ألترا صوت - فريق التحرير
توفي ليلة أمس الأربعاء، الثامن من أيلول/ سبتمبر الجاري، المخرج اللبناني برهان علوية (1941 – 2021) عن عمرٍ ناهز 80 عامًا، بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة في العاصمة البلجيكية بروكسل، تاركًا خلفة تجربة سينمائية مميزة، ثيمتها الشتات والمنفى والصراع العربي الصهيوني.
سعى برهان علوية في مجمل منجزه السينمائي إلى تفكيك الواقع وإعادة تناوله بطريقةٍ تأخذ بعين الاعتبار هواجس الناس وأحلامهم واﻷسئلة التي تشغلهم
ولد برهان علوية في قرية "أرنون"، جنوب لبنان، سنة 1941، وتنقّل برفقة عائلته بين مدنٍ لبنانية مختلفة بحكم وظيفة والده التي فرضت علية العائلة تجوالًا مستمرًا انتهى باستقرارهم في مدينة بيروت منتصف خمسينيات القرن الفائت، حيث سيتلقى الراحل دروسه الأولى في مدرسة "عين الرمانة"، التي غادرها بعد أزمة 15 تموز/ يوليو 1958 بين المسيحيين والمسلمين.
اقرأ/ي أيضًا: الدورة 46 من "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي".. مشاركة عربية لافتة
لاحقًا، عمل علوية لمدة عامين مساعد مصور، ثم كنترول فيديو، في "تلفزيون لبنان"، الذي غادره بهدف دراسة العلوم السياسية في "الجامعة اللبنانية"، وذلك قبل قراره مغادرة لبنان في رحلة أتاحت له زيارة عددٍ من الدول الأفريقية، مثل مصر، والسودان، والكونغو.
في عام 1967، عاد المخرج اللبناني الراحل إلى بيروت، ولكنه ما سرعان ما غادرها مجددًا باتجاه العاصمة الفرنسية باريس بسبب نكسة حزيران/ يونيو من العام ذاته، ومنها باتجاه العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث التحق بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث "إنساس"، الذي تخرج منه سنة 1973، وهو العام الذي قدّم فيه أول أفلامه "ملصق ضد ملصق"، الذي تبعه بعد مدة قصيرة فيلم حمل عنوان "فوريار".
وفي منتصف سبعينيات القرن الفائت، أنجز برهان علوية فيلمه الوثائقي الشهير "كفر قاسم"، الذي أضاء فيه على المجزرة التي قام بها حرس الحدود في جيش الاحتلال الصهيوني، بحق أهالي قرية كفر قاسم الواقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، وراح ضحيتها أكثر من 45 مدنيًا.
دارت معظم أفلام برهان علوية حول الحرب اﻷهلية اللبنانية وما ترتب عليها من وصراع هويات، ومنافي، وعلاقات إنسانية واجتماعية مشوهة
قدّم المخرج اللبناني الراحل بعد "كفر قاسم"، فيلمًا وثائقيًا آخر حمل عنوان "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" (1978)، تبعه فيلم "بيروت اللقاء" (1981)، و"رسالة في زمن الحرب" (1984)، و"رسالة في زمن المنفى" (1987)، و"حرب الخليج.. ماذا بعد؟" (1993)، باﻹضافة إلى فيلمه اﻷخير الذي أنجزه عام 2007 تحت عنوان "خلص".
اقرأ/ي أيضًا: الفيلم الصامت "Zare".. أول حضور كردي على الشاشة الكبيرة
وفي مجمل منجزه السينمائي، سعى برهان علوية إلى تفكيك الواقع وإعادة تناوله، بأزماته السياسية والاجتماعية المختلفة، بطريقةٍ تأخذ بعين الاعتبار هواجس الناسة وأحلامهم واﻷسئلة التي تشغلهم، خاصةً في أفلامه التي دارت حول الحرب اﻷهلية اللبنانية، وما ترتب عليها من عمليات تهجير، وصراع هويات، ومنافي، وعلاقات إنسانية واجتماعية مشوهة، دون أن ننسى القضية الفلسطينية التي تُعتبر ثيمة أساسية في تجربته السينمائية.
اقرأ/ي أيضًا:
"مهرجان البندقية السينمائي" في دورته الـ 78.. أجواءٌ احتفالية صاخبة