13-يونيو-2024
(AFP) مركز للأبحاث النووية في إيران

(AFP) مركز للأبحاث النووية في إيران

أكّد دبلوماسيون دوليون لوكالة رويترز أن إيران ردّت على قرار مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابع للأمم المتحدة ضدها الأسبوع الماضي بتوسيع قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وذلك في موقعين تحت الأرض، إلّا أنّ هذا التعزيز، وفق نفس المصادر، ليس بالقدر الذي كان يخشاه كثيرون.

ولطالما أثارت مثل هذه القرارات التي يتخذها مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلّف من 35 دولة حفيظة إيران، حسب رويترز، فقد كان رد فعل طهران على القرار السابق الذي صدر قبل 18 شهرًا هو زيادة التخصيب إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهي درجةٌ قريبةٌ من الدرجة اللازمة لتصنيع الأسلحة، في موقع ثانٍ والإعلان عن توسيعٍ كبيرٍ في برنامجها للتخصيب.

ونقلت وكالة رويترز عن خمسة دبلوماسيين قولهم إنّ طهران "تخطط هذه المرة لتركيب المزيد من مجموعات أجهزة الطرد المركزي، وهي الآلات التي تخصب اليورانيوم، في موقعي التخصيب التابعين لها تحت الأرض".

وقال ثلاثةٌ من الدبلوماسيين "إنّ مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يراقبون خطة إيران لإصدار تقرير للدول الأعضاء اليوم الخميس 13 حزيران/يونيو الجاري".

دأبت إيران على الرد على أيّ قرار تصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدّها برفع وتيرة التخصيب في منشآتها النووية تحت الأرض

وقال دبلوماسيٌ مقيمٌ في فيينا لرويترز: "الأمر ليس بالقدر الذي كنت أتوقعه"، في إشارة إلى حجم التعزيز الإيراني.

وفي إجابة عن سؤال لماذا لم توسع إيران التخصيب إلى مستويات أكبر؟ قال الدبلوماسيون إنهم لا يعرفون، مرجّحين أن يكون صانع القرار في إيران ينتظر تشكيل الحكومة الجديدة، في إشارة إلى مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم مروحية الشهر الماضي والانتخابات الرئاسية المقررة في 28 حزيران/يونيو الجاري.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أصدر قبل أسبوعٍ قرارًا يدعو إيران إلى تكثيف التعاون مع الوكالة والتراجع عن الحظر الذي فرضته مؤخرا على دخول المفتشين، وذلك رغم مخاوف أميركية سابقة من أن طهران قد ترد بتصعيد نووي. وكانت روسيا والصين فقط هما من عارضتا ذلك.

ولم يخض الدبلوماسيون الذين تحدثوا لرويترز في التفاصيل المتعلقة بشأن عدد أو نوعية أجهزة الطرد المركزي التي تجري إضافتها أو المستوى الذي سيتم رفع درجة التخصيب إليه، مع الإشارة إلى أنّ أحد الدبلوماسيين قال "إنّها لن تُستخدم لتحقيق زيادةٍ سريعةٍ في إنتاج إيران من اليورانيوم المخصب لنسبة 60 بالمئة القريبة من نسبة 90 بالمئة اللازمة لتصنيع أسلحةٍ نوويةٍ".

وقال الدبلوماسيون إنهم سينتظرون ليروا ما ستقول الوكالة إنّ إيران نفذته بالفعل لكنهم على علمٍ بخطط طهران.

وقال أحد الدبلوماسيين إن هذه الخطوة "تأتي عند الحد الأدنى من التوقعات ونحن على يقين من أنهم كانوا سيفعلونها على أي حال”، مما يعني أنها كانت ستحدث حتى بدون القرار".

تنفي إيران وجود أي رغبةٍ لديها في الحصول على القنبلة النووية، لكنّ الملاحظ أنّ برنامجها النووي يواصل تقدمه، الأمر الذي يعزز من مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإيران هي الدولة الوحيدة ـ غير المجهزة بسلاحٍ ذريٍ ـ القادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60% أو ما يقارب 90% اللازم لصنع الأسلحة، وجمعت كمياتٍ مخصّبة من اليورانيوم تكفي لصنع 3 قنابل نوويةٍ.