25-يونيو-2024
حلف شمال الأطلسي

حلف الناتو (منصة إكس)

تتزايد المخاوف في حلف شمال الأطلسي "الناتو" من قيام روسيا باستهداف شبكة الكابلات البحرية، التي تدعم معظم الاقتصاد العالمي وشبكة الاتصالات العالمية. ولتفادي مثل هذا السيناريو "الكارثي"، يرغب الناتو بتعزيز دفاعاته تحت البحر.

ويعتقد مسؤولو الناتو أن لدى روسيا برنامجًا طويل الأمد لرسم خرائط للبنية التحتية الأوروبية تحت البحر، وذلك كجزء من جهودها للتحضير لصراع محتمل مع التحالف المكون من 32 دولة.

وقال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي، تحدث لمجلة فورين بوليسي، شريطة عدم الكشف عن هويته بناءً على القواعد الأساسية للتفاعل مع الصحفيين التي حددها الحلف: "نحن نعلم أن هناك احتمالًا لإلحاق الضرر إذا أرادوا ذلك"، مردفًا: "جزء من التخطيط للحرب الروسية هو معرفة مكان وجود البنية التحتية الحيوية لعدوك."

ولا يتطلب الأمر جهدًا كبيرا من قبل الروس للحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها لإحداث الضرر. فالكثير من البيانات المتعلقة بمكان تشغيل الكابلات موجودة في المجال العام بسبب متطلبات الترخيص.

وردًا على هذا التحدي، أصبح لدى حلف شمال الأطلسي الآن مجموعة لتنسيق البنية التحتية البحرية تجمع بين المسؤولين العسكريين والسياسيين، وتعمل على إنشاء نظام إنذار ضخم لآلاف الأميال من البنية التحتية تحت سطح البحر شمال أوروبا، بالاعتماد على أجهزة استشعار من الكابلات وكذلك أجهزة استشعار صوتية مثبتة على توربينات الرياح، والتي يمكن استخدامها للكشف عن المخالفات لحماية شبكة الكابلات البحرية الواسعة التي تدعم جزءًا كبيرًا من الاقتصاد العالمي.

أسس حلف شمال الأطلسي مجموعة لتنسيق البنية التحتية البحرية، تعمل على إنشاء نظام إنذار لحماية آلاف الأميال من البنية التحتية تحت سطح البحر في شمال أوروبا

ووفقًا لفورين بوليسي، فإن حلف شمال الأطلسي "الناتو" توجه نحو تعزيز دفاعاته تحت البحر بعد هجمات أيلول/سبتمبر 2022 على خطي أنابيب نورد ستريم اللذين ينقلان الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا.

يشار إلى أن نحو 100 من الكابلات البحرية على مستوى العالم تنقطع سنويًا -معظمها صدفة- مما يدفع الناتو، حسب موقع بوليتيكو، إلى وضع خطة لضمان وجود المزيد من ناقلات الغاز الطبيعي.

ويشار إلى أن البحرية الأمريكية تمتلك لحدها أكثر من 40 ألف ميل بحري من الكابلات النشطة في قاع البحر.

وكان الأدميرال البحري الأميركي والقائد السابق لحلف الناتو، جيمس ستافريديس، صرح في وقت سابق أن قدرات الغواصات الروسية تشكل "تهديدا للغرب"، مشيرًا إلى "قدرتها على الغوص عميقًا والوصول إلى كابلات الاتصالات مع إمكانية تعطيلها".

ويعتقد ستافريديس أيضًا أن هذه الاتصالات تحت الماء، التي تمر من خلالها العديد من المعاملات المالية كل يوم "ليست محميةً بشكل كاف"، ولهذا السبب أطلق عليها تسمية "كعب أخيل الهش".

كما سبق لأمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ أن قال سابقًا: "إن الحلف لا يستطيع ضمان أمن الأنابيب والكابلات التابعة لدول الحلف تحت مياه البحار بشكل تام"، مشيرًا إلى وجود"عشرات الآلاف من الكيلومترات من خطوط الأنابيب والكابلات تحت الماء التابعة للدول الأعضاء في الحلف".

يذكر أنه في نيسان/إبريل الماضي، قامت النرويج وألمانيا وهولندا وبلجيكا والدانمارك والمملكة المتحدة بالتعاون على تبادل المعلومات لحماية كابلات وخطوط الأنابيب البحرية من التخريب.

وتعدّ استراتيجية قطع الكابلات البحرية قديمة قدم الحروب الحديثة،  حيث بدأت بريطانيا في قطع الكابلات الألمانية تحت البحر في بداية الحرب العالمية الأولى لتخريب الاتصالات، ورد الألمان خلال الأيام الأولى للحرب الباردة، فيما دمرت السفن السوفييتية الكابلات تحت الماء بالقرب من ساحل نيوفاوندلاند.