أرقٌ ينتصب عاليًا
على الغصن المديد لشجرة الليل
وهاويةٌ تتفتح مسحورة
تحت العيون المتفرسة
تنصت
إلى فرارٍ في نسغ الدم
الطرائدُ تتناسل تِباعًا
مموّهة
في خيالها الأعمى السحيق.
.................
.................
الجرد المهرول بعكس الضياء
فجأة يتوقف مبهورًا
في منتصف الذعر
بامتنان يترقب مخالبًا أنيقة
تسحبه قربانًا إلى أعلى
دونما ألم أو قطرة دم
كأنما حلم مضى قبل الآن
تستظهره السكينة المتواطئة
على ذاكرتها حبيسة الأنفاس.
.................
.................
بعدما أنجزت ضربتها
بمهارةٍ لا شغف فيها
– تعود البوم
إلى مكمنها من القلق
لا ذاكرةَ تسعفها
سوى حوصلةٍ من المرارة
تمضغ النسيان النيئ
في جثت قتلاها.
.................
.................
الشناعةُ تواصل الدوران
حول فرجار العيون المؤطرة للقتل
بينما قلبها المحفوظ في الداخل
–لا يمتلك أية نوايا سيئة
الموتُ الجائع أصيب بالتخمة
لن يموتَ فينا أحد آخر
في قيلولة الحرب التي تشحذ
رقص سكاكينها
الجثثُ مغطاة بنمال تشقى
لتخزينها في الأقبية الضيقة
حفارو القبور طوحوا بالرفش
في كل رفش محلِّق
مقبرة مذعورة
تفرّ من تهافت القتلى
الساعةُ
ذروة القتل القصوى
عرباتُ الموت تراوح
مفؤودة العجلات
على الأرصفة المتطايرة
طوارًا طوارًا
في هطول الدم المهرول
دفعةً واحدة
في إشارات المرور المعطلة
بينما يتأهب الفارون من انشقاق
شقائق النعمان بمنجنيقاته
عن ذهول الربيع
لعبور ممر القيامة البطيء
حبوا
على ركب البكاء
الملائكة التي اعتزلت مدوناتها
على الحساب المفتوح لله
قافزةً من سدة السماء القريبة
في المرْيلة المفتوحة للممرضات
تحت الصليب المكسور
لمشافي الهلال المؤقتة
بعنوسة تأسى لمماطلة القيامة
في حاجة لمن يتولى تمريضها
مهيضة الأجنحة في حدائق الجراح
تحت مقصات البستاني الملول
ما من آهة أو همسة أو نأمة
في انقضاض الرماد
على الليل المقصوص الجناح
سوى بوم الإسعاف البيضاء
بصافرتها المبحوحة الرتيبة
تهيل السكينة على مراجل الزئبق
بطيئة تعرج على المفارق
بطيئة تتجول في أزقة تشقها
خطوة القتل العاشقة
برنين
أسماء
سفاحيها الفاحشة الإطار
بخفر أجنحتها المديدة الآسية
مغموسة الدلاء
عميقًا في الفجيعة
تخطر
حائرةً مشدوهة بين الجثث
عيونها
متخمة من تكرار الصور
مبتورة التراكيب في نشورها
على قزحية
تخيط مزق الغرقى
رقعة رقعة
– في سوق الجمعة اليعربي.
اقرأ/ي أيضًا: