21-يوليو-2024
ما الذي سيحدث في حال انسحاب بايدن من السباق الرئاسي؟

(AP) تتزايد الضغوط على بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي

بات من المعروف أن الرئيس الأميركي جو بايدن يخضع لضغوطٍ غير مسبوقةٍ من طرف القادة الديمقراطيين من أجل دفعه لاتخاذ قرارٍ بالانسحاب من السباق الرئاسي، وإفساح المجال أمام شخصيةٍ أخرى لمواجهة ترامب في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر القادم. لكن السؤال المطروح حاليًا هو: ما الذي سيحدث حال انسحاب بايدن من السباق الرئاسي؟

تصدّت صحيفة "واشنطن بوست" للإجابة عن هذا السؤال، معتبرةً أن انسحاب بايدن من السباق سيجعل القادة الديمقراطيين في سباق مع الزمن لتوحيد فصائل حزبهم العديدة حول حامل لواء جديد أولًا وقبل كل شيء، وألقت الصحيفة الضوء على ما سيترتب على ذلك من أمور فورية.

من سيعوض بايدن؟

تعدّ نائبة الرئيس كامالا هاريس الأوفر حظًّا بين المرشحين لخلافة بايدن، وتؤكد صحيفة "واشنطن بوست" أن الكثيرين في الحزب الديمقراطي أشاروا بالفعل إلى أنهم سيقبلونها كمرشحة، حتى إن بايدن نفسه قال في مؤتمر صحفي لحلف شمال الأطلسي "الناتو" إنه لم يكن ليختارها نائبة لو لم يكن يعتقد أنها مؤهلة للرئاسة منذ البداية.

في حال فشل الديمقراطيين في التوحد خلف شخص معين، فإن ذلك يعني إمكانية عقد مؤتمر مفتوح، وهو ما لم يتم منذ عام 1968

بيد أنّ ترشيح هاريس مكان بايدن ليس أمرًا تلقائيًا كما يحدث لو أنه استقال، بل إن للحزب الحرية في اختيار بديلٍ مختلف، إذا أجمع أعضاؤه على مرشح آخر. وهذا يقود إلى سؤال آخر هو كيف سيتم اختيار المرشح الجديد؟

وبحسب "واشنطن بوست"، يرجح معظم الديمقراطيين والإستراتيجيين أن تكون هاريس هي البديل، رغم أن ذلك ليس ملزمًا بالنسبة للمندوبين الذين سيختارون المرشح الرئاسي الذي يرونه مناسبًا في المؤتمر الوطني للحزب.

وفي حال فشل الديمقراطيين في التوحد خلف شخص معين، فإن ذلك يعني إمكانية عقد مؤتمر مفتوح، وهو ما لم يتم منذ عام 1968، ويمكن أن يتلافاه الحزب بتقديم الدعم لشخص واحد قبل المؤتمر.

وقد يتم اللجوء إلى هذا السيناريو في حال تعدد الساعون لترشيح الحزب، حيث يكون الحسم بيد المندوبين لاختيار مرشحهم المفضل.

وفي الجولة الأولى من التصويت، لا يحق التصويت لغير المندوبين (حوالي 3900 شخص). وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية، فيمكن للمندوبين الكبار (حوالي 700 من قادة الحزب والمسؤولين المنتخبين) التصويت في الجولات اللاحقة حتى يتم اختيار المرشح.

الرئيس الأميركي جو بايدن

لكن الأمور لا تحدث بهذه السرعة، فحتى لو وافق بايدن والحزب على بديل، فلن يكون المرشح الرسمي إلا بعد أن يصوت المندوبون عليه، وربما تلجأ اللجنة الوطنية الديمقراطية إلى الدعوة لترشيحات افتراضية، وإلا فسيختار المؤتمر الوطني للحزب، المقرر يوم 19 آب/أغسطس، مرشحًا جديدًا.

وتلفت واشنطن بوست النظر إلى أنه وعلى الرغم من أن هاريس تبدو على نطاق واسع أفضل بديل لبايدن، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة لا تظهر فرقًا كبيرًا بين مواجهتها للمنافس دونالد ترامب وبين مواجهة بايدن له، إذ تفوق المرشح الجمهوري بما يقارب نقطتين، في معدل 11 استطلاعًا أجرتها "واشنطن بوست" بعد المناظرة مع بايدن، وبنقطة ونصف نقطة على هاريس، ليبدو أن أداء هاريس أفضل قليلًا من بايدن في 4 استطلاعات، وأسوأ منه قليلًا في 4 أخرى، ولا فرق بينهما في 3 استطلاعات.

وكان استطلاع رأي أجرته "واشنطن بوست" و"إي بي سي نيوز" و"إيبسوس"، هذا الشهر، أظهر أن 44% من الأميركيين بشكل عام يقولون إنهم سيكونون "راضين" إذا تنحى بايدن وأصبحت كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية، بما في ذلك 70% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية.

وفي الاستطلاع نفسه، قدم 29% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية هاريس كخيارهم لترشيح الحزب إذا تنحى بايدن، في حين ذكر 7% حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، واختار 4% السيدة الأولى السابقة ميشال أوباما، و3% حاكمة ميشيغان غريتشين ويتمر.

أموال الحملة

استخدم كبار المتبرعون المال وسيلةً للضغط على بايدن. وفي هذا السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر ديمقراطية مشاركةً في حملات جمع تبرعات أن العديد من حملات جمع التبرعات لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن معلّقة حتى مع تخطيط الحزب الديمقراطي لتسريع إعلان ترشيحه وتعهده بمواصلة سباق 2024.

إذا انسحب بايدن قبل أن يصبح المرشح الرسمي للحزب، فقد يضع ذلك قيودًا على التبرع بهذه الأموال لمرشحين آخرين

ووفقًا للمصادر، فإن بايدن كان يعتزم جمع الأموال في أوستن ودنفر وكاليفورنيا هذا الأسبوع، لكن هذه الخطط تم تأجيلها، على الأقل في الوقت الحالي .

وكانت حملة بايدن تأمل في جمع حوالي 50 مليون دولار من التبرعات الكبيرة في تموز/يوليو الجاري لصندوق بايدن فيكتوري، لكنها كانت في طريقها لجمع أقل من نصف هذا الرقم حتى يوم الجمعة، وفقًا لمصدرين مطلعين على جهود جمع التبرعات تحدثا لـ"رويترز".

وأوضح أحد ممولي حملة الساحل الشرقي الرئيسيين: "هناك الكثير من المانحين الذين قالوا إنهم لن يضعوا سِنتاً آخر في هذا السباق.والسؤال هو إذا بقي بايدن في السباق، فهل سيعودون؟".

وجمع بايدن 28 مليون دولار في ليلة واحدة في حزيران/يونيو في حفل لجمع التبرعات في "هوليوود" استضافه الممثل جورج كلوني، الذي حث بايدن في وقت لاحق على إنهاء حملته. وذكر مسؤول في حملة بايدن لـ"رويترز" أن الحملة لديها 10 حملات لجمع التبرعات في جدولها لهذا الشهر.

وفي حال انسحاب بايدن من السباق، ترى صحيفة "واشنطن بوست"، أن الأموال الموجودة في حساب حملته تعتبر "أموال حملة فائضة" يمكن أن تُقدم للجنة الوطنية الديمقراطية أو لجنة إنفاق مستقلة. أما إذا انسحب بايدن قبل أن يصبح المرشح الرسمي للحزب، فقد يضع ذلك قيودًا على التبرع بهذه الأموال لمرشحين آخرين.