أنا الرّجل ذو الرّأس المربّعة
الّذي يتحدّثُ عنه الجميع..
أتّسعُ كثيرًا..
إذا أراد أحدُكم أن يُفرِغَ قلبَه منَ الشّتائمِ فِيَّ..
ولا أمانعُ..
أنْ تَستخدِمني عَرَّافاتُ الصّباح
كدليلٍ..
يُشِرْنَ إليه في قيعان الفناجين
أمام النساء اليائسات
أنّ ابتسامةَ مسخٍ ذي رأس مربعة في تِفل القهوة
لن تكونَ أكثر مدعاة للقلق
من انتظار طويل..
خلف أبواب العنوسة، الّتي (قد) لا يطرقها أحد..
سأكونُ، إنْ لزمَ الأمرُ
ذلكَ الرّجلَ ذا الرّأسِ الكرويّةِ المفلطحة
والّذي..
ما إن يَمرَّ في شارعٍ فرعيٍّ
أو سوق شعبي أو تحت جسر ما
حتّى يتجمهرَ النّاس حولَه
ثمُ يطاردوه
ويرجموا غرابةَ شكلهِ..
بالحجارة والعصي وعرانيس الّذّرة المُستهلكة..
ولن أكترث بما أسمعه من الكلام
عن كرة البولينغ -كما ينعتونني بها دائمًا-
طالما أنّ لا أحدَ منهم سيقدر
على غرز أصابعه الغليظة في ملامح وجهي.
سأكون..
أيّ شيءٍ أرغب في أن أكونه
حتّى ولو استدرجتني الأمّهات إلى أسرّة أطفالهنّ
كمخلوقٍ غريبٍ
ليقصصن عليهم كي يناموا
سيرة الغولِ الّذي فرَّ من أكاذيبِ العرّافاتِ
وصار إلى قصَّة شعبيَّة..
على هيئةِ رجلٍ بلا رأس، مليءٍ بالشّتائم والسّبابْ.
اقرأ/ي أيضًا: