أنا رحالة مثقل بحمل العدم. أمرّ من شقوق الأرض القاحلة بحثًا عن منبع لأرتوي من مياه الخلاص. يطوّقني الخوف من مستقبل غامض على أغصانه اليابسة تحطّ طيور الوجع.
أنا ذلك الجسد الذي أدمته كدمات الخيبات. كزانيةٍ في قلب صحراء الوهن، غُرِسَ بدنها في قاع الرمل ورُجمت بذنوبها حتى تطهّرت بدمها.. ذلك الدّم الذي فاض في الأنهار ليسقي الحيوانات والأشجار وتترك هي شيئًا من خطيئتها في كلّ واحد منهم.
أنا من جرّدوني من الحقّ في الحلم وصادروا كلّ أمتعتي، ألقوها أمامي متناثرة وعندما قرفصت لأجمعها، أشبعوني ركلًا وشتمًا.. من لحمي نسجوا سجادًا بالوا عليه وداسوه بأحذيتهم القذرة.
أنا من سرت في أقاصي الأرض بحثًا عن مأوى. كنت كالدلو المثقوب.. كلّما حاولت ان أخزّن في ذاتي قليلا من الأمل، يتسرّب من بين أصابعي ماء صاف كضباب الفجر.
أنا من وضعت في جيب المعطف الداخليّ شيئًا من ذكرياتي خوفًا من السرقة وفي حذائي المثقوب أسئلتي التي تنهشني.. دستها علّها تموت وتختفي الى الأبد.
أنا نور مشع في وسط عتمة تقيّدني
سحب ثقيلة تجثو على صدري بلونها الرمادي الباهت
تعصر قلبي الغض.
بيدي أحاول أن أقتلع نور الشمس الإلهيّ
لكنني أتراجع وأبقى وحيدًا على أمل ان أهيم في الحلم.
اقرأ/ي أيضًا: