مع غياب أسطورة الكوميكس البريطاني ستيف ديلون (1962-2016)، يطوي العالم حكاية آسرة مع كتب "الكوميكس". الرجل الملقب فعلًا بـ"الأسطورة"، يضاعف التساؤلات، حول مستقبل هذا الفن، الذي بات يفتقد ناشريه وكتّابه على حدّ سواء. خصوصًا أن التقنية، ساهمت في تطويره، بما يتناسب مع النشر الإلكتروني، فبات الكتاب والهواة معًا، يفضلون النشر على "تمبلر" او مدونات مجانية.
وتأتي أهمية ديلون، في اكتشافه مبكرًا "إغواء" القصة المصورة. إذ راكم فيها خبرة تجاوزت الـ 38 عامًا، لكنه لم يفتقد يومًا حماس المراهق الذي بدأ اكتشاف العالم وأحزانه وشروره. يومها كمن ينحت بيد مهترئة، حاول ديلون تفكيك محيطه، فاكتشف دهشة القصص المصورة، وقدرتها على الإتيان بالتفاصيل كأنها شريط سينمائي. وتمكن عبرها في إطلاق خيال الطفل الذي لم يكبر.
راكم ستيف ديلون خبرة تجاوزت الـ38 عامًا في عالم الـ"كوميكس"
بدأ ديلون كتابة الشرائط المصورة في سن الـ16 عامًا. أصدر نسخة أولى من hulk weekly، لصالح شركة "مارفيل يو كاي". وحصلت هذه النسخة على امتياز خاص من الجمهور، الذي التفت إلى موهبة الشاب المبكرة، حيث قيل إنها "دلالة" لعبقرية روائي يثيره الرسم. لكن ديلون، لم يصف نفسه يومًا بـ"القصاص"، كان يقول إنه طفل يحاول التخيل والشغب.
أقرأ/ي أيضًا: أفلام رائعة مقتبسة من قصص الكوميكس المصورة
تأثر ديلون بأشغال شقيقه الأكبر، غلين، الذي كان يرسم الكاريكاتير. وفي أول دخوله إلى الثانوية، ساهم في رسم قصة مصورة، بعنوان: "مساحة مصاص الدماء"، التي دفعته ليقرر يومها أنه لن يصبح سوى رسام "كوميكس". متجهًا إلى نشر قصصه الأولى مع "مارفيل"، ثم استدعي في العام 1980 للعمل مع مجلة Doctor Who Magazine، حيث حقق فيها شهرة في بريطانيا، ووسع مع فريق المجلة تقنيات رسمه وبرع في تقديم العديد من القصص.
ومع بريت إيوين، أسس ديلون مجلة هزلية أسماها "ديدلاين" (1988)، وساهم في عمرها الذي لم يتجاوز السبع سنوات، بدعم الرسامين الشباب المغمورين والذين يرسمون في محطات المترو والباصات. محاولًا اكتشافهم من خلال رحلات مشي يومية. فدعمت هذه المجلة الشلل الشبابية من ممارسي هوايات الـ"سكايت بورد" ومن راقصي الشارع ورسامي "الغرافيتي" أيضًا. وكانت متماشية مع تيار الـ"بريت بوب" الذي انتشر في بريطانيا، واعتمد على موسيقى "الروك" والثقافة البديلة في تحديد لغة خاصة تحاكي جيل التسعينيات وهواجسه.
ساهم ديلون في إطلاق مواهب شابة ترسم الكوميكس في محطات المترو والفضاءات العامة
من بعدها أسهم ديلون مع المؤلف غارت اينيث، في إطلاق مجلة "هيلل بلايزر"، ثم أكمل معه سلسلة "الواعظ"، التي انتهت في العام 2000، بعد 66 حلقة. وبعد تعاونه مع إينيس في التسعينيات لإنشاء سلسة "جون كونستاتين" ازدادت شهرة ديلون في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا التعاون الثنائي تكرّر في العام ١٩٩٥، وأنتج القصة الشهيرة التي تندرج ضمن الكلاسيكيات بعنوان The Preacher في العام التالي، رُشّح ديلان لـ"جائزة إيسنر"، قبل أن تولد شخصية The Punisher لـ"مارفيل" في عام 2000 على يد ديلان وإينيس، قبل أن يحين دور جزء آخر من سلسة The Punisher: Welcome Back Frank في العام 2003.
لكن ما ساهم في توسيع شهرة ديلون هي شخصية dogwelder، التي حققت نجاحًا باهرًا، وتعد من أهم شخصيات الـ"كوميكس" عالميًا، ومن ثم كانت سلسلة "القاضي دريد"، التي جعلته يحظى بلقب "الأسطورة". يشار إلى أن نجاح قصة The Preacher، ساهم في تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني، حمل الاسم نفسه وعُرض للمرّة الأولى العام الماضي بمشاركة باقة من النجوم، من بينهم دومينيك كوبر، ووراث نيغا، وجو غيلغن.
اقرأ/ي أيضًا: