاز المركزي للمحاسبات بموقف اعتبرته بطوليًا (واقعة الـ600 مليار جنيه فساد) لإقناعه بالتفكير في الترشح. وأوحى بذلك حين تحدَّث في أكثر من مناسبة عن أن جنسية زوجته الفلسطينية لن تكون عائقًا أمام ترشحه إذا قرر ذلك، لافتًا إلى أنها تتمتع بالجنسية المصرية أيضًا، داعيًا آنذاك الجبهة المدنية للتوحد حتى لا يحدث انقسام، والالتفاف حول مرشح يعبر عن القوى الديمقراطية.
اقرأ/ي أيضًا: غير المغضوب عليهم.. ولا هشام جنينة
ومنذ ذلك الوقت، انطلقت ماكينة الشتائم والتدليس الصحفية بالقاهرة، عبر تقارير ملفَّقة، تدَّعي أنه مدعوم إخوانيًا لإعادة الجماعة للحكم، كان بطلها تقرير شهير نشرته صحيفة "اليوم السابع"، الموالية للسيسي.
وبالفعل، بدأت عدّة حملات شبابية تطالبه بتجهيز نفسه للترشح، ودراسة الأمر واتخاذ القرار بنهاية 2017 على أقصى تقدير، كان بطلها دعاية سياسية، قدَّمتها صفحة "الموقف المصري" الشهيرة على فيسبوك، التي تجاوز عدد أعضائها نصف مليون، وتسانده منذ أن كان رئيسًا للمركزي للمحاسبات، ويتردَّد إن مديريها على علاقة شخصية ومباشرة به.
عصام حجي.. 12 ضمانة للترشح وإلا!
أطلق عصام حجي، عالم الفضاء المصريّ، مبادرة "الفريق الرئاسي" استعدادًا للترشح للرئاسة في الوقت المناسب، وقال أمس، في تصريحات صحفية، إن المبادرة تتعرَّض للتشويه والملاحقة والمضايقات يوميًا.
اشترط عصام حجي 12 ضمانة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، من بينها الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين
عصام حجي، الذي كان مستشارًا علميًا للرئيس المؤقت عدلي منصور، وخرج على خلفية معارضته "جهاز الكفتة"، أول من أعلنوا ترشحهم للرئاسة في مصر بمبادرته، حتى أطلّ قبل ساعات معلنًا 12 شرطًا للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، تتلخَّص في تكوين الهيئة الوطنية للانتخابات التي نص عليها الدستور المصري، بإشراف قضائي كامل، وإنهاء حالة الطوارئ، والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والمتهمين في قضايا تخص حرية الرأي والتعبير، والسماح للمرشحين بإقامة المؤتمرات والندوات الانتخابية بدون تصريح أمني، وعدم شيطنة المرشحين في الإعلام، ومحاسبة المحرض والمخطئ، وعدم ملاحقة أعضاء الحملات الانتخابية أمنيًا.
ولا يزال عصام حجي، الذي يعمل حاليًا في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، الأقل حظًا من بين المطروحة أسماؤهم، بخاصة أنه ربما ينسحب، ويضع الفريق الرئاسي تحت تصرّف أحد المرشحين، الذي تتوافق عليه القوى السياسية.
اقرأ/ي أيضًا: