قبل ربع قرن، حملت تترات فيلم "الهروب" (بطولة أحمد زكي) اسم السيناريست مصطفى محرم، بينما كان هنالك كاتب حقيقي ظلّ يثبت أنه صاحب السيناريو الأصلي حتى الآن، وهو بشير الديك. فقد أعاد كتابة السيناريو، ومراجعته، وإضافة مشاهد عليه، والحذف منه، ولم يذكر اسمه على تتر الفيلم.
حملت تترات فيلم "الهروب" اسم السيناريست مصطفى محرم، بينما كان كاتبه الحقيقي هو بشير الديك
مات مصطفى محرم، وراح بشير الديك يؤكد في كل أحاديثه أن فيلم "الهروب" ابنه الشرعي، لكنه يحمل اسم أب آخر، وسيظل أمام التاريخ والقانون منسوبًا لمصطفى محرم؛ لأنّ الأوراق الرسمية هي "دي إن إيه" العمل الفني، وليس الفرقعات الصحفية.
اقرأ/ي أيضًا: عادل إمام.. الزعيم الهلفوت
الكاتب الراحل بهجت قمر، والد أيمن بهجت قمر، تنازل عن اسمه مقابل أجر، اكتفى بأن يكون سيناريست شبح لا يذكر اسمه في 200 فيلم ومسرحية لظروف خاصة، واعترف بذلك في أكثر من مناسبة. نجيب محفوظ شارك في سيناريو "شباب امرأة"، وعندما اعترض مؤلف القصة أمين يوسف غراب، فضّل حذف اسمه من التترات. وبديع خيري كتب أكثر من مسرحية باسم نجيب الريحاني، أو اسمهما معًا، لكنه، في التسجيل النادر الوحيد له، لم يذكر ذلك ربما لأنه يخجل منه أو يريد له أن يُنسى، لكنه محفوظ في الكتب التي سجَّلت نميمة الوسط الفني.
والقصة أن نجيب الريحاني اختلف مع أمين صدقي، "أنتيمه" الفني، فلجأ إلى أحد أفراد الفرقة المسرحية ليكتب له من الباطن، فكان "الكاتب الصغير" بديع خيري أول اسم مطروح، فوافق.. وبدأ حياته ككاتب سري قبل أن يتحول إلى أهم مؤلفي المسرح في مصر.
فكرة الكاتب الشبح خرجت، فيما بعد، من السيناريو إلى الأغاني، فتنازل بليغ حمدي في سنوات الغربة نهاية الثمانينات عن اسمه كشاعر، واكتفى بأن تنسب الأغاني إليه ملحنًا، من أجل عيون شاعر خليجي كان يجزل العطاء لمن يضيف أغنية جديدة إلى اسمه وسجله الفني، رغم أنه لم يكتب كلمة واحدة طوال حياته، لكن الشغف بـ"البرستيج" يحرِّكه.
سيناريست شاب جديد سيجد نفسه في ورطة هذا العام، فهو كاتب مسلسل الزعيم الجديد "عفاريت عدلي علام" لكن العمل سيحمل اسم السيناريست الشهير يوسف معاطي. والقصة ليست سرًا، لكنها تتردَّد كنميمة في الوسط الفني، وصاغها طارق الشناوي كفزورة في مقال بصحيفة "المصري اليوم". ولا تزال الفزورة تحتاج إلى حل.
تنازل بليغ حمدي في نهاية الثمانينيات عن اسمه كشاعر، واكتفى بأن تنسب الأغاني إليه ملحنًا، من أجل عيون شاعر خليجي
ذكر طارق الشناوي أنه بالصدفة التقى السيناريست شاب، وروى له ما سمع فلم ينفِ، ولم يتكلم كثيرًا. وفق مقال طارق الشناوي، كان السيناريست الشاب - الذي لم يذكر اسمه - يتمنى أن يكتب مسلسلًا لعادل إمام، وحين جاءت الفرصة لم يرفض، واعتبرها خطوة أولى، فليكتب دون اسمه هذه المرة على أمل أن يكتب باسمه المسلسلات المقبلة.
اقرأ/ي أيضًا: الإسلامي واليساري في سينما عادل إمام
برر طارق الشناوي الأمر بأنه "ربما يثير غضبًا ينال من المسلسل داخل الوسط الفني في رمضان المقبل"، والسيناريست الشاب قدَّم تفسيرًا آخر: "قبلت صفقة أن أكون كاتبًا من الباطن إنقاذًا للموقف". إذن من السيناريست الذي كتب "عفاريت عدلي علام"؟
في اليوم السابق لمقال طارق الشناوي، المنشور في نيسان/أبريل الماضي، كان ضيفًا على حلقة من برنامج الإعلامي أسامة كمال على فضائية "dmc" المصرية، طرفها الثاني السيناريست محمد ناير، المعروف بقربه من يوسف معاطي، وهناك نميمة تحمل اسمه بالمشاركة في كتابة مسلسلات الزعيم كـ"كاتب شبح"، خاصة أنه لم يقدم أي أعمال درامية منذ انتهائه من مسلسل "القيصر"، الذي عرض في رمضان 2016.
إذن هو محمد ناير، وما فعله طارق الشناوي إنه نقل المعلومة من خانة النميمة إلى حسابات الحقيقة والفضيحة الكاملة بمقاله الذي حمل عنوان "الصفقة الحرام".
محمد ناير، الذي يبلغ من العمر 34 عامًا، بدأ عمله في السيناريو بفيلم "أعز أصحاب" عام 2009 ثم "الوتر" و"إذاعة حب"، وآخر مسلسلاته التليفزيونية كانت "المواطن إكس" و"فيرتيجو" و"القيصر"، ومنذ ذلك الوقت، وهو معزول عن السينما والدراما على أمل أن يكتب سيناريو لعادل إمام.
اقرأ/ي أيضًا: