رماد الكوابيس
أشعل شموعًا للسيدة التي لن تأتي
السيدة التي ستحرقني مع الرعشة الزرقاء في السرير
اللامرئية.. المتوهجة في ظلام الموسيقى
الهاربة..
من كتاب الأسرار والمعجزات
من زجاج الذاكرة
من صقيع الأجراس
من فضة المراثي
ومن رماد الكوابيس
على طاولتي المهترئة.. ظل شاحب لخريف لطفولتي
وردتان.. وشمعتان.. وزجاجة نبيذ
أطفىء الشمعتين.. أشرب الورد مع النبيذ
وأروض اشتعال البحر في نبضي ودمي
أنا طبال أبكم لكل العصور والأزمنة
أعرف أن للحجر ذاكرة من بلور
وللغابة أحلامًا من رماد
كوشم في جسد الريح
ودمية بين الخرائب المهجورة
ألمح أمامي تلك العينين..
عينان من نار
تضيئان عتمة الجدار..
"غد ولى.. وأمس قادم"
أنا القديس الذي سرق الأحلام من غيوم تشرين
وصار عشبة في انحناءات الزمن
أنا الصوفي الذي تخضًّر نجومه كل مساء
أشيع ضحكتي التي تلمع في آخر الليل..
وأغني لقمر يتيم في شفاه البائسين
أخبئ في دمعي باقة من تراتيل الملكوت
وأول انتصار لهزائم "سيزيف"
أصرخ من رحم المرايا الحجرية
عائدًا إلى صورتي الأولى
يسبقني أمس قادم.. ويتبعني غد ولى
هكذا رأيت نفسي بعد ألف عام
جالسًا تحت شجرة هرمة..
أمام بحيرة تعمدت بأناشيد الحلاج
أقشر السماوات.. رويدًا رويدًا
لتهوي مخضبة بخطاياها
وأساطيرها الرمادية
تجليات عازف الكمان
-1-
عازف الكمان..
غابة من الضباب والصدى
رداؤه البحر.. وقبعته الغيوم
-2-
عازف الكمان..
نبض الياقوت في المدى
يسيل الفجر من بين أصابعه ملطخًا بالنجوم
-3-
عازف الكمان...
خطيئة الضوء في نشيد العدم
وجه يتناسل في تجاعيد المرايا
-4-
عازف الكمان..
نبي زارنا في الغد
تغيب ملامحه
في عتمة العربات الفضية
-5-
عازف الكمان...
دمعة من زبد الأرض
وأنين الرماد بين حطام الأزمنة
*****
هل بوسعك أن تتحرر من اللغة والزمن؟ ربما فالحياة مليئة بالصور الشعرية.. الأشياء في حركتها وسكونها.. صمتك الذي يضيء صباحات الأبد. أذكر أني حلقت عاليًا وعلقت بخيط خفي في هذا المدى الشاحب. سقط قلبي في بحيرة من الضباب، كانت اللغة مقبرة للوجود، ورأيت وجهي قبل أن أولد.. كان يشبه تجاعيد الموسيقى وانحناءاتها وهي تحمل مرايا العالم المعتم على ظهرها.
اقرأ/ي أيضًا: