08-يونيو-2024
يلجأ الفلسطينيون لممارسة الرياضة للتخلص من الضغوط النفسية (منصة إكس)

يلجأ الفلسطينيون لممارسة الرياضة للتخلص من الضغوط النفسية (X)

تحت القذائف والعدوان الإسرائيلي، ومع تزايد الضغوط النفسية، فإن ممارسة الرياضة تتحول إلى نشاط يتجاوز دوره ومهتمه، ويهدف إلى التخلص من القلق والتوتر.

ففي مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى في قطاع غزة، أعاد مدرب كمال الأجسام محمد عيسى افتتاح صالته الرياضية رغم استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على مخيم النصيرات والنقص الشديد في المواد الغذائية والظروف المادية الصعبة التي يعيشها السكان والعائلات النازحة بفعل استمرار الحرب.

وأخذ عيسى قرار إعادة افتتاح صالته الرياضية قبل شهر تقريبًا، رغم التحديات والمخاوف التي ساورته، وقال لوكالة "الأناضول": "كانت هناك مخاوف كبيرة بسبب الأوضاع الخطيرة واستمرار القصف الإسرائيلي على المخيم وأحيانًا في المناطق المحيطة بصالة النادي، لكن محبي رياضة كمال الأجسام والقوة البدنية شجعوني على اتخاذ هذا القرار".

وأضاف: "الإقبال على الاشتراك في الصالة الرياضية قبل شهر كان ضعيفًا وخجولًا، لكن مع مرور الوقت بدأ الإقبال يتزايد من قبل الشباب ومحبي الرياضة رغم الحرب".

قرر رياضي فلسطيني إعادة افتتاح صالته الرياضية، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة

ويعزو عيسى، صاحب الجسد الضخم والعضلات المفتولة، إعادة افتتاح صالته الرياضية إلى توفير مصدر دخل ليعيش وأسرته، بعد مرور أكثر من 8 أشهر على الحرب في ظل أزمة اقتصادية في القطاع، فضلًا عن مطالبات وصلته من رياضيين بضرورة إعادة فتح الصالة لاستئناف ممارسة الرياضة بعد انقطاع طويل.

وبحسب عيسى فإن الناس في غزة وصلت إلى مرحلة التكيف مع الظروف المحيطة، خاصة وأن مدة الحرب طالت كثيرًا، وقال: "الشباب بات يبحث عن طريقة لتفريغ الضغط النفسي وإعادة بناء أجسادهم من جديد، ونحن شعب يحب الحياة ويتكيف مع كل الظروف الصعبة التي يمر بها".

وخلال السبعة شهور الأولى من الحرب، أجبر عيسى على تحويل صالته الرياضية إلى مأوى لعائلته بعد أن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلهم، قبل أن يقرر إعادة افتتاحها من جديد في أيار/مايو الماضي.

ويكشف مدرب كمال الأجسام إلى أنه عكف قبل الحرب على تجهيز 7 رياضيين فلسطينيين للمشاركة في بطولة محلية لكمال الأجسام، قائلًا: "كنت أحد أفراد هذه المجموعة التي كنا نطمح للمشاركة في بطولة فلسطين التي كانت ستقام على أرض غزة في 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكن الحرب حالت دون انطلاق البطولة، وفقد الشباب حلمهم في المشاركة بها".

وكان هؤلاء الرياضيون يطمحون للتسجيل في البطولة الدولية التي ستقام في آسيا، وتمثيل فلسطين في المحافل الدولية، وفق قوله.

وأشار إلى أن الحرب كانت سببًا كبيرًا في إفشال مشاركتهم بهذه البطولة، لافتًا إلى أنّ "جزءًا من الرياضيين الذين تم تدريبهم قُتِل خلال الحرب والجزء الآخر تعرض لإصابات مختلفة، وأما الجزء الثالث فقد غادر إلى خارج القطاع وفقد حلمه".

وعن التحديات التي تواجه إعادة افتتاح الصالة الرياضية، في ظل استمرار الحرب، لخص عيسى الأمر على النحو التالي: "حاجة الرياضي إلى نظام غذائي دقيق ومتكامل، تتوفر فيه بروتينات وكربوهيدرات وفيتامينات وعناصر غذائية".

ويعتمد سكان غزة، على المواد الغذائية المعلبة التي توفرها بالعادة المساعدات الغذائية الإغاثية التي يتم توزيعها من قبل مؤسسات دولية. ويوضح عيسى أنه في حال توفر المواد الغذائية المطلوبة فإن أسعارها تكون مرتفعة جدًا، ما دفع بالرياضيين إلى البحث عن بدائل مناسبة في المعلبات الغذائية.

وفي ظل استمرار الحرب على غزة، يلجأ الشباب إلى الصالة الرياضية كونها تمنحهم شعورًا بالراحة النفسية، ويعملون على تفريغ الطاقة السلبية بسبب ضغوطات الحياة اليومية، من خلال ممارستهم للرياضة.

ويتحدث رجل الأعمال الفلسطيني علاء بدوان، النازح من مدينة غزة، والذي يمارس رياضة اللياقة البدنية داخل الصالة، للأناضول قائلًا: "أعشق الرياضة بجميع أشكالها وألوانها، وبمجرد أن سمعت بافتتاح نادٍ في النصيرات توجهت لزيارة المكان وتعرفت عليه وقمت على الفور بحجز بطاقة مشاركة في النادي والتحقت به، ولا زلت مستمرًا للأسبوع الثالث على التوالي دون انقطاع".

ويضيف: "لا يختلف أحد على أننا نعيش ظروفًا قاسية وصعبة، ونفسية مدمرة، وكان لا بد من البحث عن وسيلة لتفريغ الطاقة السلبية، فلا يوجد بديل في الوقت الحالي إلا النادي ولم أتردد في التوجه إليه لتفريغ الهم والكبت".

ويوضح بدوان أن "اللاعب أثناء التمرين يخرج عن البيئة المحيطة والأجواء التي يعيشها، ويركز بشكل كامل في ممارسة الرياضة".

وحث بدوان جميع الشباب على ممارسة الرياضة للتخفيف من الضغوط النفسية التي خلفتها الحرب، معربًا عن آماله في انتهاء الحرب وعودة السكان إلى حياتهم الطبيعية.